استيقظي يا قوافي
شعر عدنان عبد النبي البلداوي

إنّ النصوصَ الــتي تَـنْـسى عـلاقَــتَـهـا
بأرض مَــوْلِـدِهــا ، لا خُــلْـدَ يـأويــهــا

وقِــيل مَــنْ لــم يكن ، فـي كـفّه حَجَــرٌ
فــفي لــسانـه سَـــهْـمٌ ، يرمي طاغيهـا

فــكيـف يَجـْـرأ مَــن أمسى ، بلا وطـنٍ
يـُصافـِحُ الخَـصمَ ، والأحـداثُ ترويها

كــلُّ الخُطى ترتَـقي إن كـان هاجِـسُـهـا
صوْبَ الفَـضِيلَةِ ، لا اطـماع تُـلـهِــيـهـا

شُـــمُّ الأنـوفِ ، فضاءُ الـعِـزّ مَنـزِلُهـم
ومَــن تَـعــوَّدَ ذلاً ، خـابَ بــانــيـهــا

قــلــبُ الـجــبــان ، اذا غَــذتْـــه أوردةٌ
مِــن الـتخــلّــف يـبقى فــي مَـهاويـهـا

مَــن يـدَّعــي الشـأنَ لا يقـوى مواصلة ً
وذو الاصالــة ، فــي عِـــزٍّ يـُؤديــهـــا

والإبـتــسامــةُ ، إنْ ابْــدَتْ تـــكلــفــهـا
تُـــوحي بِراقِـد نَــتْــنٍ ، فــي ســواقيهـا

اســتـيقـظي يــا قــوافي واسْــكبي دِيَـمَـاً
فــتُـربـَــة الـمَجْــدِ تـُسـقى مِـن مَـعالــيها

وعَــنِّـفـي مــن أبـاح الشــعـر تَــسْلـِـيــةً
لـلخَـصـْم ، فــيـه يُــداري حالَــه فــيها

الــشعــرُ يُــؤنـِسُ ، إنْ كــانت بـِمُـقْـلَـتِه
حُــسن الــنوايــا ، وصَـفْــوٌ فـي مَرامِيها

ليــس المــودّاتُ ، فــي تزويق احـرفها
إن لــم تكن مــن شغاف القـلـب تُـلـقـيها

واللـفـظ يـهْـوى انـسجـامـا فـي تَسَلْسُلـِه
لــكي تــفــوق المعــاني ، فــي مَـبانِـيهـا

مَــن يرتضي الـذلَ في صَمْـتٍ ، تُرافِقُه
مــع الضياع طِبــاعٌ كــان يـُـخْـفِـيهــا

( من البسيط)