شقت بنظرتها فؤادَ الشاعرِ
فمضى يغازلُها بلحنٍ ساحرِ
قالت وقد ضحكت أتعرفُ من أنا
قلتُ التي سحرت عيونَ الناظرِ
ما أنتِ الا ظبيةٌ عربيةٌ
أفديك من ظبيٍ أصيلٍ نادرِ
قالت وقد صدقت ألستَ بشاعرٍ
فاسجع بظبيٍ مستبدٍ نافرِ
قد أتعبَ الشعراءَ في ترويضهِ
من جاء منهم عاد عود الخاسرِ
أو جاءَ في الممشى يغازلُهُ فتىً
الا ونالَ الوغدُ صفعَ كنادرِ
قلت اتركيني إنَّ شعري مارقٌ
قالت ليمرق قلتُ هاكِ جواهري
لما طرقتُ البابَ قالت من أتى
في آخرِ الليلِ البهيمِ الماطرِ
قلتُ الذي قتلتهُ نظرتكِ التي
عبثت بهِ فشدا بلحنٍ آسرِ
قالت فديتكَ لستُ أعرفُ أيهم
ياكثرَ من قتلوا بسهمي الباترِ
قلتُ الذي قالَ الغواني شعرهُ
قد بانَ فيهِ سحرُ سردِ الشاعرِ
قالت وقد عرفت بأني خالدٌ
أهلاً وسهلاً بالحبيبِ الزائرِ
قالت أكنتَ قصدتَ نشوى قلتُ لا
واللهِ قد ظنت ظنونَ مقامرِ
ركضت الى بيتِ القصيدِ بظنها
فشدت معاتبةً بظنٍ جائرِ
قالت فمن رامَ القصيدُ بحينا
قلت التي عادت بكسرِ الخاطر
قالت فزد قلت التي لما نست
ردت مبرمجةً بدونِ مشاعرِ
قالت فزد قلت التي قالت لهُ
كيدُ النساءِ يفوقُ كيدَ الساحرِ
قالت فزد قلت التي جلست على
عرشِ الغواني بالجمالِ الباهرِ
قالت فزد قلت التي نظرت لهُ
إذ مرَّ يسألها بلحظٍ فاترِ
قالت فزد قلت التي ضحكت لهُ
واللحظُ منكسرٌ بثغرٍ ساخرِ
قالت فزد فأجبتها إنَّ التي
ملأت زوايا القلبِ صورةُ شاعرِ
ما الأمرُ إلا صورةٌ شعريةٌ
خطرت لهُ في وصفِ ظبيٍ سائرِ
ما مرَّ ظبيٌ مسرعٌ الا رأى
بفلاشها ضوءَ النهارِ كساهرِ