بيئــــــة العـــــراق
إنعقد في لندن، في 26 تشرين الثاني 2005
المؤتمر العلمي عن البيئة العراقية
وقدم الأستاذ مارك زيتون- الخبير في القسم الجيوغرافي- الكلية الملكية- جامعة لندن، ورقة الى المؤتمر وعنوانها:
"أستراتيجيات إدارة المياه على إمتداد دجلة والفرات في ظروف الهيمنة المائية"،
تناول فيها أستراتيجية ادارة الموارد المائية لنهري دجلة والفرات في ظل نظام الهيمنةِ المائيةِ في الحالةِ السياسيةِ المائيةِ القائمة حالياً، حيث تسيطر تركيا، مهيمنة مائياً، على تدفقِ نهري دجلة والفراتِ، مستغلة موقعها ودعا الادارات العراقية التنسيق المشترك مع سوريا، والتعبئة الاعلامية والعلمية والدبلوماسية، لتنظيم حقوق الموارد المائية المشتركة. ويرى خطأ اعتماد مفهوم الكمية في تقسيم الموارد المائية بين الدول الثلاث، والاستعاضة عنها بالنسبة المئوية.
\
أما الأستاذ عادل شريف- مركز أبحاث التناضح/ الأزموز Osmosis وتطبيقاته، كلية الهندسة، جامعة سوري، فقدم ورقة بعنوان:
" نقص المياه في الشرق الأوسط: دور التكنولوجيا"،
تناول خلالها نقص المياه وتطورالتقنيات الحديثة لمعالجة مشكلات النقص(ارتباطا بتزايد الطلب)، مركزاً على أهمية الماء ليس فقط كعنصر أساسي للحياة، بل وعنصر جوهري في إقتصاد كل بلد، مشيراً الى ان تحسين تجهيزات الماء، وتصحاح ومعالجة الماء، من شأنها ان تقلل نحو 80 بالمائة من الأمراض في العالم وإنقاذ نحو 3 ملايين إنسان من الموت سنوياً.
وإتخذ العراق كمثال ، شارحاً كيف يمكن ان يساعد التطور التكنولوجي في حل أزمات نقص المياه، بالرجوع الى المخترعات الحديثة ذات الكلفة المنخفضة، فلخصائص تلك الصناعات مناحي إقتصادية من حيث الفاعلية، كالتحلية، ومعالجة الماء، وتوليد الطاقة، والصناعات البترو-كيمياوية، والطاقة التي تستعمل أو تنتج كميات كبيرة من المحاليل المخففة.
\
وقدم الأكاديمي عبد الحسين مهدي عواد ورقة بعنوان:" اليوارنيوم المنضب- دراسة عن اثاره في بيئة العراق"، تناول فيها تعريف العلماء لمصطلح Depleted Uranium ،
وشروح اَثار اشعاعاته التي لوثت بيئة العراق، وكيف اصبح السبب في انتشار الامراض التي لا عهد للعراق بها، مشيراً الى مراحل الكشف عن اثار تلوث البيئة العراقية باشعاعات اليورانيوم
\
اما ورقة عالم الإجتماع ايراهيم الحيدري فكانت :" تشوهات البيئة الاجتماعية في العراق"،
وقام بتفكيك وتحليل البنية الاجتماعية والنفسية والشخصية العراقية المستلبة، ودعا الى إعادة بناء الانسان المكسور والنسيج الاجتماعي والنفسي والاخلاقي الممزق وتقويم الشخصية العراقية التي شوهتها العقود الثلاثة الماضية.هذه القضايا انتجت ما يسميه الباحث " الردة الحضارية ", التي تظهر في الفوضى والعنف والارهاب, والتي جعلت العراقيين ينخرطون في صراعات أثنية، ودينية، وطائفية، وحزبية ضيقة، اثرت بعمق على بنية المجتمع، بصورة عامة، وعلى العائلة والمرأة والطفولة، بصورة خاصة، وعمقت في الأخير انقسام المجتمع على ذاته.
البحث الآخر، وهو متمم للبحث السابق، قدمه الباحث في جامعة شيفيلد وطبيب الأمراض النفسية في مستشفى روثرهام- المملكة المتحدة، الأستاذ رياض عبد،
بعنوان:"الإستبداد والامراض النفسية في العراق"
وكرسه للإستبداد وللدولة الإستبدادية، والحكم شمولي/ توتاليتاري، والقسر الجسدي والنفساني وهي طريقتة للحكم.واشار الى بعض نظم الاستبداد واساليبه في عسكرة المجتمع والاعتماد على اجهزة الدولة لسلب ارادة الانسان وتدمير شخصيته وتفقير المجتمع واضعاف شعوره بالمسؤولية، مما يفضى الى تفكك المجتمع وتمزيق مكوناته, وتدمير انسانية الانسان وكرامة الفرد وقيمه الروحية.ودعا الى إعتبار مهمة منع الإنتهاكات الجماعية لحقوق الإنسان الأساسية مسؤولية دولية، ويتطلب إعادة تعريف مفهوم السيادة، وان يشترك المجتمع الدولي في مسؤولية المساعدة في عملية الإصلاح الإجتماعي للآثار الكارثية للدول الإستبدادية
\
\
المحور الأخير كرس للتلوث البيئي وتداعياته، فقدمه الأكاديمي والباحث بطب المجتمع والبيئة كاظم المقدادي- الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك- قسم الإدارة البيئية،
وهو بحثً بعنوان:
"التلوث البيئي في العراق وتداعياته الصحية"
سلط فيه الضوء على التلوث البيئي الراهن وتداعياته الصحية مدللاً بالأرقام والصور الحية، على واقع مزري، وإهمال صارخ، رغم مرور 31 شهراً على سقوط نظام بغداد.
متناولاً أبرز معالم التلوث، وهي:
1\- أطلال ركام الحرب المنتشرة في ارجاء العراق.
2- التلوث الإشعاعي الناجم عن ذخائر اليورانيوم المشعة، ونهب حاويات المواد المشعة وسكب موادها عشوائيا، الذي أثبتته، وبمستويات عالية جداً، العديد من القياسات الإشعاعية الميدانية.ووجود اَلاف المواقع الملوثة في العراق- بتأكيد برنامج الأمم المتحدة للبيئة
UNEP. 3- الذخائر غير المنفجرة، والأسلحة المحطمة، وملوثات كيماوية، متناثرة، فضلاً عن نحو 20 مليون لغم أرضي، تنتشر في أكثر من 2000 موقع،
4- تفجير أنابيب النفط، ، اسببت تلويثاً إضافيا"وخراباً للإقتصاد
5- تزايد برك المياه الآسنة، وأكوام النفايات والقاذورات، وطفح مياه الصرف الصحي في الأحياء الشعبية، وإغراقها للشوارع ، مع ما يرافقها من روائح كريهة، وذباب، وبعوض، وأمراض خطيرة عديدة نتيجة لها.ويشكل تلوث مياه الشرب كارثة حقيقية، حيث أثبتت الدراسات والتحاليل المختبرية تلوثه بكتريولوجياً في كافة المدن العراقية.
6-الاغذية الفاسدة، التي تغزو العراق، واثبتت الفحوصات ضررها البالغ المسبب للسرطان والامراض الاخرى.
7-إستمرار ظاهرة إنقطاع التيار الكهربائي، مع سوء الخدمات العامة، وبخاصة الطبية والصحية، الى جانب أنعدام الإجراءات الوقائية..ونتيجة للخراب البيئي إنتشرت الأمراض السرطانية، حتى تجاوز عدد المسجلين اليوم رسمياً أكثر من 150 ألف مريض، وإرتفع معدل التشوهات الولادية الى أكثر من 12 مرة، وحالات الإجهاض والولادات الميتة أكثر من 4 مرات، وتفشت الأمراض المعدية بشكل مخيف، مما ضاعف من معدلات الوفيات في العراق.
وخلص البحث الى أن البيئة العراقية ما زالت مدمرة، وملوثة بكافة الملوثات البيئية، وموبوءة بالجراثيم والسموم الخطيرة.وهذا الواقع وتداعياته، لم يحض من قبل حكام العراق الجدد بالإهتمام الجدي المطلوب..
\
\
البحث الأخير بعنوان:
"التأثيرات السمية الوراثية لتلوث الجو في العراق"
وقد قدمه البرفسور محمد الربيعي- جامعة دبلن-ايرلندا- وجامعة برمنجهام- بريطانيا، تناول فيه التلوث البيئي بإعتباره من اهم المخاطر التي تواجه العراق وأهله، وحياه ونوعية الكائنات الحية الاخرى، ومجمل المنظومة البيئية وتوازنها.وتلعب العوامل الاقتصادية والامنية والسياسية دوراً في تأزيم الوضع البيئي المتردي بما يؤدي الى ترديه واستحالة اصلاحه. ومن ملوثات البيئة الخطيرة التي ركز عليها البحث تلوث الجو نتيجة تزايد عدد السيارات القديمة والدخان المنطلق من المحروقات، إضافة الى اليورانيوم المنضب، وغير المنضب، وتلوث المياه بالنفايات البشرية والحيوانية نتيجة تلف المجاري وانعدام التصريف الصحيح، بحيث اصبحت مياه الشرب غير صالحة للاستعمال أبداً.وسلط البحث الضوء على اهم أخطار تلوث الجو في العراق السمية والجينية. وطرح امثلة على بعض انواع الملوثات الخطيرة، وعلاقتها بالسرطانات، والامراض الاخرى، وتأثيراتها على الكروموسومات، والجينات، والتكوين الجنيني للانسان.
وشرح الطرق العلمية في دراسة هذه الملوثات وتأثيراتها، ومنها الدراسات المسحية الوبائية/ الابيدميولوجية/ والبيولوجية والمختبرية.وأشار الى دراسة لتحديد تأثير الدقائق الدخانية المتساقطة نتيجة حرق ابار النفط الكويتية خلال حرب الخليج عام 1992 على التراكيب الكروموسومية والجينية. كما تطرق الى اهمية توفر المعلومات البيئية لاجل تحديد اسباب المشاكل الصحية، وطرح الوسائل التي يجدها ضرورية لدراسة التلوث والحد منه.