ذكريات في الحج
سأروي لكم بعضا من ذكرياتي أثناء تواجدي لتأدية الفريضة أو أثناء تواجدي في البيت الحرام
لن تكون أحداثا مرتبة بل هي بعض من ذكريات لأحداث مرت بي وحفرت في الذاكرة
( 1 )
زمزم
شربة من زمزم , إياك أن تفوتك الكل كان ينصح وأذني خرمت من شدة ما أوصيت ألا أفوت فرصة الاستحمام بزمزم وملء جوفي من هذا الماء الذي لم ينضب عبر آلاف السنين , معجزة خارقة بقيت لنا نحن المسلمون , معجزة تشفي كما قال رسولنا الكريم زمزم لما شربت له
وما أن وضعت قدمي في الحرم المكي الحبيب الشريف ووقفت أنظر للكعبة التي اشتاق القلب لرؤيتها وانتهينا من الطواف حتى عادت تلك النداءات تعصف بي :
- إياك أن تنسي شربة من زمزم
ومن ينسى أن يشرب من زمزم .من !!
جمعت شجاعتي وأردت اختراق الصفوف ظننت نفسي بجناحين وأستطيع أن أطير فوق الرؤوس ولكني في الواقع تخطيت الرؤوس بأقدامي السريعة فمن الناس والحمد لله من يصلي في الممرات فإن تجرأ احد واقتحم الممر ليمشي وجد الأيدي تعيده إلى أول الممر فيسعد بأنه على قيد الحياة .
ولكني أريد شربة من زمزم أولم يقال لي ألا تفوتني حتى لو كان هناك منها الكثير في الخارج ... فيجب أن أنزل أسفل الدرج وهناك حيث المنبع يجب أن أحظى بالشربة .
واستطعت بعد محاولا ت للطرد من الحجاج المرابطين في الطريق وإقصاءات تعسفية من أيدي الذين يتجمعون بكتل بشرية هائلة ويمشون مثل الموج الهادر لا يلقون بالا إلا لهم ولا يدرون من يزيحون او يضربون أو من يقتلون .
استطعت الوصول وشربة الماء من زمزم الآن ليست فقط للشفاء بل هي للظمأ الذي حدث بعد ساعة من المحاولة للوصول إليها .
وتهلل الوجه وأشرق وصحت بداخلي وصلت وصلت ونزلت الدرج سراعا .
يا إلهي !!! ما هذا
يا إلهي أمة لا إله الا الله هنا كلها تريد أن تشرب في نفس الوقت والقيمات على زمزم يضربن بالأواني الحديدية على رخام المغاسل يطلبن من النساء
- يا نساء
يا حاجات
يا أخوات
أفسحن المجال لغيركن
يا أخوات شربة تكفي يا ... تُبعد القيمة بضربة من عملاقة تريد أن تستحم بماء مزمزم . وألتصق بالجدار خوفا .
ووقفت بعيدة أنظر
هذه تخطف من تلك الكوب
وتلك بكوعها الحديدي تقصي أختها الحاجة أما تلك كلما غسلت رأسها حتى عادت إلى صب الماء على الأرض ..
وبكى قلبي
كيف سأشرب وهل سأحتمل وكزة من تلك ... وقلت يارب لا أريد إلا شربة واحدة وسأشربها من خارج الحرم وهممت حزينة بالصعود فإذا بيد تمسك ذراعي ,
فتاة حدثتني قائلة :
- أتريدين أن تشربي من زمزم ؟
نظرت إليها
يا ألله ما أجمل وجهها وما أعذب ابتسامتها
قلت لها نعم .....
قالت تعالي ..أمسكت بيدي وأمسكت بواحدة كانت تشرب قائلة لها قفي هنا احميها حتى تشرب .
لم أصدق وكأني لم أسمع إلا صوتها فصبت لي الماء ووقفت تنظر إلي ثم قالت لي :
- أتريدين أن تتوضأي ؟
- ماذا أوضوء أيضا !! يبدو أنني أحلم قلت نعم وأنا خجلة , فابتدأت تصب الماء على يدي لأتوضأ وكلما هممت خجلة أن آخذ منها الكوب قالت لالا هيا توضأي ..
وتوضأت وشربت مرة أخرى .
شكرتها ودعوت لها وصعدت,,
ولكن هذه المرة بجناحين حلقت بهما .....
والحمد لله رب العالمين