|
تجمَّعت الجـنون بأم ّرأسـى |
لضـيمٍ حـلَّ بالعَربِ الكرام |
وثارَ القلبُ فارَ الدمُ يغْـلي |
لهـذا النسـلِ منْ قومٍ شِـهام |
جِبالُ الخِزْي ذُلّ العارِ يُشْـرَى |
بغـانِـَيةٍ وكــأسٍ منْ ُمــدام |
وعِرْضُ القومِ مهْتوكٌ وشُـعِلوا |
بـأرْزاقٍ وأَمْـــوالٍٍ حَــرام |
بتِـلْـفَازٍ وأفْـلامٍ ولهـْوٍ |
لبِأْسَ النَسْـلُ منْ قـومٍ عِظـام |
يهـودىٌ وفـوْقَ القُـدْسِ بَـالَ |
وصِـرْبىٌّ بهَـتْكِ العـرْضِ هًَـام |
وأمـريكا برأسِ القـومِ تلْهو |
ورأسُ القَـوْمِ يلـهـو بالأنام |
وجُلّ القومِ مقْهورٌ أثـيمٌ |
رضـى بالقـهْرِ والذلِ المُضَـام |
وأهـلُ العلمِ فى صـمْتٍ كأنّ |
طـيوراً فوق أكْــتافٍ وهَــام |
يراؤونَ المُلوكَ بحُسْـنِ قـولٍ |
يُحِـلّونَ الحَـرامَ ولا احْـتِشـام |
ويخْـشـون الرؤوسَ بكلّ وقتٍ |
وما يخْـشـوْا عَزيزاً ذا إنتقام |
ووزْرُ القَوْم كلّ الوزر فـوق |
ظـهورهمُ ألا بــأس المــقام |
جحـيمُ النارِ مثْواهُمْ جَـميعاً |
ألا يـاربّ مَـحْـقـاً لـلِــئام |
رسـولُ اللـهِ قدْ أخْـبَرنَاعَنْهُم |
أحـاديـثاً كِــثاراً بإتّهـام |
يُذَكّرُنا المَقَالُ بأمْرِ موسـى |
وسُـحّارٍاً لفرعونَ الـهُـمـام |
فـعُذْراً قدْ يـتُوب الله يَوْماً |
على العَاصـي إذا صَدَقَ الكلام |
قـديرٌ ذو الجلالِ الحَقِّ يُحْى |
مُواتَ القومِ والجِـَيفِ الرِمـام |
ويبْعَثْهُمْ بيومِ البَعْثِ أُسْـداً |
سُجوداً ركّعاً صُدُقاً قـيام |
يلاقون الحـُتوُفَ ولا يُـراؤا |
لسُـلْطانٍ طَـغى بالموْتِ سَـام |
يقولون الحَـلالَ كأمْـِر ربّي |
وغَـيُْرُ الحـلّ شُـبُهَات حـرام |
وأنّ المُسْـلمين لَهُمْ جـميعاً |
لاخـوانٌ وإنْ بـعُدَ المُقـام |
وان الضـيمَ للإخْـوانِ ضـيْمـى |
وإنّ العـارَ عارى لا انْفِـصَـام |
وإنّ الصَـمْتَ والإخْوانُ صـرْعى |
لمعْـصِـَيةٌ وكـفـرٌ وإنـهزام |
وإن الصـمتَ والأخـواتُ تُسْـبى |
لـمـزْمُـومٌ ومـلــعُونٌ دوام |
وإنّ الخِـصْـمَ بعْدَ الأخِ يأتى |
فَيَقْـتُلُنا وما يخْـشـى انْتِقام |
ويسْـبى الأمَ يسبى الأخْتَ يسْبى |
بَنَاتاً كـيْفَ ياقـوْمى المَـنام |
وإنّ الغَـيْبَ غيـبُ اللهِ ليس |
بتخْـطـيطٍ فـعَـدْلُ اللـهِ تـام |
يجـازينا علـى فـعلٍٍ وقـولٍ |
وما يرْضـى بِخِـزْىٍ أو مُضـام |
وما يرضـى على الإسـلامِ ذلاً |
وإن ترضـوا فـذا نـُزُرٌ شِـآم |
يعمّ القـتلُ فيـنا والبلايا |
وتشـتدّ الكـروبُ كذا الخصـام |
ونمضـى فى طريق اليأسِ قُدُماً |
وما يُجْـدِي النَصِـيحٌ أو الملام |
جَحِـيمُ اللــهِ ندْخُـلهُ جميعاً |
ومـامـن شـفّعٍ فالإثـمُ عـام |
وإنّا إن نموتُ اليومَ أُسْـداً |
فجـنّاتُ الخـلودِ لـنا مَـقام |
وماجـدوى الحـياةِ بأرضِ ذلٍٍ |
وماجـدْوى الخُـُنوعِ والانقسـام |
وماجـدوى السـلامِ مع الأمـانِ |
إذا كان المصـيرُ إلى إنهدام |
وماجـدوى العـهودِ مع خصـيمٍ |
خـؤونِ الطـبعِ مـزْمومٍٍ لـئام |
تُخـادِعُنا الرؤسُ بزَيْفِ قـولٍِ |
تُـمـنّـيـنا بـدُنْـيا لا دوام |
تمـنّينا بأنَّ الغـدَ يأتـى |
رخـاءاً فـى أمـانٍٍ بالسلام |
ويمْضى الوقتُ نحْسَـبهم صُـدُوقاً |
لأنّ القـومَ أغـلـبـهُم عـوام |
ويأتى الوقتُ تنْكشِـفُ الخبايا |
ونعْـلمُ أنّهُـْم منْ آلِ ســام |
وإنّ الرأسَ مأْجـورٌ عليـنا |
وإنّ الـرأسَ خـوّانٌ إثــام |
وما نخْشـى رؤسَ الخِـْزي إنّا |
نَـَودُّ المـوتَ شُــهَداءً كـرام |
نقولُ الحقَّ إنّ الحـقَّ يُنْجـى |
وإن مُـتـْنا فـإنّا لا نُـضـام |
وإنّا للإلــهِ الحـقّ جـنداً |
وجُـنْـدُ اللــهِ منْصـورٌ دوام |
خَـَرجْـنا للحِـُتوفِ لنا قلوباً |
تحـبّ اللـهَ والرسـلَ العظام |
تودُّ شـهادةًفى اللـهِ تُنْـهـى |
جَحِـيمَ الأرضِ والعـصـرَ الشِـآم |
جِـنانُ الخُلدِ ندْخـلها سـراعاً |
مع الهـادى وأصـحـابٍ كـرام |
بها كلّ النعـيمِ لم البقاءُ |
بـأرضِ الشـرِ والناسِ اللـئام |
بأرضِ الظـلمِ والطغيانِ نحْيا |
أمِ الجـنّاتِ والربّ السـلا م |
ألا ياقومُ إنّ الشـرّ عــمّ |
بهـذى الأرضِ وإشــتدّ الزحام |
عـلاماتُ الحِسـابِ وقـدْ توالت |
وإنّ القـومَ أغـلبـهم نـيام |
فـزلزالٌ نراه بكـلّ يـومٍ |
وريـحٌ عـقمُ والطـوفانُ طـام |
وبركـانٌ وأمـراضٌ وبــاءٌ |
وحــربٌ تنـتـهى حـتى تـُقام |
وقـدْ ضَـلّ الأنامُ بكلّ أرضٍٍ |
وعمّ الفـسـقُ وإشـتدّ الظلام |
كـثيرٌ من خصالِ السـوءِ أجّت |
وقلّ الخـيرُ وأنقطـعَ الغمام |
كرامُ القومِ فى فقْـرٍ وبؤسٍ |
وشـرُّ الناسِ فـوْقَ الخـيرِ عام |
وفـرّ الـمرءُ من أبٍ وأُمٍّ |
وبـات المُـسـلمُـونَ بلا إمـام |
فهيّا أُمّـة الإسلامِ عُـودي |
وهيّا أيُّها العُربُ الشـهام |
إلى اللـهِ الطـريقِ ولانُبالى |
فجـنّاتُ الخـلودِ لـنا المقام |
وإن نرْضـى بهذا الضـيمِ نلقى |
جحـيمَ النارِ منْ ربّى إنتـقام |
وتأكُـلُنا الكِلابُ بكلّ أرضٍٍ |
ونَلْتَزِمُ الجُحـورَ كما الهَـوام |
ونخْسـرُ أمْرنا دُنـيا وديـنا |
ألا ياقـومُ فامْتَشِـقوا الحُسـام |