كانت الدنيا لا تسع الشاب من الفرحة عندما امسك شهادة تخرجه من كلية التجارة بيديه
وقد حصل علي تقدير جيد حدا ونظر امامه فرأى ابتسامة عريضة لفم به اسنان ناصعة البياض
تسطع في ضؤ الشمس كصفين من اللولي التي انتظمت حباته في خيط واحد
لقد عرفها الشاب انها ابتسامة المستقبل الذي ينتظره ورفع الفتى زراعيه ليأخذ هذا الفم بين يديه
ويقبله انه مستقبله ولكن بعد ان وضع فمه علي هذا الفم تراجع مزعورا وجسده يرتعش
ما هذا الذي قبله انه ليس ذلك الفم الذي رآه يبتسم في حيوية منذ قليل
لقد قبل حائط اصم لا روح فيه ولا حياه
تلك الاسنان البيضاء التي رآها ما هي إلا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
حباة رمل قد طليت بالجير الابيض مالبثت أن تفتت وتهاوت عند أول لمسة من الشاب
وهذا الفم العريض المبتسم ما هو إلا ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جحر فأر أضائه ضوء شمعة كانت تحملها طفلة صغيرة مرت من أمامه
فإنتابت الفتى حالة هستيرية نظر علي اثرها إلي تلك الشهادة بابتسامة ساخرة
مزقت تلك الشهادة التي طواها ووضعها في جيب سرواله الخلفي
ومضي إلي أقرب ورشة نجارة يسأل صاحبها عن عمل قائلا لنفسه
شر البلية ما يضحك
فالتجارة والنجارة لا فرق بينهما سوى نقطة من مداد علي ورق