الاجراءات :
قبل تطبيق الاختبار على عينة البحث تم استخراج ثباته وصدقه كما يأتي :
أ. ثبات الاختبار: لجأ أحد الباحثين للتحقق من ثبات اختبار زوندي باسلوب إعادة الاختبار بعد مدة بين 16-40 يوماً وبمعدل 27 يوماً، وقد توصل الباحث إلى أن البروفيل العام الذي حصل عليه من إجراء إعادة الاختبار متماثل الى حد بعيد مع البروفيل العام في الاختبار الأول (Borge, 2000, pp.9-20).
ولجأت الباحثة أيضا للتحقق من ثبات الاختبار باستخدام اسلوب إعادة الاختبار. وتم تحقيق ذلك بأن قامت بإعادة تطبيق الاختبار على عينة مكونة من (30) مراهق غير جانح من عينة البحث بعد مرور (16-40) يوماً وبمعدل 27 يوماً. ثم حسبت قيمة مربع كاي لبيان الفروق بين مجموع استجابات العينة في الاختبار الأول ومجموع استجاباتها في الاختبار الثاني في عوامل البروفيل الثمانية. واتضح أنه تحت مستوى دلالة 0,05)) وبدرجة حرية (1) لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في استجابات العينة في التطبيقين في جميع عوامل البروفيل ماعدا العامل (h). وبهذا يكون عدد العوامل الثابتة نسبيا في استجابات العينة سبعة من مجموع ثمانية عوامل.
ومن اجل توضيح التغيرات في التطبيقين بطريقة مبسطة تم الجمع الجبري للاختيارات لكل عامل وحساب متوسطاتها في بروفيل خاص على نحو ما هو مبين في الشكل ( ؟؟؟).
http://www.hdrmut.net/ufiles/1145122010.doc
وتعد عملية أخذ المجموع الجبري للخيارات لكل عامل، ثم حساب متوسط النتائج التي يتم الحصول عليها، طريقة جافة للتعامل مع المعلومات، ويمكن استخدامها فقط لغرض تحليل المجموعة إحصائيا (Borge, 2000: 9-20). وتعد هذه الطريقة جائزة في مثل هذه الحالة لان الاهتمام الرئيس ينصب في تحديد الاتجاهات الرئيسة للتغيرات الحاصلة بين الاختبار الأول والاختبار الثاني للعينة نفسها. وإن الغرض من استخدام اختبار زوندي على هذه العينة أما لإثبات الفرضية أو عدم إثباتها طبقا للتغيرات التي تظهر في العوامل الثمانية وليس استخدام نتائج الاختبار من أجل التحليل النوعي. وبعد الحصول على بروفيل متوسطات المجموع الجبري للاختيارات لكل من الاختبار الأول والثاني في العينة، تم القيام باختبار التغيرات من اختبار (1) إلى اختبار (2) وذلك للدلالة الإحصائية للاختبار. فلم يُظهر أفراد العينة تغييرا ملحوظا في العوامل الثمانية. والاستقرار النسبي المتوقع لاختيارات الأفراد غير الجانحين دليل مقنع بخصوص صدق الافتراضات ضمن الاختبار. وهذا يعني أن نتائج هذا التطبيق تساعد في تصديق الافتراض الذي يبين أن هذه الصور للمرضى عقليا، تنقل فعلا بعض الخصائص النفسية الجوهرية للأفراد من خلال ردود أفعالهم في موقف الاختبار بطريقة صادقة نفسيا. فإذا لم تكن هذه هي الحالة، لما استطعنا الحصول على نتائج ذات دلالة. ففي كل أنواع المقارنات بقيت مجموعة العينة مع استقرارها النسبي في ردود أفعالها في معظم العوامل.
ومن الجدير إضافة معلومة، وهي أن أقصى درجة للثبات في كل العوامل الثمانية لم تكن متوقعة من معدل السكان الأصحاء سريريا. وإن أعلى قيمة "للثبات" للاختيارات وفي مختلف الاختبارات وُجد لدى المصابين بالعصاب القهري أو لدى من لديهم خصائص قهرية (Borg, 1973, p. 52).
ومن جانب آخر، تعد التغيرات السريعة في الاتجاه من اختبار إلى آخر وخاصة الانقلاب التام من "الموجب" إلى "السالب" ومن "السالب" إلى "الموجب" هي المؤشرات الأكثر أهمية بالنسبة للاضطراب الانفعالي أو العقلي، إذ وجد أن أقصى عدد لهذه التغييرات قد ظهر في مرضى الفصام (Deri, 1990, p. 503).
ب. صدق الاختبار: من المؤشرات المنشورة لصدق اختبار زوندي، دراسة لأحد الباحثين كان الهدف الوحيد منها هو استخراج الصدق لاختبار زوندي وهي بعنوان "دراسة الصدق لاختبار زوندي" A study of the Validity of the Szondi Test (Szollosi, 1950, M. A.). وهناك دراسة تشير إلى أن الاختبار قد درس على وفق محك للتمييز وهي بعنوان "دراسة لاختبار زوندي استنادا لمحك للتمييز" A study of the szondi Test on the Criterion of Recognition"
(Best, 1951, M.A ). ودراسة أخرى تناولت تقويم بعض الافتراضات المتعلقة بالمواد المنبهة –صور زوندي الفوتوغرافية- في اختبار زوندي (Ahlstrom, 1962, M.A).
ومن الافتراضات المتعلقة باختبار زوندي التي سعت الباحثة للتحقق منها لغرض التأكد من صدق الاختبار ما يأتي:
الافتراض الأول: وهو أن اتجاهات العوامل الثمانية في البروفيل العام لأطفال الشوارع تتشابه مع اتجاهات العوامل في البروفيل العام للجانحين بغض النظر عن عدد الاختيارات في كل عامل (ِAdina, 2001, p.15).
الافتراض الثاني: مأخوذ عن Tighel، وهو أن نقص المراقبة الذاتية يجعلنا نضاهي بروفيل الدافع لـ "أطفال الشارع" منه لمرتكبي الجرائم criminal ، والجانحين delinquent ، والمتشردين tramp. وفيما يأتي الاستجابات الرئيسية التي تفوض تلك المقارنة h+, s+, e-, k-, p-, d+/0 ، وفي نفس الوقت يمكن لنا مقارنته بتزامن الهوس manic syndrome (Tighel, 1999: 10) .
الافتراض الثالث: إن الشبه بين البروفيل العام لأطفال الشارع والبروفيل العام للمشاغبين في المجتمعات التقليدية والذي وصفه كل من J. Melon, M. Stassart, B. Hermann وآخرون. إن ذلك الشبه قد أُثبت بالتواتر العظيم لردود الفعل h+, e-, hy-, d+ and m- الشائعة في المجموعتين. ومهما يكن من أمر، فإن ذلك الاتساق لم يكن في الموجه Sch (Copiji, 1999: 8).
فيرى Adina إن معظم "أطفال الشوارع" يتعاملون مع اللصوص، وتجد بينهم ذوي البغاء. وهناك عدد كبير من الجانحين delinquents ومن كل أنواع الجنح، وهذا هو السبب الذي يجعل الناس يرتابون منهم ولا يتقبلونهم، ويتوقعون منهم العدوان. وإن المطلّع على هذه المجموعات من الأطفال يجد أن هناك علاقات السيطرة domination تسود فيما بينهم، والتي تكون على أساس الأقوى جسميا والأضعف (Adina, 2001, p.15).
وبالنسبة للافتراض الثاني، يفسر التشابه بين بروفيل أطفال الشارع وبروفيل الجانحين ومرتكبي الجرائم في أن في هذه البيئة (بيئة الشارع) يتعلم الأطفال لأن يكونوا عدوانيين ويكتسبون بالمحاكاة السلوكيات غير الصحية unhealthy وأنهم يقتبسون من الأهل ومن بيئتهم نماذج السلوك المبنية على العنف، وعلى أساس الأمر والنهي، والنتيجة هي حدوث حالات شبه مستمرة من القلق، ناتجة عن احتقان دوافعهم العدوانية، وأخيرا وجود تفريغ أحيانا عن أنفسهم، على شكل أزمة انحراف جنسي -الماسوشية سادية sado-masochistic-( Tighel, 1999: 10) (Hermman, 1996, paper).
وترى ديري أن أي تغيير يتضمن تغيير اتجاه العامل يعد أكثر أهمية في التفسير السريري النوعي من التغيير الذي يشتمل فقط الزيادة أو النقصان في عدد الاختيارات ضمن الاتجاه نفسه (Deri, 1990, p.503). ويقصد بالاتجاه كما أشير إليه في وصف الاختبار هو الإشارة؛ حيث أنها ستكون موجبة لعامل ما إذا كان كل أو معظم الاختيارات محببة للصور التي تمثل ذلك العامل، وستكون العلامة سالبة إذا كان كل أو معظم الاختيارات غير محببة، وتكون العلامة مزدوجة إذا تساوت الاختيارات بين المحببة وغير المحببة، وتكون العلامة صفراً إذا لم يكن هناك أي اختيار لذلك العامل أو أقصى اختيار فيه صورة واحدة محببة أو غير محببة أو صورتان واحدة محببة وأخرى غير محببة. وعليه قامت الباحثة بالنظر لاتجاهات العوامل الثمانية في بروفيلات كل من عينة المراهقين الجانحين التي وصفت طريقة اختيارها في مقدمة هذا الفصل، وعينة "أطفال الشوارع" المتكونة من (20) فرد التي اختارتها عشوائيا من دار الرحمة لتأهيل الأحداث من الذكور والإناث، وهو قسم من أقسام دائرة إصلاح الأحداث الذي يضم الأحداث فاقدي الرعاية الاجتماعية (أطفال الشوارع) والفئات العمرية في هذه الدار من9 – 18 سنة ذكور، ومن 9 – 22 سنة من الإناث. فقد قامت الباحثة بتحديد الفئات العمرية من 13-21 سنة لتكون مرشحة للظهور في العينة، ومن ثم اختارت من تلك القائمة عينتها العشوائية، فطبقت عليها اختبار زوندي لتحصل على عشرين بروفيل لهم. وبالأخذ بنظر الاعتبار معظم ردود الأفعال المتواترة لـ 20 بروفيل والمهيأة لتركيب البروفيل المتوسط لـ"أطفال الشارع"، ظهر أن الآتي هو ردود أفعالهم؛
* مجموعة أطفال الشوارع: h+, s+, e-, hy-, k-, p+/0
* في حين كانت ردود أفعال مجموعة الجانحين المأخوذة من البروفيل العام لهم في البحث الحالي: h+, s-, e-, hy-, k-, p-, m+, d+
ويمكن توضيح المقارنة بين المجموعتين في الجدول (18)
http://www.hdrmut.net/ufiles/1145122077.doc
وبهذا تحققت الفرضية الأولى حيث أن اتجاه العوامل في البروفيل العام لأطفال الشارع شابه إلى حد كبير (في معظم العوامل) اتجاه العوامل في البروفيل العام للجانحين.
وبالنسبة للافتراض الثاني الذي يقول بتشابه بروفيل الجانحين مع بروفيل مجرمي القتل وأطفال الشوارع في العوامل الآتية: h+, s+, e-, k-, p-, d+/0. فان المقارنة تتضح أكثر في جدول (19):
http://www.hdrmut.net/ufiles/1145122110.doc
فإن الفرضية قد تحققت كما هو مبين في الجدول أعلاه في جميع العوامل المحددة في الفرضية بالنسبة لأطفال الشوارع وجميعها بالنسبة للجانحين ما عدا العامل s حيث كانت الإشارة سالبة.
أما بالنسبة للافتراض الثالث وهو أن بروفيل أطفال الشارع يتشابه مع بروفيل المشاغبين في العوامل الآتية: h+, e-, hy-, d+ and m- ، فقد تمت مقارنة الاتجاه لهذه العوامل مع اتجاه نفس العوامل لأطفال الشوارع المحسوب في البحث الحالي وعلى نحو ما هو مبين في جدول (20).
http://www.hdrmut.net/ufiles/1145123240.doc
وتبين المقارنة في الجدول المتقدم إن اتجاه العوامل الخمسة المحسوبة ضمن البروفيل المتوسط الذي توصلت إليه الباحثة، مطابق لاتجاه العوامل نفسها التي توصل إليها Copiji في بروفيله المتوسط لأطفال الشوارع، الذي أثبت أنها تطابق اتجاهات العوامل نفسها للبروفيل المتوسط للمشاغبين في المجتمعات التقليدية الذي وصفه J. Melon, M. Stassart, B. Hermann وآخرون.
وبهذا تكون الباحثة قد تحققت من صدق الاختبار المتبنى في البحث الحالي من خلال نوع من أنواع الصدق وهو "صدق البناء". وهي الوسيلة الوحيدة التي يمكن للباحثة الركون إليها، حيث أنه لا محك مناسب في الدراسات المحلية يمكن المقارنة به، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لم تلجأ الباحثة لاستخراج الصدق الظاهري بعرض الاختبار على خبراء في الطب النفسي حيث يفترض ان الاختبار هو وسيلة في التشخيص السيكتري، وذلك لأن الباحثة حددت بحثها في استثمار الجانب السيكولوجي من الاختبار فقط، واقترحت أن يتناول باحثون آخرون الجانب السيكتري منه مستقبلا بعد اشتقاق المعايير المناسبة للبيئة العراقية.
الوسائل الإحصائية
1. مربع كاي Chi – square لايجاد دلالة الفروق بين نتائج الاختبار واعادة الاختبار لغرض التحقق من ثبات الاختبار
(البياتي واثناسيوس، 1977، ص294).
2. مربع كاي Chi – square لإيجاد الفروق بين استجابات المراهقين الجانحين وغير الجانحين على اختبار زوندي.
3. عد مستوى الدلالة (0,05) معيارا لقبول الفرضيات الاحصائية أو رفضها. أي الحكم على وجود فروق أو عدم وجود الفروق بين المجموعات التي تمت المقارنة بينها.
تطبيق الاختبار على عينة البحث ....والنتائج ... يتبع
الاخ الفاضل د. السمان ... كم أنا سعيدة بمتابعتكم ... أطال الله في عمرك