سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب المتميّز جوتيار تمر
اجدني في موقف حرج , ان اكتب في موضوع , سبق ان كتب فيه , الاخ الغالي الاديب الاستاذ الدكتور سلطان الحريري , ما اصعب هذا , ومع ذلك استميح الاديب الكبير والاستاذ , لاخط بضع كلمات .
ما اروعك ايها الاديب , هذا التدفق الفكري , وهذا القلم الذكي , والمقدرة الادبية اللافتة , ونصك عشتروت الجديدة , زخم ادبي وفكري , استحضر الميثولوجيا , ليوظفها في معالجة ادبية ناجحة , فاظهرت مقدرة ومهارة , قدتني من خلالها , الى مزيد من الاعجاب بك
.
واعذرني ايها الاديب الكبير , إذ انني وقد لحظت بعض الزلقات الكتابية , التي تسببت فيها , على ما اظن , لوحة المفاتيح عندك على الحاسب , فاعدت كتابة النص , حسب اجتهادي , وجاء هذا من شدة اعجابي بالنص , فطمحت ان لايشوبه شائبة , كقارىء لك متذوق لادبك الرفيع , وقد اورد استاذنا الكبير الدكتور سلطان الحريري , بعض التصويبات , باسلوبه الرقيق الراقي , مشيرا الى ذلك , بشكل غير مباشر .
عشتروت الجديدة
كالرعد في سماء غائمة
عادت طبول بابل الوثنية
تقرع في ليالينا المؤرقة ،
وتخرق سمع أيامنا الذابلة…
لتعلن للأرض القاحلة
التي أحرقتها ذنوب وآثام ألبشر
عن مجيء قسري آخر للآلهه…
عشتروت البابلية من سباتها نهضت..!
أنين واحتضار الأرض
يخرق عليها عتمتها القسرية،
وكأنها تصيح مذعورة…
أي نار بلا لهب هذه التي…
تؤرق عليّ سباتي….؟
أي عطش هذا الذي …
أجده يمزق أعماقي ؟
وألريح من وراء صيحاتها…
تصيح…وتناديك…
وكطفلة مسحورة
تسير بك نحو دروبها العاتية،
وأنت يا سيدتي.. إنما مجرد طفلة
لاهثة لايؤرق ليلك في سباتك
سوى أنين خافت يداهم…
صمت جراحك….،
وبعد لا يروي عطش شفتيك
فتفيض شوقاً جراحاتك،
وتصطدم بسر أعمق من روحك
فتمتزج لهفات ذاتك
مع صيحات الآلهة …
وتنتفض روحها فيك….
وكرافضية داست على جبروت الآلهه ..
لعنت كل الشرائع القديمة ،
وناديتني بشرائع موضوعة
تبجل أنوثتك وتروي عطشك..
وكعشتروت كلما الأرض تجف
تنهض لتبحث عن ألف إله مثل تموز
فتسوقهم كالنعاج إلى مذابحها
والأرض تعود لتخضر من دمائهم..
وتعود بعدها هي إلى سباتها …
سيدتي إنما عشتروت
وجه آخر لتطلعات ذاتك…
فكلما دق ناقوسا النهاية
أجراس أعماقك ..واستغاثت..
هبت روحها لتلبي نداءاتك ،
ولا شيء يمنع جبروت تطلعاتك
سوى دم يراق تحت قدميك
فأنت كالآلهة…روحك
لا تشبع إلا بعد أن ترى
دموعاً تسكب بين يديك..
هي أغزر من دموعك ،
ودماً لا ينذر بأسم الآلهه…
إلا مع اسمك ….
وكظل إله غير معروف
تظل روحك مرفوضة..
بين الأرض واللانهاية
تغري حتى ذات عشتروت
التي ما تلبث أن تعود من جديد
لتروي الأرض من دم تموز
ولتروي عطشك….
من دم إله رافض لوجودك…
بغداد / 4-8-2003
اخوكم
السمان
شاركونا الفرح في ايام المهرجان الادبي الاول للواحة