= درس في اللغة والحب =
شعر : جمال علوش
أستدعِي اللُّغَةَ العربيَّةَ
وأُمَدِّدُهَا جُثَّةَ وَجْدٍ صُوفيِّ
الآهِ
على طَاوِلَةِ التشريحِ ،
وأبدأُ
أوَّلَ دَرْسٍ في النحوِ
العربيِّ
أقولُ : أنا مُبْتَدَأُ
الحُزْنِ
وَفَاتِنَتِي خَبَرٌ مَرْفُوعٌ
بالصَّدِّ
المُزْمِنِ
تَضْحَكُ آنَ يُشَاكِسُنِي
ظَرْفٌ
وَيَمُدُّ لِسَاناً مِنْ وَرَقِ
الأسماءِ الممنوعَةِ
مِنْ صَرْفِ
الحُبِّ
وَيَهْمِسُ : يامجنونُ تَعَقَّلْ
وارسُمْ – آنَ تَوَدُّ الغَوْصَ
بِبَحْرِ الأنثى –
قَارَبَ نَفْيٍ
مِنْ أخشابِ الأفعالِ
المبنيةِ لِلْمَعْلُومِ
وغامِرْ
سَتَرى الحسناءَ المجرورةَ
بالكِبْرِ
تَمدُّ شَذا وَقْتٍ
مُلْتَفٍّ بِذُؤابَةِ حَرْفٍ
قَدْ شُبِّهَ – زُورَاً – بِالفِعْلِ
تَرى أيضاً فاعِلَكَ ( الفَحْلَ )
وفي لحظةٍ عِزٍّ عَرَبِيٍّ
مرفوعاً بالضَّمَةِ
فوقَ النافرِ من ملكوتِ
الصدرِ
وبينَ مَطاوِيَ من
أبَنُوسْ
قَدْ تفرَحُ
أعرِفُ
وتُتَابعُ – مَأخُوذاً –
إكْمَالَ الفتحِ
تحوزُ مَمَالِكَ
مِنْ أهدابٍ
طافِحةٍ بِحُرُوفِ
الجَرِّ
المُرِّ
وأسْمَاءِ الوَصْلِ
المسكونةِ بالوعْدِِ
تُغَنِّي بِكلامٍ مِنْ وَرْدِ
الشَّهْوَةِ :
ياعاقِدَ فَوْقَ جبينِ
القتلِ
حَوَاجِبَ
ماذا تُرى أبقيتَ لِتاءِ
الفاعلِ فِيَّ
وأيَّ رَدَىً تُهُدِي
المجنونْ ؟
مقتولٌ قلبي
أدرِكُ ذاكَ
وأدرِكُ أنَّ القاتِلَ
( نُونْ ) !
آهٍ مِنْ هذي النونِ
وآهٍ مِن جَبَروتِ
النّسوَةِ
إذ ينزلْنَ
وإذْ يَعْزِفْنَ بِنارٍ
فوقَ كَمنجاتِ
الدِّفءِ
يَغُصْنَ إلى آخِرِ حَدٍّ
في الفعْلِ الكامِلِ فِيَّ
يَبُحْنَ بِياءاتِ نِداءٍ
لِمُنادى
مِسْكينٍ
يتحوَّلُ – آنَ يجنُّ البوحُ –
إلى أنسامٍ تَتَهادى
ناعِمَةً في
البَحْرِ الكاملِ
والبحْرُ – وإنْ فاضَ
رِضَاهُ ،
وشَعَّتْ دافئةً
عيناهُ –
خَؤونْ !
آهٍ من وجَعٍ لايَهْدَأُ
أسْألُ قلبي عن أنثاهُ
وعنْ حُلُمٍ صادَرَهُ الوقْتُ
المُتَطَفِّلُ
أسْألُ : أينَ .. وماذا ..
وكيفْ ؟!
مَنْ يُرْجِعُ – إذْ يَقْدِرُ – لي
لَبَنَاً
ضَيَّعَهُ الصَّيفْ ؟!
كانتْ أنثى خارجةً عن كلِّ المألوفِ
تمدُّ مَجازاً وكِناياتٍ وتَشابِيهَ
وتدْخُلُ في حيِّزِ ماقَدْ تُبْدِي
الآهْ
أنثى دافئةٌ كالوردِ
وقد أتْقَنَ صُنْعَتَها
اللهْ !
أقرؤُها ، وأغوص بِها
وأغُذُّ إلى آخرِ مايزهو فيها
منْ ألقٍ مقرونٍ بجناسٍ
اللهفةِ
وطبَاقٍ يزهو
مَعْنَاهْ !
آهٍ منْ هذي الأنثى
وآهٍ
آهٍ
آهٍ
آهْ
تأتي حين يَلَذُّ الحُزْنُ
تَمدُّ الرغبةَ
تركضُ في بريَّةِ قلبي
تهمسُ : عُدْتُ ، فَعُدْ
يازَينْ
كيفَ أعودُ
وكيفَ أجودُ
ولالُغَةٌ ترضى أن تبقى
دافِئةً مابينَ يَدَيّْ
أدعو الماضي ، فيأتي
الأمرُ المبنيُّ على مايُجْزَمُ
يأتي استثناءٌ تِلْوَ استثناءٍ
ويظلُّ القلبُ وحيداً
في بَريَّةِ حُزنِ الهمزاتِ
المطرودةِ من ملكوتِ
الإملاءِ
يُحَاوِلُ مُلْكَاً ، أو يسقُطَ
في ساحِ الكلماتِ
شَهيداً مرفوعاً
بالضَّمِّ
إلى آخرِ ماترجو
الروحُ
هناكَ وراءَ فضاءِ
الدِّفءِ
الطافحِ –رُغْمَ الموتِ –
بالفِ
حَياهْ !
يَنْهَضُ فِيَّ الولدُ الطِّفْلُ
المفتونُ
بِتَقْطِيعِ الكلماتِ
يَبُوحُ :
الصَّدْرُ : بَهاءٌ
والعَجْزُ : ثِمَارٌ
دافِئةٌ
تُهدِيها البِنْتُ لأوَّلِ
حُزْنٍ ورْدِيٍّ
يأتيها بِمُضارِعِ شَوْقٍ
ويقودُ خُطَاها
لِلْماضي
والماضي المَبْنِيُّ يُراوِغُ
قَدْ يُهْدِ ي الخَطْوَ إلى
رَجْمٍ
مَمْنُوعٍ مِنْ صَرْفِ
العَفْوِ
ومن كلِّ كناياتِ
الغُفْرانْ
والماضي سَيْفٌ مشهورٌ
في كفِّ الإنسانِ
الشَّيطانْ !
ديرالزور 2006
=====================================