بـهـمومنا لا بـالخمور سـكارى

يحيى السماوي

بـهـمومنا لا بـالخمور سـكارى ولـيـأسنا لا لـلـعداة أُسـارى نـمتار سُـهداً حـين يقربنا الدجى ونـفرّ مـن ضـوء الشموس نهارا نـلقي عـلى الـينبوع زلّـة نارنا أن لـيس يـطفىء لـو غفونا نارا ونـقـيم بـين قـلوبنا ويـقيننا لـلشك سـدّاً مـانعاً وجـداراً! نـعدو وراء الـسافحين دمـاءنا أن يـمـنحوا بـسـتاننا أمـطارا كـم مـبدلٍ بـالمكرمات خطيئة واخـتار فـي وضـح النهار عِثارا يـمـضي نـميراً لـلمبيح نـجيعه ويـدكّ فـوق الأقـربين ديـارا زمـن! رأيـنا فـيه كـلّ رزيـئة ضِـعنا بـه فـوق الدروب نِثارا فـكأننا لـسنا عـشير الـمصطفى هـذا الـذي رفـع الجهاد شعارا وكـأنما «الـصديق» لم يغرس لنا شـجراً أفـاء بـظله الأمـصارا وكـأنما «الـفاروق» ما صلّى بنا فـي «الـقدس» لمّا فرّق الأشرارا وكـأنما «عـثمان» لـم يسرح لنا مـن مـقلتيه عـلى دجـى أنوارا وكـأن «خـيبر» لـم يقوّض بابها يـوماً «عـليٌّ» حـين كـرّ وثارا وكـأنـنا.. وكـأننا.. وكـأننا صـرنا عـلى دين اليهود غيارى! مـدّ الـقريب يداً لغاصب أرضه أمّـا الـبعيد فـقد حـباه مزارا! زمـن! يـنيب بـه الكبار صغارا كـي يُـرجعوا شـرفاً لنا وذمارا! أمّـا الأسـنة والـسيوف وخيلنا فـلقد أنـابت في الوغى أحجارا! زمـن! يـصير الـجبن فيه بطولة والـعار مـجداً والـكرامة عـارا! زمـن! تـبيع بـه الـسياسة أمّة والـقيد يـصبح في الخنوع سوارا تـخشى مـن الموت الجميل شهادة ونـكاد نـحسب شوك ذلّ غارا! نـعدو لنرتشف السراب ونستقي ضـرع الـهجير ونـأنف الأنهارا! فـعلام هاتيك الجموع استشهدت إن كـان قـائدها أقـام حوارا؟ سـقط القناع عن القناع فلم تعدْ تـلك الـبيارق تـلفتُ الأنظارا ربّـاه قـد شـلّ الـيسار يـميننا ويـمـيننا ربّـاه شـلّ يـسارا! عَـطُلَتْ سـواعدنا وأوهن عزمنا خـدرٌ وأدمـنت الـخيول خوارا ولـقد نـمجّد فـي السياسة فاجراً بـاسم الـنضال ونشتم الأبرارا! حـتّام نـلقي الـلوم فـي أعدائنا إن كـان صـرح جهادنا منهارا؟ ياقدس قد رخص النضال وأرخصت شـهب المناصب باسمك الأسعارا! يـاقدس قـد بـاعوك سرّاً فاسألي طـابا» عـساها تكشف الأسرارا! يـاقدس مـا خـان الجهاد.. وإنما خـان الـذي باسم الجهاد تبارى! أسرى به «الكرسيّ» نحو «كنيست سـرّاً وبـايع بـاسمنا الأحـبارا! لا تـأمـلي بـالـلائمين عـدوّنا نـصـراً، ولا بـعـدونا إيـثارا

معزوفة ملتزمة جد راقية وانسياب وحداثة في الحبك ..

هو الشعر يجب أن يكون منسوجا بفطرتنا فقط ..

جزيت خيرا أيها الأنيق

حي هلا بشاعر الفراتين الأمجد
هنا في دار الاسخياء ... واحة الغد الاسعد


سيد الحرف الباهر

لقد قلت وأوجعت أذ نكأت الجراح


فـعلام هاتيك الجموع استشهدت إن كـان قـائدها أقـام حوارا؟

قائد الجموع لم يقم حواره مع جموعه .... ومازال قابيل فيهم يخنق هابيلهم

فأين منك صفحات عز ننالها معه ... وهو خادعنا

سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب والشاعر الكبير يحي السماوي

كنت اترقب قصيدة لك , واذا بي امام جوهرة ودرة , من نفيس القصائد , وكل قصائدك درر وجواهر , سلاسة وقوة , جزالة وجرس , وجميل روي , وافكار شمّاء , طفت باحاسيسنا , من واقع لا يسرّ , الى ماض تليد , تستنهض الهمم , وتحفّز النفوس .
بارك الـلـه بك ايها الشاعر الكبير
تقبل محبتي واعجابي .

اخوكم
السمان

رااااائع أيها السماوي الكريم بكل حرف وكلمة ومعنى
القصيدة تعزف على جراحنا ولكن ماالعمل مع أناس تحت نير الخور يرزحون
صعب ومر أن تحس بأن الإحساس قد اغتيل وحلت محله الخنزرة
حسبنا الله ونعم الوكيل

زمن! يصير الجبـن فيـه بطولـة والعـار مجـداً والكرامـة عـارا! زمن! تبيـع بـه السياسـة أمّـة والقيد يصبح في الخنـوع سـوارا تخشى من الموت الجميـل شهـادة ونكاد نحسب شـوك ذلّ غـارا! نعدو لنرتشف السراب ونستقـي ضرع الهجيـر ونأنـف الأنهـارا! فعلام هاتيك الجموع استشهـدت إن كان قائدهـا أقـام حـوارا؟ سقط القناع عن القناع فلم تعـدْ تلك البيـارق تلفـتُ الأنظـارا

بوركت أيها الفاضل و بارك بك الرحمن و أعزّ بقلمك و نصر به .

صدقت و الله في كل ما قلت و أجدت فيما نظمت و كانت الصرخة التي تضج بها الأضلاع و ناب عنها قلمك .

نصر الله أخواننا في كل مكان ، و رحم الله ضعفنا و لا خذلنا بما يفعل الظالمون منا .

كل التقدير لك و الإكبار .

هذه القصيدة ليست بغريبة عليّ فلقد قرأتها مرارا و أحتفظ بها بين أوراقي
و هي من روائع الشعر العربي الحديث و لا عجب و كاتبها هو الشاعر الكبير يحيى السماوي الذي طالما زينت قصائده العذبة و القوية صفحلت المجلة العربية
تحياتي لك شاعرنا الكبير و أهلا بك
د. جمال

بـهـمومنا لا بـالخمور سـكارى ولـيـأسنا لا لـلـعداة أُسـارى نـمتار سُـهداً حـين يقربنا الدجى ونـفرّ مـن ضـوء الشموس نهارا

الله الله الله
ما أروع المطلع ، و ما أقسى إيلامه

ياقدس قد رخص النضال وأرخصت شـهب المناصب باسمك الأسعارا! يـاقدس قـد بـاعوك سرّاً فاسألي طـابا» عـساها تكشف الأسرارا! يـاقدس مـا خـان الجهاد.. وإنما خـان الـذي باسم الجهاد تبارى! أسرى به «الكرسيّ» نحو «كنيست سـرّاً وبـايع بـاسمنا الأحـبارا! لا تـأمـلي بـالـلائمين عـدوّنا نـصـراً، ولا بـعـدونا إيـثارا

رائع أيها الشاعر الكبير
كانت تخرج مني آهة الإعجاب مع كل بيت ، وتدمي قلبي سهامك المصوبة لكل عربي.
تحياتي لحرفك السامق
وأعاد الله الأمة لدرب كرامتها
آمين

الشاعر المبدع
يحيى السماوي
يا للروعة
يا للعذوبة
يا الإبداع

كم هي أخاذة حسا ومعنا
أما هذا المطلع
بهمومنـا لا بالخمـور سكـارى = وليأسنـا لا للـعـداة أُســارى

فمن أروع ما مر من المطالع في الشعر العربي

قصيدة رائعة تأخذ بزمام الأصالة وتنبع من معين الأدب الرزين ..دمت أيها الشاعر االبارع.