ميدوزا..والطفولة
اماه مالي بذاك الطفل
مفزوع.. شاحب الوجه في نومه
وكأن الكوابيس لاتدعه ينعم بسباته..؟
أ لم ترضعيه من نبعك الصافي يا اماه
قبل ان يرقد الى فراشه..؟
أ لم ينعم بحنانك الالهي
قبل ان يدخل في سباته العميق..؟
ماذا دهاه ياأماه..؟
كأني به يدفن بريق عينيه
في الظلام دون رغبة منه..!
قولي لي ياأماه..؟
لماذا هو هكذا مفزوع،
خائف.. شاحب الوجه
اتراها لعنة آريس قد اصابته..؟
أم انها ميدوزا المتحجرة
قد بصرت البسمة على وجهه
فأفزعتها .. فمدت ببصرها اليه
لتحجره والى عالمها تنفيه..؟
أماه.. انظري اليه
انه يبكي.. في نومه
انه يتالم..في نعيمه
انه يموت ببطئ في سباته
اماه.. كفاك نظرا اليه
اسرعي وحطمي ماكانت ميدوزا تبغيه
ايقظيه .. لاتدعي الموت يتسرب اليه
وهو نائم لايدرك مايعتريه
ايقظيه لاتدعيه يرحل عنا
دون ان نشبع من رؤياه
اماه.. اسرعي كفاك نظرا اليه
اماه .. اهكذا هي الحياة
لكي تستمر هي..؟
تخطف البسمة من شفاه الطفولة
اماه .. اية قسوة هذه في الحياة..؟
اماه .. اسمحي لي ان اودعها
لألحق بالطفولة الموؤدة
فأنا لم اعد اتحمل رحيلهم
في كل يوم عنا.. !
......................................
نشرت في جريدة الاهالي العدد(75) 2004
14-1-2004