الغرفة الضيقة ذاتها تضمني أنا أنتِ، نستعرض لحظات اليوم ، نفتش عن شيء يستحق أن يخلد بركن خاص مميز, كي تبقى هناك علامة انجاز ونجاح وفرح، تعبين من هواء الليل كي تمدين عقلك الباطن بالقدرة حتى يعطي ولا يبخل بذكريات قد تعيد البسمة إلى شفتيك، تهربين من كلمة حزن ، خوف شوق ...تخفين عينيك في الوسادة فتجدينها قد تسابقت إليك معانقة محياك، أنت أنا فلم تهربين مني ؟........
الليل الساهر يرهب من صمتك.. تشقينه بصوت شجي كي يبدد الوحشة والفراغ، يضيق المكان بك.. تفرين إلى القلم في مناوشة معه لعله يطيعك، فيأبى.. تظل الحروف نافرة منك ، تبتعد ، تنفلت من بين أناملك ، تشعرين بالملل والضجر، ترغبين بأن تسطرين كلمات عنه ..من يكون بالنسبة إليك ؟............
فارس ترجل عن جواده ليحدثك عن فضاءات الشعر والنثر, والعالم الذي يعيش بداخلك صهيل خيل ولغة عربية أصيلة, الموسم مكتظ والشعراء يتسابقون لإبداء حبهم وإعجابهم بلغة المشاعر الجميلة, وخيام فيها العطر ممزوج بقرنفل وياسمين، ووجوه مثل البدر تطل وتختفي ، خيل ترمح وتظهر مدى فخرها بالفوارس، ليس غريبا أن يكون معهم ومحط اهتمامهم فارس شهم يعشق الخيل تلوح ابتسامته كبرق ومض واختفى..
حينما ينثر الشعر تظل القلوب تخفق، تستجيب وهو يعلو بها في ساحات بالحب تعبق، تظل النظارات لاهثة تركض وراءه علها تجد تفسيرا لرقصات فؤاد يرجف ، شمس الأصيل مازالت تهدي الفارس إلهاما ، خافقه ينتظر القمر كي يمطر شعرا ، لايتوقف نسيم ليل ساحر يغمرني بهواء نقي صاف ، الطريق طويل والصحارى تزينها نبتات الصبار الشائكة ذات الثمار الحلوة ، تبتعد وتختفي ، نقترب رويدا رويدا ، تعلو الجدران ويضيق المكان وغرفة صغيرة تنتظرني بلهفة, تضمني فينتهي الحلم يغيب الفارس الهمام وفي ذاكرتي يستقر........