هذه أحدث قصائدي , نظمتها في صبية مراهقة , هي شقيقة لأحد أصدقائي
كنت ألاعبها في طفولتها - وكان عمرها آنذاك أربع أو خمس سنوات - وأشتري لها الحلويات و السكاكر
وأحملها على كتفي كزهرة جميلة
وانقطعت عن رؤيتها بسبب ظروف دراستي وعملي لمدة تزيد عن خمسة عشر عاماً
ولما لقيتها منذ أيام قليلة وهي تتذرع بشراء دواء من صيدليتي
كانت بارعة الجمال
كوردة جوري على ضفاف الفرات الحبيب
يغمرها ندى الشباب
ويضفي على سحرها طابعاً خاصاً من الفتنة
و كم أحزنني ما ترتديه من ثياب شفيفة ضيقة تبوح بما لا يحق لها أن تفتضحه من أسرار أنوثتها ..
بعد ذلك ..
تكررت زيارتها لصيدليتي بدون مبرر
وتعددت حججها التي دفعتني لسؤالها عن اسمها و نسبها
وكانت المفاجأة بحق
عندما أخبرتني باسمها ..
إنها هي بعينها .. ذات الطفلة التي كنت ألاعبها
شقيقة صديقي القديم ..
صعب علي أن أجرح شعورها
وصعب علي أن أدعها تتعلق بوهم ينمو في مخيلتها نحوي
و بعد طول تفكير
قررت أن أنصحها بأن تعود لجادة الصواب
وتحذر من الإنفلات وراء رغبتها
وفعلاً كان ذلك
فما رأيتها بعدها ..
وقد رسمت لكم اللوحة كاملة ههنا في قصيدة عنوانها :
صغيرة على الهوى ..
خميلةٌ تَفَجَّرتْ ورودُها و أَزهرتْ جميلةٌ رقيقةٌ بِخَطوِها تبخترتْ جذيلةٌ بِمَتنها كما الدُّجى تناثرتْ و زهرةٌ بِخدِّها بطيبِها تَعطَّرتْ شَمَمْتُها فأَوْغلتْ بمُهجتي و أَثَّرتْ رحيقُها بِرِيقِها خمورُهُ تَقَطَّرتْ لو الشفاهُ فَكَّرتْ بِطّعْمِهِ تَخَدَّرتْ رَشَفْتُهُ بِفِكْرتي فَأنْعشتْ و أَسْكرتْ تعمَّدتْ طريقَها قُبالتي و كَرَّرتْ و لَمَّحتْ بأَنَّني مُرادُها و حاورتْ عرفْتُها صغيرةً فإذْ بِها تَطَوَّرتْ رموشُها تكحَّلتْ خدودُها تنوَّرتْ و جيدُها رُخامةٌ صقيلةٌ تمرْمَرتْ و صدرُها تناهدتْ قبابُهُ تدوَّرتْ و ساقُها رشيقةٌ بِمَشيِها تَأَطَّرتْ أنوثةٌ تكاملتْ و صفحةٌ تسطَّرتْ بِمَوْضِعٍ تكوَّرتْ و آَخَرٍ تقعَّرتْ رأَيْتُها كطفْلَةٍ بِدَرْبِها تعثَّرتْ فأَحْجَمَتْ حُشاشتي تمَنَّعتْ و أَقْفَرتْ و قلتُ : يا صغيرةً على الهوى , فَأَنْكَرتْ و أَمْطرتْ لآلىءً بِخدِّها تَحَدَّرتْ و دهشةً بوجهها بعينها تسمَّرتْ و ردَّدتْ بصوتِها و بُحَّةٍ تَكَسَّرتْ : لمَ الصُّدُودُ ؟ إنني صبيةٌ تحرَّرتْ !! من القيودِ كلِّها و فِتْنتي تفجَّرتْ و رغْبةٌ بداخلي كجمْرةٍ تسعَّرتْ و فيكَ يا مُعَذِّبي صبابتي تَصَبَّرتْ فجُدْ بِماءِ غيمةٍ على ظِمايَ كَمْ سَرتْ فقلتُ : يا بُنَيَّتي جوارحي تَفَطَّرتْ تراجعي فإنني بي السنونُ أقْفَرتْ و واحتي هَجِيْرةٌ بِحَرِّها تَصَحَّرتْ و أنتِ في مَفَارِقٍ خطيرةٍ تَوَعَّرتْ تمنَّعي بِعِفَّةٍ على المدى تَنَدَّرتْ تحجَّبي فإنَّهُ سِتارُ من تَهَوَّرتْ فأَنْصَتَتْ و أَطْرَقَتْ هُنَيْهَةً و فَكَّرتْ و لَمْلَمَتْ شتاتَها و سلَّمتْ و غادرتْ دعوتُ ربِّي مُخلصاً بأنَّها تنوَّرتْ و قلتُ في قرارتي : ( لعلَّها تَأَثَّرتْ )