كيف تغضبين؟!
تربتي ...
كيف مني تغضبين وانت شفتاي التي أنا بها من الناطقين ..
كيف تغضبين وانت لي أذن الخير التي بها أكون من السامعين
وكيف بعد نبل الشعور.. بي تشّـكين وتصمتين فتتألمين ولاتشتكين
كيف أكون عندك قاسيا ً وأنا الشفاء لك من وجع السنين
وحديث النقاء تعلمته منك سيدة الصمت واليقين
وهل قصتي معك تكون لولا أنك لؤلؤة المبحرين واضحة السمو وعفافك ينبئك ماكنت يوما ً من الآفلين ... فكيف بولائي تتحيرين
تقولين : انكسرت قوارير مشاعرنا وأنت ِ تبكين
ونسيت ِ أني لك لست خليلا ً حبيبا ً من زمن العشق هذا وأهله الكاذبين ... بل أنا الحق حين طلابه صاروا له كارهين وانا الصمت حين الضجيج علا فوق صوت الصادحين الواثقين
نعم ...هم أخرسوا وأحرقوا وشوهوا وفجروا لساني المسكين فكيف لاتسمعين بعد ذلك مني الأنين
بل وافجع من هذا ... عني تصدين
نعم ... بقروا بطن سمية أمامي وهذا ياسر يبكي من جديد وأنا كعمار كفرت برب الوجود وجسدي تفتت كمدا ً لولا قلبي المطمئن باليقين أني أسمع بلالنا يهز مني الشرايين ... الله اكبر من فجورهم
الله اكبر منكم ياملاعين
الله اكبر .. وقلبي فوق الفرات يبكي المغتصبات الحائرات والأنين عندي بعض شهقات ..
أواه يابنت الفرات جعلتني في عتمة الروح أتيه في زيف الولاءات إذ الفرار صار عند قومي .. عادات
فيالفجيعتي وانا الأمين ماعدت مؤتمنا لملايين الإستغاثات ..
خلت مدني من رسل المسرة والبيوت تتلو على نخوتنا سورة الجاثيات
والحرب أكلت مني أكتافي
فلاتجعلي حبي لك وسلمي الذي باركه ربي من فوق سبع سماوات إيذانا ً لرحيل آخر قصص الوئام بصفعات الانتقام
مالي سواك نصيرا ً
فحاذري أن تدفنينني في بعض زيف الوشايات