أمسِكُ بالـقـلم وأنا أتأمّـل لمحاتِ وجهكِ الطفوليّ ..
أحاولُ محاكاة هذا الفـتـّان على أوراقي ..
يمتـنع القلم عن الحركة !! ..
ويـَـظهر امتـناعهُ عـندما أحسّ بنبضهِ بـيـن أصابعي يهمس لي بلغة صامتة : محالٌ أن تضاهي هذا الجمال على أوراقـِك .. فلا تـُحاول !!..
يكتـنفني اليأسُ حينها ..
ولكن لايأس مع الحياة - هكذا يـقولون -
فأهمس لِقـلمي :
إذا ً لِـنحاول كتابة قصيدة تـعبـق غـزلا ً بمفاتِـنها ..
تـقـف الكلمات على بوابة أفكاري منـتـظرةً الإذن بالغوص في أخاديد الورقة ..
تـتـدافع كلمات الغـزل في قـدّها الميّاس مع كلمات الغـزل في روحها الملائكية ..
أووووه .. كم أكره فوضى الكلمات في خاطري !!..
لا أملك ساعـتـها إلا أن أضغـط بأصابعي النحيلة على القـلم مستحثا ً إياه عـلى كتابة أي شيء !!..
تـتـفـق الأفكار عـلى كتابة كلمة واحدة ..
الـســـعــــادة ..
إنها الشـعور الذي يُـغـرقـني طوفانـُـه وأنتِ بجانبي ..
أضع النـقـطـتـَـين على التاء ..
وأرفـع القلم عن الورقة ..
لأكتـشف بأن الكلمة لم تكن تعـني إلا الشعـورَ الذي افـتـقـدتـُـه مُـذ رحلتِ ..
فلم أكن أتأمّـل إلا لمحات وجهكِ الطفوليّ في صورةٍ قـديمةٍ خبّـأتها بـين صفحات دفـتـر خواطري ..