|
نَامَتْ وَمَا أَرْضَعَتْ طِفْلًا تُجَانِبُهُ |
لَوْ كَانَ يُعْذِرُهَا حَقًّا مَتَاعِبُهُ |
بِنْتٌ بِهَاجِسِهَا أُمٌّ بِمَا وَضَعَتْ |
الحُسْنُ شَاغِلُهَا وَالشُّغْلُ غَالِبُهُ |
تُرَى لِمَنْ أَنْجَبَتْ بَلْ أَنْجَبَتْ لَمَ ! إِنْ |
كَانَتْ تَعِيشُ عَلَى دِلٍّ تُجَاذِبُهُ |
تُقَصِّرُ اللَّيْلَ مَعْ أَتَرْابِهَا سَمَرًا |
وَتَرْقُدُ الصُّبْحَ تُشْقِيهَا هَبَائِبُهُ |
قَدْ كَفَّلَتْ طِفْلَهَا مَنْ كَانَ يَرْفُضُهُ |
لَدَى أَقَارِبِهَا لَوْلا أَقَارِبُهُ |
يَظُنُّ وَالِدُهُ فِي حَالَ غَيْبَتِهِ |
لِلرِّزْقِ أَنَّ لَهُ أُمًّا تُلَاعِبُهُ |
يَجُدُّ فِي السَعْيِ أَمَّا حَالَ أَوْبَتِهِ |
تُلْهِيهِ عَنْهُ بِمَا يُسْلِي تُدَاعِبُهُ |
أَمْوَالُهُ أَمْكَنَتْ أشْيَاءَهَا بَذَخًا |
وَبُذِّرَتْ فِي تَبَاهِيهَا مَكَاسِبُهُ |
تُغِيظُ جَارَاتِهَا بِالشَّعْرِ تُرْسِلُهُ |
حَتَّى تُبَارِيَ جَنْبَيْهَا ذَوَائِبُهُ |
وَبِالمَلابِسِ أَشْكَالًا وَفَاخِرَةً |
وَبِالحُلِيِّ عَلَى لِبْسٍ تُنَاسِبُهُ |
وَيَزْدَهِيهَا الغِنَى والدِلُّ مَا خَطَرَتْ |
فِي الحَيِّ وَاضْطَرَبَتْ مِنْهَا جَوَانِبُهُ |
لَا شَيْءَ يَرْدَعُهَا عَنْ مَيْلِهَا وَلَهَا |
مِنْ نَفْسِهَا نَازِعٌ دَوْمًا تُخَاطِبُهُ |
يَا طِفْلَهَا لَكَ رَبُّ النَّاسِ إِنَّ لَهَا |
عَنْكَ انْشِغَالًا بِمَا تُخْشَى عَوَاقِبُهُ |
أَلْفَيْتَ عَيْشَكَ مَحْرُومًا بِأَوَّلِهِ |
فَكَيْفَ تَنْعَمُ إِنْ شَتَّتْ مَذَاهِبُهُ! |
أَقَرَانُكَ اَحْتَضَنَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمُ |
يَرْعَيْنَهُمْ كُلُّ طِفْلٍ تَمَّ وَاجِبُهُ |
وَأَنْتَ تُقْصِيكَ مَنْ أَلْقَتْكَ كَارِهَةً |
وَعَنْكَ مُنْشَغِلٌ مَنْ لَا تُحَاسِبُهُ |
إِنْ أَنْطَقَتْكَ هُمُومُ النَّفْسِ غَاضِبَةً |
وَلَاكَكَ الغَبْنُ أَوْ أَشْقَاكَ وَاصِبُهُ |
أَبْلِغْ أَبَاكَ وَإِنْ فَاتَ البَلاغُ بِأَنْ |
لَا يَأْمَنُ اللَّيْلَ مِمَّا فِيهِ حَاطِبُهُ |