|
سالت جراحُ فؤادي نبضـةً بِدمـي |
وضمّد النبضَ بالأشجـانِ والألـمِ ! |
وأطرقَ القلبُ فـي محـرابِ أضلِعِـه |
وبثَّ شكـواهُ ألحانـاً بغيـر فـمِ |
فأطلـقَ البـوح أنغامـاً مرتـلـةً |
نزفاً وعزفاً ومضمونـاً بـلا كَلِـمِ |
قيثارتـي مـن شرايينـي وأوردتـي |
ولحنها صامـتٌ يشـدو بـلا نغـمِ |
يا ليلُ يا لِهمومي أمطـرت كِسفـاً |
من الشجونِ فأبكى رجعُهـا قلمـي |
يا ليلُ أينَ التـي كانـت تسامرُنـي |
واستبدلت عهدها وصـلاً بِمنصـرمِ |
يا ليلُ كم آنست ..كم أنبضت وتري |
يا ليلُ كم أهرقت دَلاًّ نقـيََّ دمـي |
يا ليلُ ذابَ فؤادي إذ نـأت فغـدا |
نهراً من الخوفِ والأوجاعِ والسقـمِ |
يُذيقني هاجـسُ الأوهـامِ حُرقتَـهُ |
بحراً من اليأسِ والأحـزانِ والسـأمِ |
نارُ الصبابةِ تُذوي رطـبَ أوردتـي |
وتوقدُ الشوقَ جمراً في فـؤادِ ظمـي |
فالروحُ تعـذلُ قلبـي فـي صبابتِـهِ |
والشوقُ يدفعُ إن ما زارنـي قدمـي |
فـلا ترانـي سـوى مهـدٍ لِمَقْتلَـةٍ |
بين النصيـحِ وبيـن الغـيِّ محتـدمِ |
أبني وتهدمُ يا ليـلَ الأسـى أملـي |
وكيف يُبنى الهوى صرحـاً بِمنهـدمِ |
لكنّنـي أغـرسُ الآمـالَ قافـيـةً |
في روضةِ الشعرِ أُسقيها نميـرَ فمـي |
وأرتجي وصلها إن لـم يكـن أمـلاً |
يُرجى فلا بأس أن أحيى على ألـمِ !! |