كيف مات الزعيم
خيم الحزن على البلاد بعد إعلان الوفاة لقد رحل رمز البلاد وزعيمها الذي بنا مجدها وقوتها , ساد الصمت والسكون وشلت الحركة لدى الرعية الذين هزهم الموقف وآلمهم النبأ فتغير وجه الحياة .
بقيت صورته تملا الشوارع وتمثاله يقف بشموخ في وسط ساحة المدينة لكنه الآن اختفى إلى غير رجعة , تزاحم أفراد الرعية على إلقاء النظرة الأخيرة على جثته المسجية , الألم يعتصر الأحشاء والدموع تنهمر من البعض , الجثة محاطة بالورود والزهور على ما جرت عليه العادة مع كل وفاة زعيم للبلاد .
جاء دوره فأقترب من الجثمان بخطوات حذره ثم توقف وسدد بصره الى وجه الراعي فلاحظ ابتسامة غريبة باقية على محياه شدته تلك الابتسامة فحاول معرفة سرها إلا انه طلب منه إفساح المجال لغيره فهناك أعداد كثيرة تنتظر دورها , تسرب إليه الفضول قليلا ليسأل من حوله لكنه آثر المغادرة .
تصرمت الأيام والفضول مازال يطرق فكره من وقت الأخر, تقصى الحقائق عن قرب وبشكل سري وخفي , فحصل على سر تلك الابتسامة في ان الراعي والزعيم قد مات من فرط الضحك على مشهد تلفزيوني لمجموعة من أفراد الرعية وهم يتعاركون للحصول على رغيف خبز .
abdllh_800@hotmail.com