تطلّين منِّـــي عَلَي
وَكَأنَّهَا:
فاحَتْ من الدمعِ الذي
بَلعَتْهُ عَيْني
عندمَا شهَقَ الضِّيَاءُ,
لكي يُنقِّرَ في صَفيحِ القلبِ ,
يَثقُبُ نَومَه
لتَسِيلَ أحْلامٌ
وتُعشِبَ صَحْوةً
شَهِدَتْ بأن لا صُبْحَ إلا صَبحُهَا...
وكأنَّهَا :
فَاحَتْ منَ الخَدَّينِ
حينَ سَرَقْت ُمن جَيْبِ الطفولةِ ضِحْكةً
مَدمُوعةً بالأمسِ
حينَ ضَحِكتُها...
وكأنَّها :
نزَلَتْ من اللا شيءِ
حينَ نقَعْتُ مِنشَفَتِي
بشَمْسِ غيابِها
ومسَحْتُ من سَقفِ السَّمَا أشياءَها
وكأنَّني :
أَشَرقْت ُمنها غَيْرَ أنِّي ما أَضَأْتُ
خُلِقْتُ فيهَا غَيرَ أنّي ما وُلِدْتُ
مَلأْتُ مِنهَا الكون
حتَّى لمَ أجِدْها..
كانَتْ تخيطُ الأمس َ بالنسيانِ
لا تحبُو علَى وَرْدٍ
لئِلا تَذْبلَ الحَسَرَاتُ
أو تَتَبخَّرَ الدَّمَعَاتُ
أو تَتَعَطَّر الألوانُ
حينَ عَرِقْتُ في أَثوابِها..
ماذا تبقَّى من مَسَاءاتي ومِنْها؟
- تَلَّةٌ من ذِكْرِياتٍ
كوَّمَتْها الأغْنِياتُ
وبعثَرَتها ريحُ وعدٍ
أرجحَ العُمْر َ المعلَّقَ في حمَائمِ صيفِهاا
- أو حَفْنةٌ من أَسْطُرٍ
ركَّبتُها لِتَسَلُّق الآهاتِ
نحو كِوَى السَّمَاءِ الضَّيقة
- قَعْرٌ
لأَعقَابِ
الحكايا المُطْفَــأَة
- جُوعٌ يُعَشْعِشُ فوقَ أطباقِي إِليها
ومَضَغْتُ منهُ الرِّيحَ
كَيْ تأتي ببعْضِ صَدَىً
تردَّدَ بينَ حِيطانِ الحنينِ المُطبِقَة....
آتي إليهَا هَا أنا
آتي مُصَادَفةً كما هيَ عَادَتي
وأَجُرُّ أَوزاري أنوءُ
فألتقي ظِلِّي هُناك
هوَ سَائِرٌ ما بَين ذاكرتينِ
يَنسُجُ أُحْجِيَاتٍ للضَّياعِ,
سألتُه :
مَنْ أَنْتَ ؟
كَيفَ وصَلْتَ ؟
ما أبقَيْتَ منِّي ؟
فأجَابَ منهُوكاً ومتَّكِئاً علَيْ
(قِفْ تحتَ شَمْسِ غِيَابِها
لتَرَى لجِسْمِكَ ظلَِّّـــَها)
أنا من نُفيتُ ولم أَجدْ
وطَناً لموتي غيرَها
لكنَّها بَعُدتْ..
ووحدي ها أنا
هل أكمَلتْ دُوني الحِكَايةَ ؟
أم غَفَتْ
من دونِ أن يُحْكَى لهَا حتى تَنَامْ
هل شاهَدَتني في أزقَّةِ لَوْعتي
متعرياً مني
شلَحْتُ دمي هُنَاك
أنَا مَن تعَــرَّى منِّي حتى صِرتُ
حتى صِرْتُ أُنثَــى..
صدَّقِيني
-أيُّنَـا مِنَّــا؟
وأنَّى سوفَ نَعْرِفُ أنَّنا لسْنَا سِوى مَا لم نَكُنْــه..
ولن نكونَ سوى نهَايات ٍ لما فِينَا تَبدَّى
أو خساراتٍ لما نبضَتْ للُقْيَاهُ الدِّماءْ
أَخرجْتِ رأسكِ عندها
أخرجتِ رأسَكِ كي تُطلِِّي من جِرَاحَاتي عَلَي
وَأَجبْتِ : لَسْتُ سِوَاكَ
لكنِّي انتهَيْتُ
فلا تُفَتِّشْ عن بقَايا للبقَايا
أُنْثاَك نامَتْ في سريرٍ من غَمَامْ
كانتْ سَتَرْجِعُ لو رجَعْتَ إِليْكَ
لو لمْ تدلُقِ العمْرَ
المخبَّأ َفي قواريرِ النداءْ
أنثاكَ قالت:
- لا تأمني للريحِ-
كم صاحَتْ بهَا الأيَّامُ
لكنْ حينَمَا
وصَلَتْ إلى جُرْفِ الحكايةِ أطلَقَتْ
للرِّيحِ نهدَيـهَا
وغَابَتْ في تَلافيفِ السَّماءْ.......
19-07-006