الصمت مرض
الصَّمتُ مرضٌ قد يكونُ الموتُ أسهلَ منه أحياناً كثيرة, ولكنْ ليس كلُّ صمتٍ مقيتًا..ربما كان صمتُ القلمِ من أصعبِ حالاتِه لأنهُ يوسوسُ لصاحبِهِ بالعجزِ,وصاحبُهُ منه بريءٌ ..قد تكونُ الموانعُ خارجية ًمتسلِّطة ًعميلة ً, فتلجمُ فمَ القلمِ بعنفِ القوةِ ,وجبروتِ السَّيطرةِ , فيكونُ البكاءُ أمرَّ وأصعبَ وأنكى..يظلُّ يقطرُ الدَّمعَ الأحمرَ داخلَ الذَّاتِ المكلومةِ بالمنعِ ينتظرُ بصيصَ أملٍ ليتفجَّرَ كاسحاً كلَّ الحواجزِ, فيأتي الطُّوفانُ , فإمَّا أن يُغرِقَ الغاصبينَ ,أو يَغْرَقَ صاحبُهُ في حقدِ المتربِّصينَ الذين ينتظرونَ زلَّةَ لسانٍ بقلمٍ بريءٍ لايحتملُ ضغطةً واحدة ً بكفِّ عملاقٍ أجوف.أتمنى لقلمي أن يكونَ من حديدٍِ ,وتصبَّ كلماتُهُ طلقاتٍ مؤلمة ً على كلِّ من أباحَ لقلوبنا حرمةً ,وشرَّدَ أفكارَنا الطَّيِّبة في مهبِّ الرِّيحِ , وأمطرَ من عيونِنا وجعَ الحرمانِ..
بقلم
بنت البحر