أحدث المشاركات
صفحة 6 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 60 من 68

الموضوع: امرأة شرقية

  1. #51
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجدة ماجد صبّاح مشاهدة المشاركة
    أولا يزال قلمك كما هو؟
    ظننته يتعب
    ولكن بصري تعب القراءة
    وقلمك ما يرحم
    إنه يكتب ويكتب
    وأنا استمتع وأستمتع
    لك ودي واحترامي

    العزيزة ماجدة.....

    هل تغفرين لي ذلك....؟
    عذرا ان كنت اتعب............


    محبتي لك
    وشكرا لهذا الحضور البهي كبهاء روحك

    دمت بخير
    جوتيار

  2. #52
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصباح الخالدي مشاهدة المشاركة
    جوتيار كالعادة مبهر
    حتى أعود فأكمل
    أجعلها بالتقسيط



    الصباح...................

    انتظرت عودتك/ فهل انتهيت....؟


    محبتي لك
    جوتيار

  3. #53
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة

    الصباح...................
    انتظرت عودتك/ فهل انتهيت....؟
    محبتي لك
    جوتيار
    من يذوق حديثك لايشبعه نصوصك
    حتى لو لن اعترف ....نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  4. #54
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصباح الخالدي مشاهدة المشاركة
    من يذوق حديثك لايشبعه نصوصك
    حتى لو لن اعترف ....نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    الصباح..........

    تعلم ان لاحديث اصبح يحتاج الى شحنة.............؟

    انتظرني في مكان ما في هذه المعمورة/الواحة/ آت اليك............

    محبتي لك
    جوتيار

  5. #55
    الصورة الرمزية احمد القزلي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    المشاركات : 255
    المواضيع : 33
    الردود : 255
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة

    امرأة شرقية
    لملمت أغراضها..دخلت خلسة غرفة أخيها تلقي نظرة على ابنه الذي كان يحضن يد والده كأنما يحضن دميته..أقتربت منه..قبلته..عادت أدراجها..وهي في أعماقها تردد..ترنيمة خالدة لشاعر خالد..آه.. (( أيها الطفل يالهناءتك وأنت تقتعد التراب لاهياً بغصن قصيف ، طوال النهار ..إنك تخلق من أي شيء تجده دمىً سارةً ، أما أنا فانني أُبدد قواي ووقتي بحثاً عن الاشياء التي لن استطيع الفوز بها .. )).
    بهذه الترنيمة بدأت صباحها..كانت الاشراقة التشرينية قد غزت ذلك الطرف من المدنية التي تسكن هي فيها..وبدت وكأنها تبشر بيوم غير عادي في كل شيء ، نظرت الى غرفتها .. وبدأت تتحسسها شبراً شبراً.. انها متيمة بكل شيء فيها..وقفت أمام نافذة الغرفة.. تأملت ذلك الجبل القريب من منزلها والذي رافق وجودها منذ البدء والجبل هذا ليس من الجبال الشاهقة التي تشتهر بها منطقتها ..فهو أجرد..لا شجر عليه..لكنه يظل في نظرها.. جبلاً مميزاً.. همست ليتك تبقى هكذا للأبد قريباً من عيني.. ادارت بعنقها نحو الشارع القريب من نافذتها..وجدت أطفال يحملون حقائبهم المدارسية على ظهورهم وهم يضحكون فرحاً لأنهم غادروا بيوتهم..أحضان امهاتهم.. ومقبلون على مدارسهم حيث عالم آخر غير الذي رأوه .. وعاشوا فيه .. في داخلها همست بألم ليتكم تعلمون ما أنا فيه .. ؟
    اعادت بنظرها الى ارجاء الغرفة ..وقع نظرها على صورة كبيرة لطفل ..معلقة في احدى زوايا الغرفة..قالت بصوت مسموع خارج عن ارادتها أهكذا علي أن اودع غرفتي..؟ صور الاطفال.. تلاحقني اينّما نظرت ..! سمعت صوت أمها وهي تنادي عليها..ومع صوت أمها سمعت صوت سيارة وقفت أمام باب المنزل..رفعت ستار نافذتها..رأت احدى صديقاتها من خلال نافذة السيارة جالسة على المقعد الخلفّي ادركت بان نهاية بقائها بين جدران غرفتها قد آن ..!
    كانت السماء حينها قد تغيرت مساراتها.. فالاشراقة الصباحية تلك لم تدوم طويلا ، حيث هبت رياح غربية وحملت معها غيوم سوداء متفرقة وكأنها هي الاخرى أدركت معنى هجر المرء لجدران ضمت أنين والام السنين ..!
    وقفت أمام باب غرفتها ونظرت اليها نظرة المودع..اقفلت الباب ورائها..وراحت تودع اهلها.. كان والدها الذي قارب من العمر ثلاث وخمسين عاما واقفا على عتبة باب المنزل ينظر الى ابنته نظرات كلها غرابة ودهشة فهو كرجل محافظ.. لا يستطيع لحد اللحظة تلك تقبل فكرة أن تذهب ابنته لوحدها الى مدينة اخرى بعيدة غريبة..لكنه كان قد خضع لأمر الواقع .. وذلك لألحاح أخوها الاكبر الذي كان هو الاخر في المرحلة الاخيرة من دراسته الجامعية .
    الوالد كان ينظر الى المسألة على انها تخالف العادات والتقاليد التي تربى هو عليها لكونه يعيش في مجتمع عشائري .. حيث أعراف وتقاليد العشيرة تمثل الشريعة الأولى في المجتمع .. إن لم نقل بأنها تمثل دستور البلد الذي تعيش فيه.. فالعشائر في وطنها كانت منذ زمن طويل قد ضمنت لها مكانة بارزة في سيرأمور البلد..ولهذا كان الوالد يحاول ان يربي اولاده على قيم وتقاليد الأباء والأجداد.. وحتى تكون صورته اوضح وجدت بأنه من الضروري ان أصف بعض ملامحه لعلها ترسم صورة بدون أبعاد ومنظور في اذهانكم.. هو رجل طويل القامة ، ضخم الجسم ، ذو بشرة بيضاء.. يملك على حافات رأسه شعراً ابيضاً لانه في الاصل قليل الشعر .. ولحيته الطويلة امتزجت شعراتها البيضاء بالسوداء وقد اعطته وقاراً وهيبةً يحسد عليها ، تعلم في المدارس الدينية.. لذلك يملك ثقافة دينية لا بأس بها..له خمسة اولاد من زوجتين ، الاولى خلف منها بنتين تزوجتا بعد وفاة امهما بسنتين.. فتزوج الوالد امرأة ارملة ، وكان للأخيرة ابن واحد فقط وخلف منها ولد وبنت ، وبهذا يكون له أربعة اولاد من صلبه الا انه كان يعتبر الاخر ايضاً من اولاده حتى انه أخرج له بطاقته الشخصية على أسمه حتى لا يأتي يوم ويشعر بانه لم يعامل معاملة اخوته..!
    وما يهمنا من الامر هذا هو أن هذا الابن كان وراء سفر اخته لتكلمة دراستها الجامعية .
    التمت الغيوم السوداء واجتمعت ، وارسلت على المدينة ريح باردة..رطبة..وكأنها تلوح بأن المطر على الابواب..!
    قبلت أمها التي كانت تعيش حالة ذهول تامة ..فقدعانت الأم ويلات الهجروالفراق.. عندما التحق زوجها الاول بالجيش وهي حامل.. ولم يعد إلا جثة صامته في تابوت ملفوف بعلم وهي كانت تواسي نفسها بجنينها ،وجارة لها فقدت هي الأخرى زوجها في نفس الظروف.. وقد تستغربون من ذلك .. لكن هنا حيث نحن نعيش لا شيء مستحيل قد تنام على صوت موسيقى فلكلورية قديمة مما كانت تعزف في أعالي الجبال بناي رعاة الغنم.. وتصحى وقد احترق نصف مدينتك..وصوت المدافع يطرق على سمعك ،عندما عاد زوجها..كان حينها عمر الجنين سنتين..حضنت ابنتها..قبلتها وذرفت دموعها لتلامس خد ابنتها ..مسحت الابنة دموع أمها وقالت آماه لم أمت بعد.. فكفاك ذرفاً للدموع..كلها اشهر وسأعود ..بل ان استطعت ساكون هنا رأس كل شهر..فهدأت الام قليلا.. وكان على الابنة المسكينة أن تواجه والدها..حيث لم يحصل أن خرجت امام والدها الى مكان بعيد وبيدها حقيبتها ..لكنها كانت تجد في وجود أخيها خير دعم وتشجيع لها..وصلت الى عتبة الباب حيث الوالد كان واقفا هناك وضعت حقيبتها امسكت بيديه وقبلتهما ..قبلات المذنب التائب من ذنوبه ..مسح الوالد على رأسها وقبلها مبتسما وقال انتبهي لنفسك ولا تجعليني اندم..وابتسم غصبا لها..بل قبلها..ثم أمسك اخوها بيدها وحمل حقيبتها واوصلها للسيارة ..ونظرالى اخته..حاولت الاخت أن ترفع رأسها لتنظر الى عينيه لكنها كانت تخشى ان تصطدم بالحزن المغروس فيها.. فحاولت ان تتهرب.. أدرك الاخ ما كان يجوب في بال اخته ..قال لها لا بأس ليلان.. تعلمين أين ستجديني وكيف..فلا تتردي لحظة.. قبلها..وقبل ان تركب السيارة..رفعت رأسها متحدية ألمها .. ونظرت الى عينيه.. وهي تقول هل أضفت الى حزنهما جديدا..ابتسم ريان لها.. وقال بل افرحيتهما بسماعك لنداءاتهما لك بتكملة دراستك..قالت اعدك بأني لن أخذ لك .. قال أعدك أن أكون معك كيفما تريدين ..!
    دخلت السيارة وجلست بجانب صديقتها شرمين على المقعد الخلفي..لوحت لأهلها..ثم نظرت الى اخيها..ولوحت له مع ابتسامة رضا..أدار السائق محرك السيارة ثم مالبث أن أنطلق حتى توارى عن الانظار..دخل الاخرون الى المنزل..وقبل أن يصعد ريان الى غرفته ليطمئن على طفله ، قال لوالديه .. لا أريد ان أرى الحزن في هذا البيت فيكفينا ما نحمله في اعماقنا..ولا تنسوا بأني سأهتم بها .
    كنا قلنا بان ليلان عندما ارادت ان تودع طفل اخيها كان الاخير نائما وقد احتضن يد والده .. وبعدها وضع ريان يد طفله على دمية..وتملص حتى خرج من الفراش دون ان يوقضه .. ريان هذا شاب كان متزوجا .. لكنه ارمل الان .. له طفل لم يبلغ بعد عامه الثاني .. أم الطفل توفت بعد ولادته مباشرة لذا لم يجد غير حضن ليلان يأويه ..ريان يدرس في كلية القانون ولم يبقى له سوى سنة واحدة ويتخرج وهو الاخر يدرس خارج المدينة جامعته قريبة من المدينة التي ستدرس ليلان فيها .
    أما أخ ليلان الاخر كان خارج البيت بل انه لم يبت في البيت اصلا..لانه كان يكره لحظات الوداع..وقال قبل خروجه لأخته سأحبك دائما.. وخرج الى بيت اخته الكبيرة المتزوجة .. وبات عندها ليلا ..وعندما عاد كانت قد رحلت .
    دخل ريان غرفته فوجد طفله لم يزل يغط في نوم عميق..دمعت عيناه..قال صغيري امك الثانية رحلت هي الاخرى.. ماذا عساك ستفعل عندما تصحو.. ولاتجد حضن يأويك.. بل ماذا عساني أنا أصير.. عندما اسمع بكائك ولااملك الوسيلة لمنحك الامأن والطمأنينة.. آه يا صغيري انها الاقدار..نعم الاقدار التي جعلت غضب الطبيعة يتعانق مع غضب الالهة ومن ثم مع غضب الانسان ..لأقع أنا الكائن الوحيد الذي يعاني الغربة في ذاته في شرك مصيدة الحياة.. ولتكون النافذة الوحيدة المتبقية لي في هذا السجن هي نافذة الموت..بعدك.. لتطل من خلالكما على الابدية..وافقها الغامض..آه ياصغيري.. اقترب منه قبله.. خرج من الغرفة ينادي أمه .. بأن تعتني به .. لحين عودته فهو الاخر على وشك السفر .
    كانت السماء حينها تقذف بدموعها خارج اسوارها .. وهكذا أصبح المطر يطفىء بهطوله الحرائق القدرية التي اجتاحت الانفس ..!
    ليلان وصديقتها شرمين كانتا في ذلك الوقت قد خرجتا من حدود مدينتهما ..كل واحدة منهما كانت تنظر بلهفة الى كل شيء يقع أمام نظرهما .. واحيانا كانت الدهشة تمتلك اعماقهما لانهما يوما لم تتصورا بان مدينتهم كبيرة هكذا .. لانهما لم تعرفا سوى المحلة.. حيث لم تتجاوز الزيارات التي قمن بها حدودها ..وما زاد من دهشتهما نقاط التفتيش والاسلاك الشائكة والجنود والاليات العسكرية المنتشرة في ارجاء البلد التي يجدها المرء على الطريق ..حتى اصبح بها يُعرف البلد .
    اخذهما التفكير في دوامة دون أن تشعرا بالوقت ولم تحسا بنفسهما الا وهما امام باب القسم الداخلي الذي أعد للطالبات..فخرجتا..واخرج السائق اغراضهما..وقال هل تحتاجان الى شيء افعله لكما قبل ان أعود ..شكراه..فرحل هو.. ودخل الاثنتان الى القسم وقدما اوراقهما لمسوؤلة القسم فرحبت بهما وارشدتهما للغرفة التي ستحل مكان الجدران التي كانت تأويهما قبل .
    دخلا الغرفة ..ولم تتفوه أي واحدة منهما بكلمة ..لاأراديا توجهت كل واحدة الى سرير معد في الغرفة.. اخرجتا اغراضهما.. ورتبتا ملابسهما ..ثم جلست شرمين على سريرها .. ونظرت الى ليلان ..ثم دمعت عيناها.. حاولت ليلان ان تتجنب النظر اليها.. لكن هي الاخرى وجدت صعوبة في منع دموعها من السقوط..اقتربت منها ضمتها..وبعد رحلة مع البكاء الدموع ..قالت شرمين ..هل هذه هي النهاية أم انها مجرد البداية ..قالت ليلان لاأدري ..ولكن عساها تكون افضل عساها ..عساها..!
    ثم دخلت كل واحدة الى فراشها .. وغفت عيناها حتى المساء حيث استيقظا على ضجيج أتى من خارج غرفتهما.. وعندما فتحت ليلان باب الغرفة وجدت الممر ممتلأ بالبنات وهن يتعارفن ويصدرن أصواتا وضجيجا وضحكاً ..فنادت شرمين.. ولكنهما لم تمتلكا الجرأة لتخرجا.. فأقفلا باب الغرفة على نفسهما ..قالت شرمين انني لاأفهم لغة بعضهم.. ردت ليلان لابأس ستتعلمينها.. ثم قالت ألست جائعة..ردت شرمين بلا .. فأخرجت ليلان ماجلبته معها من طعام .. لانها كانت تعلم بان الاقسام الداخلية لايقدم الطعام فيها ..مع ان قسمهم المكون من ثلاث طوابق وكل طابق يحوي على ستة عشرة غرفة كان قريبا من السوق..الا أنهما لم تكونا تعرفان شيئا عن نظام الاقسام ..ولا عن هذه المدينة .. لذا فكرت ليلان قبل مجيئها بأن تحتاط لمثل هذا الظرف..جلسا وآكلا .. وتبادلا الحديث.. واخذهما الوقت..كانت تحاول كل واحدة ان تواسي الاخرى ..حتى تأخر الوقت .. فعادتا الى فراشهما .. لأن امامهما في صباح اليوم التالي رحلة صعبة..!
    وسادع ليلان تصف لكم يومها الاول .. لأن بعض اقارب شرمين بل أبن خالتها كان قد أتى الى القسم وأخذ شرمين معه الى كليتها وللعلم فقط فانها لم تكن في نفس اختصاص ليلان , فهي كانت خريجة الفرع العلمي أما ليلان فقد كانت في الفرع الادبي وهذا ما مفاده أن قبولهما في كلية واحدة أمر مستبعد نوعا ما , قالت وهي تصف يومها ..((استيقظت من نومي منذ ساعات باكرة متعبة .. بل اكثر تعبا مما لو بقيت صاحية طوال الليل اعمل في حقل ...... وانتظرت النهار حتى يشق عتمة الليل ..وعندما انبلج.. ردد صوت خفي في اعماقي أعني ذاتي هاهو النهار الموحش يهجم على شباك نافذتي ..كئيبا.. تحمل اشراقته الغاضبة ذرات لامرئية دامية .. لتنثرها في ارجاء الغرفة ..شعرت بثقل مبهم في صدري وكأن قلبي أصبح مهددا بالتوقف عن حركته اللامجدية ، حاولت أن استجمع ما تبقى لي من قوى..ايقظت صديقتي.. خرجنا معا نغسل وجوهنا..عدنا..أفطرنا..انتظرت هي ابن خالتها ..اما أنا فقد خرجت هائمة على وجهي دون ان اعرف من أين ..والى أين وكيف ..؟ ولكني اتبعت بعض الفتيات ..حاولت أن اسألهن .. لكن خانتني قواي .. وعندما أصبح الامر أكثر جدية بين التيه والضياع والجهل بكل شيىء .. تجرأت وسألت احدى الفتيات عن كلية الاداب .. فعرفتني وبسرعة البرق بشاب كان معها وقالت انه ايضا سيذهب الى الاداب.. فابتسم لي الشاب وقدم نفسه..(سامان).. كنت اعيش حينها حالة من الذهول متسائلة ..عن جرأة تلك الفتاة.. وفي أعماقي كنت اناجي ريان أن يلحق بي .. لكني كنت أعلم انه لن يفعل لا لأنه لايريد ..لا ..فقط لأنه يريدني منذ البداية أن اواجه اموري واقداري بنفسي.. فتشجعت عندما استحضرت وجهه.. ورفعت رأسي وابتسمت له وقدمت له بخوف ممزوج بخجل إنسانة لا تعرف ولم تتعود أجواء التعارف نفسي ..فارشدني بل سرنا معا الى الكلية ..وكانت هذه المرة الاولى التي اخرج فيها مع شاب غريب الى مكان ما .. ولا أعلم حينها ماكان يختلج في اعماقي..حيث الشعور بالخوف.. من أن أكون خرقت الحدود واغضبت والدي بعاداته و تقاليده ومعها.. دست على شرائع العشيرة ..خاصة وكلمته الاخيرة لم تزل ترن في اذناي ..(أندم ).. أو أن اكون قد خرقت عقدة الركود التي كان ريان يحاول اخراجي منها ..المهم اتممنا معا معاملات التقديم واستلمنا معا الكتب ودخلنا معا القاعة التي سندرس فيها ، وعندما انتهى الدوام خرجنا معاً.. واوصلني الى باب القسم .. وأنا مازلت اعيش حالة من الذهول .. فانا ليلان اكاد اكون قد قضيت نصف نهار كامل مع شاب لم اعرفه الا في بداية النهار.. أهو الكبت الذي كنت اعيشه جراء شرائع العشيرة ..أم هي الحرية والتوق اليها.. وكأني كنت حبيسة جدران اربع .. (وعندما تسنى لي ان أخرج وأرى البحر ركعت على ركبتيي على شاطئه وبدأت اناجي مجهولاً بعيداً عن الجدران الاربع .. وتاركتاً للريح ذبذبات صلاتي لتنثرها في آفاق الكون الرهيب ..) .
    كانت شرمين حينها تنتظرها في القسم وشرمين هذه فتاة لم تعرف هي الاخرى سوى مدرستها واهلها ، حيث في داخلها كانت تعيش نوع من الخوف المخفي لكونها غير قادرة على اتخاذ أي قرار دون تردد.. وقد اعدت أغراضها وابن خالتها كان هو الاخر موجوداً.. وعندما دخلت ليلان القسم ووجدت حقيبتها في يدها ادركت أنها ستعيش مؤقتاً لوحدها.. ودعت صديقتها .. ودخلت غرفتها ..وكم كانت مندهشة عندما وجدت بعد ثلث ساعة فتاة تطرق باب الغرفة .. وكانت هي نفسها التي سألتها في بداية نهارها .. ابتسمت وقالت هل تسمحين لي بمشاركتك الغرفة ..قالت تفضلي..وبعد ان تعارفتا.. بدأت الزائرة.. بل الساكنة الجديدة تسرد لها قصتها الطويلة كيف عاشت في حي فقير بدون أم ..حيث توفت أمها وهي صغيرة ..ومعاناتها مع زوجة أبيها ومن ثم موت أخيها بحادث سير ..وصراعها من أجل تكملة دراستها.. وبعد أن أنهت قصتها.. ألحت على ليلان ان تتعارف مع جاراتها فخرجن وتعارفن وأكلن.. ثم عدن الى غرفتهن.. ودخلن فراشهن ..وفي المساء وعلى صوت الرعد استيقظت ليلان وكان الظلام قد بدأ يرمي بعباءته الرمادية.. المائلة الى السواد ..فوق جراح الحرم الجامعي ..وقفت امام نافذة الغرفة تتأمل السماء الرمادية بغيومها السوداء ..والمطر الهاطل على نافذتها ..ومعهما كانت في اعماقها تتحسر على ذلك الطفل الذي تركته وراءها.. وقالت بصوت مسموع أين هي (( اليثيا )) ربة الطفولة والامومة لتستنجد آهات قلبي وتذهب لتحمل طفلي ذاك وترعاه.. آه يا ايتها السماء انك الان تذكريني بذلك الاله الذي عبدته قبائل الأنكا ( كاتيكويل ) حيث كانت تقدم اطفالها قرابين له لتتجنب غضبه..غضب برقه ورعده..استيقظت صديقتها على صوتها كأنها شعرت بمعاناة صديقتها المناجية.. حيث وجدت عيناها تمطر مطراً مع المطر الهاطل.. وقفت بجانبها.. ضمت رأسها لصدرها ..قالت طفل من هذا الذي تناجين الاله من أجل حمايته ورعايته ..قالت وصوتها اقرب الى صوت أم باكية ..طفلي.. الذي حضنته بعد ولادته.. قالت هل متزوجة انت..قالت..لا..انه طفل اخي الاكبر.. الذي ماتت زوجته بعد ولادته مباشرة..قالت أليست هناك من ترعاه ..؟ اجابت ..أمي ..أمي ..لكنه الصغير ..تعود حضني.. ارتفع صوت بكائها..فاجهشت الصديقة وإسمها سارا .. بالالف..حيث إنها عندما تعرف نفسها لأي شخص تؤكد على ذلك.. لأن الشائع هو سارة.. ولكن ظاهرة كتابة وتلفظ الاسماء بصورة خاطئة تتكرر في مجتمعنا..فإسم الشخص متوقف على الأصابع التي تمسك بالقلم في دوائر الجنسية والأحوال المدنية ..! وأجهشت بالبكاء لبكائها.. وبعد مأتم آخر.. امسكت سارا بيدها وذهبا ليغتسلا .. وقالت سارا سأذهب لأعد مكانا لنا في المطبخ ..حتى نعد طعامنا فيه ..قالت لابأس سارافقك لكن الصديقة أبقتها ..وخرجت لوحدها ..مضى المساء بسرعة.. كانت الصديقة قد وجدت مكانا تضع عليه (مدفئة نفطية صغيرة) جلبته معها فالأقسام هذه لكل جناح فيه مطبخ خاص وهو كبير يستوعب جميع هؤلاء الطالبات..المهم جهزت الصديقة عشاء لهما.. وبعدها زارا بعض الفتيات ..وسهرن لساعة متأخرة من الليل وعندما شعرت الصديقة بالنعاس طلبت من ليلان ان يعودا لغرفتهما فاستجابت ولم تمهل الصديقة لنفسها وقتا للتفكير او أي شيء انما دخلت فراشها ولم تكن سوى لحظات حتى كانت قد غاصت في سبات عميق .
    ريان كان حينها قد جهز هو الاخر اغراضه بعد عودته للمنزل..وكان يداعب طفله الذي سيصبح يتيما بعدما يشق النهار جدران الظلام..كان يبتسم لحظة ويئن لحظات.. لكنه تمالك نفسه وفي ساعة متأخرة غفى الطفل على صدره وكعادته امسك بيد والده ليحضنها كأنها دميته.. وظل الوالد ينظر اليه وهو في ذاته يكاد يتلاشى من شدة الالم الذي يغرسه مجرد التفكير بالسفر مضى الليل بظلامه.. واصطدمت آلهة الظلام بجدران قدرية صنعتها الهة النهار.. اشرقت الشمس.. وكان على ريان أن يذهب عند أختيه.. دخل غرفة اخيه الذي كان قد عاد.. وطلب منه ان يأخذ مكانه لحين عودته ..وخرج هو..زار الاخت الكبيرة وطلب منها ان تحاول جهدها لمساعدة أمه في رعاية طفله ..ثم ودعها.. وذهب الى الاخت الاصغر .. بالطبع اصغر المتزوجتان.. مكث عندها لحين الغداء ..لأن مجرد الانتقال من حي الى آخر يحتاج المرء الى ساعات بسبب الازدحامات المرورية ..المهم بعد الغداء اتفق مع اخته بان ترافقه ابنتها المتخرجة والتي تعمل في احدى رياض الاطفال القريبة من منزله..لتساعد جدتها في رعاية الطفل.. خاصة وان الابنة كانت قد اقترحت على أمها ان تفعل ذلك من أجل ريان.. خالها الذي تحبه اكثر من اي شخص آخر.. مضى الاثنان الى المنزل وكان الوقت آنذاك قد قارب على الثالثة وسبع وثلاثين دقيقة ..حيث دنت ساعة رحيله ..التمت العائلة حوله..نظر الى وجهوهم وجدها تعيش حالة من الموت والعذاب ..وكأنها كانت تناجي السماء نفقد في يومين اثنيين من فلذات اكبادنا.. انه لظلم .. ظلم كبير.. قال ريان لن أسافر إذا كنتم ستبقون هكذا.. أنه ليس اول مرة اغادركم فيه .. مابكم.. انسوا موضوع سفري .. وانتبهوا لانفسكم ساكون بخير تعلمون ذلك.. ضمه والده مبتسما قال اعلم بني أعلم .. لكننا سنشتاق لوجودك .. قال لابـأس والدي العزيز.. لن ادعكم تشتاقون.. توجه الى أمه وضمها وقبل رأسها ومسح دمعتها .. قال ألا تعلمين موتي عندما ارى دمعتك فاسرعت الأم تمسح دموعها وقالت عسانا نموت جميعا ولانراك حتى لحظة حزينا فانت لاتعلم حزنك ماذا يفعل بنا.. فكيف ......؟ توجه لاخيه وضمه وقال له اهتم بوالديك .. ودراستك .. فابتسم الاخ له وقال اعتمد على اخوك ولاتنسى انك الوحيد الذي احظر مراسيم توديعه.. ولاتفكر بهم فقط اهتم بنفسك وعد الينا مسرعا.. كان ريان يتجنب حتى النظر الى مكان ابنه ..مع انه كان يسمع صوته احيانا..كان يخشى ان يضعف امام اهله وتنهمر دموعه فيخلق مأتما.. توجه بعدها الى أم طفله الجديدة.. حاضنة طفله الجديدة قبلها واحتضن رأسها وقال لها سأدع بين يديك روح خالك فاعتني بروحه.. قبلته هي الاخرى ودموعها تصيح .. تنادي يا خالي من اجلك سافعل المستحيل ..حمل حقيبته وهو في داخله يقول فقط لو أخرج دون ان أضعف.. دون ان يقول لي احد ألن تودع ابنك..فقط .. لكن صوت أمه قطع عليه تفكيره هذا .. قالت ألن تقبل طفلك ..ألن تودعه ..؟
    بريق غريب خرج من عينيه واصبحت دموعه على حافات عينيه ..تماسك.. قال بلا.. بلا .. دخل الى غرفة امه حيث كان طفله هناك ضمه.. ثم اسرع يحمل حقيبته خارجا..وهكذا ودع ريان اهله ..!
    اما ليلان فانها قضت وقتها أمام نافذتها في ليلها الطويل وهي تتأمل الظلام..نعم الظلام.. كانت اعماقها تردد بين الحين والاخر.. ما أطول الليل حين تصبح المسافة بين الموت والحياة ليلة انتظار.. غدا..يرحل ريان.. كما فعلت أنا قبل اليوم .. فيزرع برحيله الموت في كل ارجاء البيت..أنه ليس كأي واحد منا ..لانه الوحيد الذي نحيا جميعا به.. غدا.. وآه من غد تصبح الحياة في منزلنا مجرد موت.. استمرت ليلان بتفكيرها هذا ..لكن فجأة داهم تفكيرها.. يومها الذي مضى على غير مامضت ايامها ..وبدت ملامح وجه الشاب الذي تعرفت عليه تجوب في ذهنها وامام انظارها ..وتسألت من جديد ..تراني لن اغضب والدي ..لن أخرق عاداته وتقاليده اذا ما استمرت رؤيتي له.. تراني لن أجعل والدي الطيب يندم.. آه من هذه التساؤلات.. دعني منها.. نعم دعني منها.. لكن كيف لي أن اتخلص منها.. وانا بطبيعتي انسانة لم تمتلك يوما قرار نفسها الا في اتمامي لدراستي.. وحتى هذا القرار لو لا ريان لما كنت استطيع اتخاذه.. انا فتاة شقية.. بل ساصبح شقية اذا ما اعتمدت على نفسي ..نعم فأنا حتى لا أعرف كيف اتخلص من هواجسي هذه ..!
    حاولت ليلان جهدها من أجل ان تتخلص من ملامح وجهه الذي رافقها.. لكنها عادت ترضخ للواقع وهي تقول أن كلماته الرقيقة.. ملامح وجهه البريئة ..وتعامله الطيب ..حتى خجله .. كل ذلك أصبح ينبت داخل رأسي ويتسلق جدران روحي كنبات اسطوري شرير.. ثم عادت تقول وأنا التي لطالما قال لي ريان بأن لا افكر بالأمور عاطفيا ..روحيا.. انما ان أستحكم الامور كلها للعقل وادعه هو الذي يوجهني بالاخص في مثل هذه المواقف.. لكنها لم تصمد وعادت تناجي ريان..ريان..ريان..ملاكي الطيب.. هل ستصدق ما يحضرني الان من الكلمات.. ليتك هنا لا قولها لك.. أعلم انك كنت ستفرح بها لانها لأول مرة ستخرج مني لتخرق جدران سمعك.. لكن ساقولها نعم ساقولها لعلك تسمعها.. يا ملاكي.. ان مأساتي الآن..نعم الآن .. هي اني اصبحت مضطرة كعادتي في كل شيء أن اعتمد سبل الروح والغيبيات والعاطفة التي تدور الروح في رحاها.. لاني اذا ما اعتنقت مذهبك حيث لاوسيلة اخرى لأثبت نفسي .. سأعود للضياع والتيه الذي شعرت به اليوم وانا أخرج دون ان اعلم من اين والى اين وكيف .. نعم ياملاكي .. لست على استعداد الان بالذات لأن افلسف مذهب العقليات والواقعيات لاظهره على مذهب العاطفة والروح .. فانا يا أخي سأضيع ..سأتوه .. فدعني اقرر بنفسي ..؟
    كان الظلام لم يزل دامسا .. وخيوط ماقبل الفجر الرمادية الداكنة لم تزل تلف الحرم الجامعي .. وصديقتها كانت لم تزل غاصة في سباتها العميق ..لكن فجأة هبت ريح عاتية ..قضت على تلك الخيوط الرمادية.. واظلمت السماء كما لو أن شيئا حجب ما قد يفرج عن تلك الخيوط .. استيقظت صديقتها.. فوجدتها مغروسة امام نافذة الغرفة.. قالت ألم تنامي ..التفتت اليها ليلان .. قالت لا.. ليس بعد ..قالت عليك ان تأخذي قسطا من الراحة لأن امامك يوم طويل .. قالت نعم .. امامي يوم طويل.. طويل.. دخلت فراشها وغصت بعد لحظات في نوم عميق.. وفي الثامنة والربع ايقظتها صديقتها.. واستعدت الاثنتان.. وخرجتا كل الى كليتهما ..! وصلت ليلان الباب كليتها.. عيناها منذ البدء بدأت تبحث عن مجهول ما.. يؤنسها .. قاومت رغبت عيناها .. وحاورتها.. قائلة .. أنا أظل فتاة.. لايمكنني ان أستسلم بهذه السرعة لرغبات علي ان استحكمها للعقل والمنطق قبل أن اهتم بها.. ونجحت ..فدخلت الكلية ..ومن ثم قاعتها .. دون ان تبالي .. لكن صوته جاء لينهي ذلك التحدي..ويهزمه ..عندما اقترب منها وسلم عليها وجلس على مقعد بجانب مقعدها دخلت في صراع مرير ..فهي فتاة لم تعرف هذه المواقف.. ولا تعرف كيف تواجهها ..بل هي مقتنعة تماما بأنها ضعيفة ولا تملك القدرة على مواجهة كل مايمكن ان يتعلق بطبيعة وجودها فهكذا علمها مجتمعها أن تعيش منذ البدء..حتى لو ادركت انها اصبحت داخل دائرة قنص غيرها..!
    ريان كان في طريقه الى مدينته.. جامعته.. وطريقه يمر بنفس المدينة التي اصبحت ليلان تدرس فيها ..بالطبع وهذا ما كانت تعقد عليه ليلان الأمال بانه سيمربها ..انتصف النهار..كانت السماء قد أفرجت لبعض الوقت عن الشمس.. ليلان مع صديقها.. وصديقتها التي تركت كليتها القريبة لتأتي إليها كي تطمئن عليها.. الثلاثة معا في النادي جالسين يتبادلون اطراف الحديث خاصة سارا وسامان.. وقلما تتدخل ليلان في حوارهما لأنها فعلا مقتنعة بعدم قدرتها على مواجهة مثل هذه المواقف لكونها ضعيفة ولعل هذا الأمر يحتاج لوقفة لكون الإنسان في مجتمعاتنا لم يتعود ان يكسر القيود بل اعتاد على الخضوع بداعي العادات والتقاليد.. وشرائع الإجتماع.. وغيرها.. حيث عكست هذه الأمور على شخصية اغلب الناس وليلان منهم حيث وصل الأمر بها.. حتى انها لا تسمح لنفسها بأن تفكر في صديقتها الجريئة التي تناقش وتبدي رأيها بل وتتمسك به.. اصبحت الساعة الرابعة وخمس واربعون دقيقة ..رفعت ليلان رأسها نظرت حولها..وجوه ..وابتسامات .. وضحكات.. واحاديث.. وصوت المسجل يعلو الكل.. اعادت بنظرها الى حيث ماكان.. كانت تلتهي بكتاب في يديها .. في اعماقها شعرت بأن شيء ما يقترب فيسرع نبضها.. استجابت لذلك الشعور رفعت رأسها.. واذا بريان واقف على رأسها..ابتسمت من عمق اعماقها.. حاولت ان تنهض منعها ريان..سلم عليها.. لكنها وقفت صافحته وهي تقول كم اتمنى أن احضنك الان..عرفته بصديقتها وصديقها .. ابتسم لهما..سلم عليهما ..وعرفتهما به .. !
    بعد سؤال وجواب وسؤال ..استأذن الصديقان..وتركاها مع اخيها.. قالت اولا كم أحتاجك..وثانيا اتعلم باني مازلت اعيش حالة ذهول.. لو علم أبي باني اصادق شابا منذ يومين .. قاطعها ريان لن يفعل شيئا بل حتى لن يفكر بالامر.. كيف ترين والدك ..هو ليس بتلك الدرجة من التحجر التي تتصورينها..كل ما قاله..كل ما علمه لنا..كل حياته.. لم تكن الا حرصا على ان نكون جميعا بافضل ما يمكن ان يكون عليه أي انسان.. وان كنا نشعر بنقص ما الان لأننا لانستطيع ان نواجه الحياة ومتطلباتها.. فليس ذنبه لأن وسعه كان ماقدم.. ولاتنسي أننا بطبعنا الذي ينعم بالخضوع والذي بدورنا لا ذنب لنا في تكوينه بسبب الظروف التي مررنا بها سواء أكانت سياسية أم إجتماعية ..نتحمل جزء مما نحن عليه الان.. وساذكرك بكلمات سمعتها ذات يوم في احدى اسفاري من انسانة لاتنتمي الى اعرافنا..((قد اركع امام رغبات القلب..والحبيب.. قد اكون حملا وديعا امام جزاري ..حين يساق بي الى حتفي..قد اكون مستعدة لأن اتحمل المزيد من الالم ..نعم قد اكون كذلك ..لكن لكوني شرقية وسأظل شرقية في طباعي التي لاتؤمن في الاصل وبعكس مايفهمه غيري بأن اسلم رقبتي امام كل دخيل معتد..لذا.. ياطفلي لاتخشى علي..واهتم بنفسك..)).
    فيا صغيرتي كوني انت كما تريدين ..لست اقول لك تحدي والدك..لا.. لأن هناك ثوابت حتى في العلاقات الاجتماعية.. هي اكثر شيء التزامات اخلاقية نتحمل تبعاتها من اجل الحفاظ على ماء وجهنا.. لكننا خارج هذه الثوابت احرار.. نعم نستطيع برغم قيود المجتمع وآفاته ان نصنع من انفسنا احراراً نفعل حسب قناعاتنا خارج اطار قيود الاجتماع لأننا نحاول ان نبقي بذلك على ذواتنا كما نريد ان نكون ولا كما يريد غيرنا لكونه اكثر سلطة وقوة وحضورا اجتماعيا .ويا صغيرتي ان المرأة التي تعاني اللاثقة لاتستطيع ان تحافظ حتى على ثوابتها..لذا تسلحي بالثقة.. وانسي تلك المرأة التي تشنق دميتها الطفلة الصغيرة لانها تشعر بانها تأخذ من نظرات صديقها اليها اكثر..مما تنظر اليها وهي التي تتزين بالحمرة و ....!
    اذهلتها كلمات ريان ..بل اخرستها .. ظلت تنظر الى شفتيه دون عينيه..اخذهما الوقت .. أفاقها ريان وقال علينا ان نخرج الان... صعقتها..كلمة نخرج كأنها لم تكن تشعر بشيء سوى كلماته التي كانت تلامس اعماقها.. امسك بيدها وخرجا.. وفي حديقة الجامعة جلسا تحت شجرة زيتون خضرة.. بالرغم من ان السماء كانت قد عزمت امرها على ان تمطر ..قالت ليلة أمس وانا افكر بطفلك.. شعرت وكأن الموت يجلس بجانبي ينظر إلي وانظر اليه.. ثم قالت اتذكر ذات يوم قلت لي ان الانسان دائم التنقل من حالة الى اخرى.. وقلت نحن ننتقل باستمرار من حالة اللامكان الى حالة الوجود.. اذ تنفذ افعالنا الى صميم الواقع.. فتنقل بنا من دائرة الوجود الضمني الى دائرة الوجود الفعلي.. الواقع.. وكأنك كنت تعلم ما سأكون فيه وعليه اليوم ..؟ وكأني كنت قبل اليوم اعيش وجوداً ضمنيا لم التقي فيه الا بذاتي المتعلقة بالمنزل واهلي.. وكل ما كان غير ذاتي واهلي كان مجرد فراغ.. لم ابالي به .. ولا بسده ..!
    اجابها ريان بأن مأساة الانسان هي تلك المرواحة الابدية بين الفراغ والامتلاء..الحنين والهجران..التمرد والخضوع ..إن المرواحة بين النقيض والنقيض تهدد ببطلان المعنى في افعالنا .. ومن ثم في حياتنا.. وعلينا ان نسلك او بالاحرى ان نجد معنى لحياتنا لنشق عبره وبواسطته طريق الخلاص.. أي اننا علينا ان نحدد ماهيتنا ونعمل من اجل ترسيخها حتى لو فعلنا ذلك على حساب رغبات وتطلعات غيرنا.. وان لا ندع للفراغ الموجود اصلا ان يملئه رغبات الغير فتكون عبئا على كاهلنا ولا نجد حينها انفسنا الا ونحن نستسلم ونخضع بدافع الاجتماع وكونه الاكثر حضورا ..!
    قالت أ تراني اخطأت حين تسرعت بالتفكير بصديقي .. بملامح وجهه ..ليلة أمس ..؟ قال .. انت تحكمين .. ولست احكم ..انما أ ليس انتصاراً لكما معا ..ان يستطيع هو بلحظات تغيير بعض ما لم تغيره السنوات التي مضت فيك ..ثم أ ليس انتصارا لك ان تكسري قيود الاجتماع التي فرضت على عقلك وأن تفكري بما تجدينه انت بانه خارج عن اعرافهم وعاداتهم ..؟
    صغيرتي ..كلماتي الاخيرة لك لأن الوقت تأخر وعلي ان اغادر لألحق بالقطار الذي سوف اسافر به هذه المرة .. هي ان الجحيم الذي خلقناه في فكرنا ليس بأكبر من ذلك الجحيم الذي يفرض عليك ان تعيشي في مكان ما.. مع انسان ما.. في وقت ما.. لا يربطك به شيء اكثر مما يربطك بأية آلة داخل مصنع ..او بيت..او حقل.. حيث حينها لا يبقى لك غير الصمت والنظر .. والانتظار.. حين تضطرين ان تسلمي عليه.. ان تبتسمين له.. ان تعاشريه.. ان تسكنين معه تحت سقف واحد ..صغيرتي ان مثل هذا الصمت غير الودي.. ليس الا صمت العجز عن الالتقاء على جسر التفاهم والحوار.. صمت الخضوع لمعاني الاجتماع المفروضة عليك.. صمت الغرباء في مجتمعات بربرية..صمت الكهوف.. صمت الموتى.. انه ليس الا الصمت داخل حجر الصمت.. فعليك ان تفكري قبل كل شيى بنفسك لتجديها ومن ثم ابحثي لها عن ما يريحها .. ودعيني اوصلك للقسم.. لاغادر بعدها. امسكت هي بيده هذه المرة.. وسارا الى القسم ..صعدت بسرعة لغرفتها وجلبت في حقيبتها شريطا ووضعته داخل محفظته.. ولم تنسى ان تنزل معها صديقتها.. وضع رأس اخته على صدره وقبل رأسها.. ثم صافح صديقتها ..وغادر .. قالت صديقتها أي ملاك هذا.. ردت ليلان وبسرعة انه الحياة التي يحيا بها كل من يعيش في منزلنا.. بل حتى اقاربنا.. عادتا الى غرفتهما ..وقد ادركت ليلان تماما ما عليها ان تفعله ..بل اطمأنت ان ريان بفكره سيكون حاضرا معها كلما احتاجت لوجوده .. ! عاد الظلام يفرض .. عباءته الرمادية .. السوداء .. فوق جراح الحرم الجامعي وفي ساعات الليل المتأخرة .. كانت ليلان الفتاة الرقيقة ذات العيون السوداء الجميلة .. تناجي ذاتها .. وتقول من لك غير ذاك المسافر الذي اينما سار يترك ورائه كلمات تظل ترتجف على سطور الحياة كأثار دماء جريح يزحف فوق حقل مزروع بالقطن الابيض ..!
    ريان حينها كان هو الاخر قد وصل لغرفتة التي استأجرها مع زميل له آت من الجنوب في منطقة خارج الحرم الجامعي ..هذا لأنه بطبعه لايحب القيود المفروضة حسب نظام الجامعة على الاقسام الداخلية ..! وصديقه هذا كان هو الاَخر غريباً.. بل لعل القدر أراد لريان أن يرى ويشاهد كل شيء ليصبر على محنته الأبدية التي يعيشها .. فصديقه.. كان علوياً.. وكان يحب فتاة مسيحية .. وفي مجتمعنا .. بل حيث نعيش يعتبر مجرد أن يفكر المرء بهكذا علاقة أمر خارج عن العرف والشرع ..بل لعل الأمر يصل أحياناً الى سفك الدماء ..! فكان صديقه دائماً يرمي بهمومه على صدره ..وكان هو يردد في اعماقه.. متى سيأتي يوم وتنكسر مثل هذه الأعراف التي جعلت الخوف والخضوع وحدهما يكونان شخصية الإنسان لدينا ..؟
    ليلان كانت تهمس وبصوت يكاد يكون مسموعا ان الذي يعزف بنبرات صوته موسيقاه الحزينة لطفل رضيع لايفهم ..فيهدأ الطفل وينام على صدره متخذاً من اصابع يده دمية يحضنها هو الاخر..لهو القائم الى الابد بجانب نافذتي هذه.. يحمل نايه ليعزف لي أنا اخته.. نعم انه قائم .. قائم ..! لكنه قلب الاخت.. نعم الاخت التي ربت طفل اخيها.. سيظل قلباً جشعاً يطالب بقطف الكون من الفضاء ليضعه بين يدي لارتاح ولأطمئن .. بانه مع طفله لن يبتعداً عني .. اهٍ يا طفلَيَّ.. ماذا أكون ان لم تكونا.. وداهمها حزن شديد.. ثم صحت من حزنها على ذكرى صديقها.. وهي تردد كلمات سمعتها ذات يوم .." في عتمة مأساوية السواد ..تتمدد رغبات امرأة..داهمها القدر..كصليب مقدس .." اسدلت ليلان بعدها ستار نافذتها تلك.. قالت ريان تصبح على خير.. ايها الظلام اراك مساء غد.. ودخلت فراشها.. وغاصت في سبات عميق .
    السماء كانت تعيش حينها ظلاماً غير عادياً .. حيث الريح كانت تصدر اصواتاً مرعبة .. وعندما قررت السماء ان تمطر ارسلت تحذيراتها البرقية والرعدية اولاً .. ثم امطرت .. نعم امطرت .. واستمر المطر.. واستمرت ليلان بعدها في سباتها .. !
    19-6-2005
    ..جو ..لا عرف رغم ..انه نص طويل نسبيا ..لما قرأته انا ..ربما بسبب اني اعشق النصوص الاقصر اكثر الا انه متماسك البناء..غني في الصورة و الحس الذي بتر اي طريق قد يسلكه ملل ما ..
    ..فيه لغة جماعية او اذا اسعفني حرفي ذات بعد يتعد الفرد كمتلقي و ..و كمشارك بالحدث..
    ..اذا اتسع صدرك و ليس كنقد..انت كجو ..كان بامكانك اختزاله اكثر حسب ما اعرفه من كتابتك..هل روياك لنص كانت هكذا..بالنسبة لطول النص..
    ....دائما ..انت اجمل ..كل الاعياد
    السوسن يعشق لون ..الغاب
    لكن الي غاب حزين...ماتت ..سوسن

  6. #56
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد القزلي مشاهدة المشاركة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ..جو ..لا عرف رغم ..انه نص طويل نسبيا ..لما قرأته انا ..ربما بسبب اني اعشق النصوص الاقصر اكثر الا انه متماسك البناء..غني في الصورة و الحس الذي بتر اي طريق قد يسلكه ملل ما ..
    ..فيه لغة جماعية او اذا اسعفني حرفي ذات بعد يتعد الفرد كمتلقي و ..و كمشارك بالحدث..
    ..اذا اتسع صدرك و ليس كنقد..انت كجو ..كان بامكانك اختزاله اكثر حسب ما اعرفه من كتابتك..هل روياك لنص كانت هكذا..بالنسبة لطول النص..
    ....دائما ..انت اجمل ..كل الاعياد


    القزلي الجميل...........
    ربما النصوص تبنى حسب المواقف هنا ايها العزيز/ وحسب اجناسها/ فرب قصة فلاشية كبسولة قصيرة جدا لاتحتاج سوى الى بضع كلمات/ لتعبر/ وتترك المتلقي يجوب ويجري في رحى الافكار/ ولكن هنا في الرواية القصيرة/ التي اصبحت تسمى بالاخص لدى الادباء المغاربة/ والتي هي ايضا قصة قصيرة لكن بموازين اطول/ وتفاصيل ادق/ ورؤى جانبية/ واهتمام بالزمكانية/ تحتاج الى مساحة اكبر/ لتعبر عن الفكرة المراد ايصالها.

    ايها العزيز.........
    شكرا لمرورك
    كل عام وانت بالف خير
    محبتي لك
    جوتيار

  7. #57
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي


    السماء كانت تعيش حينها ظلاماً غير عادياً .. حيث الريح كانت تصدر اصواتاً مرعبة .. وعندما قررت السماء ان تمطر ارسلت تحذيراتها البرقية والرعدية اولاً .. ثم امطرت .. نعم امطرت .. واستمر المطر.. واستمرت ليلان بعدها في سباتها .. !
    ********
    وقد تستفيق على إشراقة لم تعهدها من قبل
    وكل ماعليها أن تهب لعينيها وعقلها فرصة

    جوتيار الرائع:-

    جعلني ريان أقول.. عندما نتأمل مانبصره ونصغي لما نسمعه
    ونعي ماندركه ونؤمن بما نفعله ونفعل مانؤمن به عند ذلك كله
    نعرف أين نحن ونحب مانحن عليه ، وخالجني شعور عميق
    بأن لريان روح تشبه روحك وحضور يشبه حضورك بين
    من يقتربون من عالمك المميز.

    حفظك الله وأدام فكرك المشرق نبراس خير

    احترامي العميق لك
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  8. #58
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
    الصباح..........
    تعلم ان لاحديث اصبح يحتاج الى شحنة.............؟
    انتظرني في مكان ما في هذه المعمورة/الواحة/ آت اليك............
    محبتي لك
    جوتيار
    هل انت تغيب لتطلع؟

  9. #59
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يسرى علي آل فنه مشاهدة المشاركة

    السماء كانت تعيش حينها ظلاماً غير عادياً .. حيث الريح كانت تصدر اصواتاً مرعبة .. وعندما قررت السماء ان تمطر ارسلت تحذيراتها البرقية والرعدية اولاً .. ثم امطرت .. نعم امطرت .. واستمر المطر.. واستمرت ليلان بعدها في سباتها .. !
    ********
    وقد تستفيق على إشراقة لم تعهدها من قبل
    وكل ماعليها أن تهب لعينيها وعقلها فرصة
    جوتيار الرائع:-
    جعلني ريان أقول.. عندما نتأمل مانبصره ونصغي لما نسمعه
    ونعي ماندركه ونؤمن بما نفعله ونفعل مانؤمن به عند ذلك كله
    نعرف أين نحن ونحب مانحن عليه ، وخالجني شعور عميق
    بأن لريان روح تشبه روحك وحضور يشبه حضورك بين
    من يقتربون من عالمك المميز.
    حفظك الله وأدام فكرك المشرق نبراس خير
    احترامي العميق لك
    العزيزة يسرى.......
    جعلني ريان أقول.. عندما نتأمل مانبصره ونصغي لما نسمعه
    ونعي ماندركه ونؤمن بما نفعله ونفعل مانؤمن به عند ذلك كله
    نعرف أين نحن ونحب مانحن عليه ، وخالجني شعور عميق
    بأن لريان روح تشبه روحك وحضور يشبه حضورك بين
    من يقتربون من عالمك المميز.

    اعدتها لك / لاني شعرت بعمق وقفتك مع القصة / وروعة قرأتك ...........
    محبتي لك
    جوتيار

  10. #60

صفحة 6 من 7 الأولىالأولى 1234567 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قنديل فى الـ................... " شرقية "
    بواسطة علاء عيسى في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-06-2008, 07:30 PM
  2. تطلعات امراة شرقية
    بواسطة مادلين يوحنا في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 12-05-2007, 03:02 PM
  3. اعضاء الواحة فى مؤتمر ديرب نجم شرقية
    بواسطة د. فوزى أبو دنيا في المنتدى فَرْعُ جمْهُورِيَّةِ مِصْرَ العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 16-03-2007, 01:25 AM
  4. حكاية بطولة شرقية
    بواسطة عبدالله سليمان الطليان في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-10-2006, 12:00 AM
  5. هذيان .. امرأة شرقية .... !!
    بواسطة جاسم صفر في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 09-06-2006, 08:27 PM