أنظر لحقيبتي ، تمزق جلدها ، به ثنايا ، تَكَسر اللون حزناً ، حفر لونه الأصلي كالأخدود المتشابك أذرعته ..
أنظر لمرآتي ، باهتة مترهل جلدها ، غصة تقف في حلقي ؛ عندما أرى كم التشابه بيننا ..
أحدثها ..........
أتذكرين يوم اشتريتك ، رأيتك في العرض ، تختالين بشبابك ، تتفجر الابتسامة منك ، كنت تشعين رونقا ً، شباب اللون والجلد ، تحسستك ، ناعم ملمسك ، لونك زاهي ، كل العيون تنظر إليك باشتهاء ، راغبين في اقتنائك ..!!
أتذكر وابتسم ؛ قد كان وقتها ثمة تشابه بيننا..
الآن أتحسسك ، خشونة ملمسك ، تنفر منها يدي ، كنت اعتني بك جدا ؛ تكملين أناقتي ، ومن ثم كنت تحملين كل ما تهتم به امرأة أنيقة ، داخلك كل ما يترجم أنوثتي ، أصابع من يد ذهبية بكل الألوان ترسم بهائي وحسني ..
كان لوجودك أهمية خاصة جداً ، ضرورية جداً ، لكنك الآن لم تعدِ تحملين تلك الأشياء الخاصة ، لم يعد لها حاجة ..
الآن أحمل داخلك ذكرياتي الغالية ، بقايا لوحات لم يضربها طول العمر ، لم تتغير ملامحها ..!
وحبوب لتهديء مشاعري ، أختها لتضبط ضغط العمر الطويل ، وفكر الوحدة ، روشتات لأصدقاء جدد أضافهم الزمن لجعبة صداقاتي ، أصدقاء دوما ألقاهم كالملائكة ، لا يعنيهم سوى تلك المضغة ، العلقة ، المكسوة لحما ، التي لاكها الزمن بمنتهى القسوة بين فكيه ...!!
أسير الهوينى ، أتحرك ببطيء شديد ، الزمن كبل قدماى ، تيبست عظامي ، اقتربت خطوتي ، كأن قدمي فقدت فرجارها ..
أذهب إلى النادي ، ألقي التحية على الموجودين ، غير عابئين بوجودي ، أجلس بجوارهم ، خجلة مما فعل الزمن بي ، أجمع جلدي المترهل ، أواري به تشوهات العمر الطويل ..!!
أفتح صديقتي وبئر أسراري ، أمد يدي داخلها ، اخرج لوحاتي القديمة الباقية ..
أقترب من الرجل الذي يجلس بجواري ، أمد يدي بها له ......