|
أقول لكم هبّوا إلى الحرب إنّني |
أقول لكم هبّوا و أمشي على رسلي |
تجوب لظى النيران قلبي و مهجتي |
و أسمعها تأتي و أسمعها تغلي |
و ترقبني من خُرم بابي و غرفتي |
و أرقبها من غور كهفي و من تلّي |
و من صمت أصحابي و من ضعف قلّتي |
و من موت أوطاني على هامةِ الذلّ |
و من دارة الأعداء تهزم عسكري |
و تقتل في أرضي صحيحي و معتلّي |
××× |
أقول لكم هبّوا كثيرا فإنني |
و أن أختفي في جرح خوفي، و في دمي |
أساطيرُ تاريخي تموتُ على مهل |
و تعلرفني الفرسان في الحرب أنّني |
أتوق إلى بَعدي و أحنو على قبلي |
و أُدمي قلوبَ الغاصبين بمهجتي |
و أجعل من منفايَ موطنيَ الأصلي |
و أشكو إلى الأعداء حزنَ قصيدتي |
و أنّي من الحرب الجبانة في حِلِّ |
أقول لكم هبّوا و لا تقرأوا دمي |
أقول لكم هبّوا و لا تفعلوا مِثلي |
××× |
أنا "دُنْكِشُوتُ العصر" أركب هامتي |
و يفرحُ بي غَيمي فتبسُقُ قامتي |
و تعصفُ بي ريحي فيسندُني ظلّي |
و يأتمُّ بي قومي وينصرني أبي |
و يظلمني عمّي و يفخرُ بي نسلي |
و أُلصق بالحسّادِ طاعونَ عِلَّتي |
و أعزو إلى الأتراب ما كان من سُلِّي |
رفعتُ عصا التِّرحال في لون رايتي |
و أعليتُ سورَ الحرب في ساحةِ الحلِّ |
و فرَّقتُ بين الرّيح و الريحِ، تنجلي |
غُباراتُها في القلب من غير ما أُعلي |
××× |
تدورُ طواحينُ الحروب بخاطري |
أهبُّ على الأعداء"من غير حاجةٍ" |
و من يفهمِ الأعداءَ،في ظنّكم، مثلي |
فلا ميّزَ الأعداءُ صحوي و يقظتي |
و لا ميّزَ الأعداءُ يومي و لا ليلي |
تولّيتُ يومَ الزّحفِ و الجيشُ مُقبلٌ |
و هيّاتُ للنصر المُبينِ صدى خيلي |
ولم يفهم الأصحابُ أسرارَ خطّتي |
و لم يسْبِرِ الأعداءُ ما كان من فعلي |
××× |
أنا مبدئيُّ الُحب قولي صبابتي |
سئمتُ صنوفَ الحربِ من ألفِ حجّةٍ |
فلا داؤها دائي و لا مصلُها مصلي |
ولا صوتُها حرفي و لا حلمُها دمي |
ولا كلّها بعضي و لا بعضها كُلّي |
و ها أنا ذا ألوي إلى الظلّ راجعا |
فتلحق بي ساقي و تسبقني رجلي |
أقول لكم هبّوا إلى الحربِ و اغنموا |
و لا تتركوا الأعداءَ تعبثُ من حولي |