نظرت الى ابني يوسف(12) ونحن نتسوّق
في احدى المحلات بالامس وقلتُ مداعبا
" ارى شاربا يوشك ان يظهر " فابتسم وبعدها
رجعنا الى البيت فلما
خلوت بنفسي ترقرق الدمع بعينيَّ
وانا انظر الى صوره منذ وُلد
فكتبت الابيات التالية:
كبر الصغير مضى الشبابُ وولى العمرُ في عجلِ ما عدتُ لِاْبِنِيَ أقوى العالمين أبا وكان يشهد لي ان جسَّ لي عضَلي كلا ولا عاد يلقاني بضحكته مُطوِّقا عُنُقي مستَنْفرَ القبَلِ أين الدموعُ إذا غادرتُهُ صُبُحا اين ابتساماتُه ُإن عدتُ من عملي ما عاد يركب ظهري مثل عادته ويمتطيني مطيَّ الفارس ِ البطلِ أين التبسُّمُ من أُذْن ٍ الى أذُنِ والقهقهاتُ كَوقع النّازل ِ الهَطِلِ ضاعت عليَّ سُنونٌ لا رجوعَ لها إلا بدمع ٍ لأمر ِ الحزن ِ مُمْتثلِ أُحبُّ يوسُفَ حبا لا حدودَ له كدأبِ يعقوبَ بعد الكيْدِ والحِيَلِ لكم نودُّ بأن نحيا الى أزلٍ والكل مرتهنٌ بالموت لم يزَلِ غريزة الخلد فينا ليس نشبعها الا بإبنٍ به آثارُ مُرتَحِلِ لكنّه الدهرُ أحلى العمر يسلبني مُخَلّفاً بي فراغاً غيرَ مُحْتَمَلِ رغم ارتحالكَ عني دون أربَعَةٍ الآن يا أبتي قدَّرتُ حبَّكَ لي