الخوف ينادي
ناداه الخوف المجهول، في ردهات العتمة، عتمة ليل يكاد لا يجد لوهج النور خيوطا، أجفان العينين تتحرك ببطء ، أخذ يصحو رويدا رويدا على أصوات النفائس في النفس وهي تختفي خلف انبلاج أنوار الصباح.. ترحل عنه مع إطلالة كل يوم وتعود مع حلول الظلام، لا يراها تحت جنح الليل العتيم، يفتح عينيه ويحملق جاهدا، لا يراها ، لا يراها.
=====================
طار من الفرحة
الشمس تنغمس في طرف الأفق خلف الأبنية الشاهقة وسائق سيارة الأجرة يتكلم وهو يحاول جاهدا تخطي الازدحام، الوقت يسرع في العقول، والأفكار تتلاحق كي تتمكن من الغاية، تفلت منها في الفجوات بين الأبنية نحو ملحمة المغيب، ثم ترقى مع امتداد الخيوط العصفرية. وصل إلى المطار منهكا من رحلة عمل ازدحمت فيها المواعيد والنقاشات وتوافدت عليها القرارات.
إتكأ بذراعه على أحد كراسي الصالة قرب بوابة الخروج إلى الطائرة، أخذ ينظر إلى ساعته ويعيد النظر إلى لوحة مواعيد الاقلاع، أحضان الراحة في انتظاره ومعاني الرحلة تنسدل خلفه مع كل دقيقة، رن جرس هاتفه النقال، رقم هاتف زوجته على اللوحة... مبروك إنه ولد ، قالتها دون تردد ، قفز واستدار وقال: بهذه السرعة. طار من الفرحة وحط في جناح التوليد في أحضان الراحة بعد أربع ساعات لا غير.
======================
البكاء من الأطلال
تركها تسرح في الزمان الماضي، مخدرة لا تأبه ما يأتي به الزمان القادم، فستان جميل ممزق في طرف الغرفة، الضرب لا يغني ولا يسمن من جوع، بل يوقظ الأمل المدفون في انتقام لا أشد منه، وقد عزمت عليه.
===================
لا.. للخوف من المجهول
ناداه الخوف من المجهول، في الليل وفي النهار ، أعاد ربط الحزام وتوكل على الله من كل قلبه، ذهب المجهول وبقي الخوف يبني الروح ويطوعها.
====================
عودي مع النور
عودي إلي مع إشراقة كل صباح، شمساً تختبئ الأحزان منها وتتوارى الهموم خلف سديم يهوى الهروب ، لا أحب العتمة في ممارسة معاني الحب، لا أرغب أن أؤدي طقوس النظر بعينين جاحظتين، عودي إلي كل ربيع مع إنعام الطل على الأزاهير وانتعاش الروح من وقع قطرات الندى ، وعندك كل الأيام ربيع، لا أرغب تطويع الحب على مدفأة الاحلام، ولا ترويض الحب على مروحة الأمنيات، لا أعرف تطريز الحب على أنغام سقوط الورق الأصفر .. عودي إلي كل ربيع، وكل ما فيك ربيع.
++++++++
ريان الشققي