أحدث المشاركات
صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 59

الموضوع: النحو المبرَّر! والضرورة الشعرية

  1. #31
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر رابحي مشاهدة المشاركة
    1
    ألا يمكن اعتبار الضرورة الشعرية هي الممارسة الحرة الوحيدة التي تتيح للشاعر الخروج من أسر القاعدة بمحاججة معاكسة، و هي استثنائية الإبهار و الادهاش؟؟
    ما مدى صدقية الحجة النحوية أمام معركة التعبير عن بلاغة العصر( و أقصد بـالعصر هنا..عصر الشاعر المرتبط بالتمثل الوجودي لشعرية اللحظة، و ليس و ليس العصر الزمني..)
    لماذا تنتصر في كل الأحوال الضرورة(و هنا أستطيع أن اسميها لحظة الحرية الخارقة للعادة.) الشعرية على محدودية التقعيد ؟؟
    ..


    ليسمح لي الكريمان بالتداخل، مرحباً ومعجبا ومتعلماً، ومتسائلا بينكما..
    وإلى أستاذي الكريم عبد القادر أقول نعم أيها الفارس الآتي هذه الآونة كزمن احتراف للكلمة ..
    وأنا رأيت أن حديث عالمنا الكبير قد وافق هذا الرأي بكل كبير، وذلك حين أتى برأي ابن جني مشبها شاعر الضرورة بالفارس المقتحم.. وهي أيضا نفس لحظة الانعتاق والتدلل على أمهات اللغة..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر رابحي مشاهدة المشاركة
    استاذنا الفاضل الكريم..
    الشعرية على محدودية التقعيد ؟؟
    نعم ورأيت أن أستاذنا الحبيب إذا تحدثت في هذه النقطة أشار إلى نوعين من النحو منه المعياري التعليمي والذي يوجد في كتب الحكم بالصواب والخطأ، ومنه النحو الذي ينشأ في دنيا الإبداع وضروراته أو ما تقتضيه ظروف وتشكيلات المبدع النفسية وغيرها..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر رابحي مشاهدة المشاركة
    استاذنا الفاضل الكريم..
    و هل التقعيد هو نهائي بحكم من يعتقد بـ"توقيفية اللغة" و من ثمة توقيفية ما ينجر عنها من أطرِ تقنينية لا يمكن لأي مجتهد أن يتجاوزها بأية حال من الأحوال؟؟
    و لماذا اختص الشاعر دون غيره برفع لواء المجازفة و الدخول في معركة التجاوز من خلال مفتاحية الكشف التي توفرها له "الضرورة الشعروجودية" المفتوحة عليه وحده و المنغلقة على العالم الآخر؟؟
    ..
    وكما رأيت في حديث عالمنا الكبير أيضاً هنا أيها الشاعر الرائع..
    فقد ذكر الدكتور مصطفى أن هناك احتمالية قصد أخرى من لفظ "الشعرية" حين ذكر قول حسان في تشبيه الزنبور.. ولكني أسأل ثانية لم لم نسمع عن العرب من يقول في إحدى التراكيب التي يقتضيها حال الناثر العربي من يقول "ضرورة شعرية" لو كان ذلك معناه أقصد لو كان هناك احتمالية لمعنى قول حسان في مصلطح "الضرورة الشعرية"..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر رابحي مشاهدة المشاركة
    استاذنا الفاضل الكريم..
    و هل المعنى(أقصد المعنى الذى يتجاوز المعنى المعياري الشكلي أو معنى المعنى بحسب تعبير الجرجاني و ابن طباطبا) لا يمكن ان يكون إلا في بطن الشاعر دون غيره من البطون؟؟
    لا أنكر الترحيب الأشد عند العرب بالشاعر، ولكن رأيت في تعليق أستاذي الحبيب الدكتور مصطفى ما يقول أن ذلك في النص النثري أيضاً.. بحدود طبعاً.. ولكن أعتقد أن الاستشهاد بقول حسان في ابنه يجوز هنا، بل ويحل المسألة.. فالشعرية المقصودة في كلامه كانت في النثر..
    ويبقى السؤال من زاوية أخرى وإن كان بنفس المعنى:
    لم لم نسمع نفس التعبير "في بطن" في غير الشعر؟
    هل هناك سبب بأن يكون الاهتمام مثلا بالمجال الفني (الشعر) أو (النثر) هو السبب الوحيد فقط؟
    وإن كنت أرى -بعد إذن أساتذتي، فما رؤيتي إلا كلعب الصغير بين أعمامه وأخواله- أن موضوع "في بطن الشاعر" صار يطلق كـ"ـمثل" فقط على أي جملة فيها معنى المعنى كما قال الجرجاني..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر رابحي مشاهدة المشاركة
    استاذنا الفاضل الكريم..
    لكنني من خلال هذه الأسئلة أريد ان أضيف بعدا آخر لهذا النقاش..و هو بصيغة مخنصرة:هل النص يخضع للقاعدة خضوع الدوام أم أن القاعدة هي التي يجب أن تُستمد من النص..
    و شكرا لكم..
    ما سيكون من أمر النقد العربي لو أخذ مبادئ نقد النص من ذات النص، من إمكاناته الفنية، من ابتكارات الكاتب فيه؟
    أراه وقتها فوق السحاب، ولكن ربما يرى أستاذاي الجليلان أنه خيال .. مجرد خيال توهمته أنا!!
    ولا أنسى أن أعبر عن مدى سعادتى بوجودي بين مثليكما..
    محب جدا..
    ومستمتع جدا
    ومستمع إلى ما بعد جدا

  2. #32
    الصورة الرمزية مصطفى بطحيش شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 2,497
    المواضيع : 135
    الردود : 2497
    المعدل اليومي : 0.36

    افتراضي

    جميلة مناقشاتكم

    ورائع منهجمكم ... د.مصطفى عراقي .... احمد حسن محمد .... رابحي عبد القادر ... الجميع

    لكم الود والتقدير

  3. #33
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.53

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد القادر رابحي مشاهدة المشاركة
    استاذنا الفاضل الكريم..
    أود أن اطرح بعض المساءلات التي تفرض نفسها بخصوص ما يمكن للشاعر ان يضيفه للغة من صياغة دلالية و"حروفية"قد تتجاوز منظور القاعدة ، بما يمكن ان تحتوي عليه القاعدة من تخطييء فلسفي للمقعّدِ لهُ، من أجل أن تكسر التأطير المقولب الذي يعتقد المُقعد أنه أسر (سجن)فيه اللغة أسرا نهائيا من خلال امتثالها لـ"لشاهد" المتقادم عبر العصور ،و الذي ينقل معيارية المحاججة إلى علن الممارسة اللغوية لأقناع المتكلمين الذين هم نحن بصدقية المحاججة و لانهائية التنظير للآخر..
    ألا يمكن أن نطرح هنا إشكالية الضرورة الشعرية من وجهة نظر فلسفية؟؟؟
    ألا يمكن اعتبار الضرورة الشعرية هي الممارسة الحرة الوحيدة التي تتيح للشاعر الخروج من أسر القاعدة بمحاججة معاكسة، و هي استثنائية الإبهار و الادهاش؟؟
    ما مدى صدقية الحجة النحوية أمام معركة التعبير عن بلاغة العصر( و أقصد بـالعصر هنا..عصر الشاعر المرتبط بالتمثل الوجودي لشعرية اللحظة، و ليس و ليس العصر الزمني..)
    لماذا تنتصر في كل الأحوال الضرورة(و هنا أستطيع أن اسميها لحظة الحرية الخارقة للعادة.) الشعرية على محدودية التقعيد ؟؟
    و هل التقعيد هو نهائي بحكم من يعتقد بـ"توقيفية اللغة" و من ثمة توقيفية ما ينجر عنها من أطرِ تقنينية لا يمكن لأي مجتهد أن يتجاوزها بأية حال من الأحوال؟؟
    و لماذا اختص الشاعر دون غيره برفع لواء المجازفة و الدخول في معركة التجاوز من خلال مفتاحية الكشف التي توفرها له "الضرورة الشعروجودية" المفتوحة عليه وحده و المنغلقة على العالم الآخر؟؟
    و هل المعنى(أقصد المعنى الذى يتجاوز المعنى المعياري الشكلي أو معنى المعنى بحسب تعبير الجرجاني و ابن طباطبا) لا يمكن ان يكون إلا في بطن الشاعر دون غيره من البطون؟؟
    لماذا يستطيع الشاعر دون غيره أن يكمم اللسان من أجل أن تستمع الأذن .... و يُسكت الأذن من أجل أن يَنطق اللسان..
    و لماذا تنجر القاعدة لإغراء الشاعر و ترضخ له رضوخا يكاد يكون توقيفيا في نظر المُقعد المتقادم،لكنه سرعان ما يتنكر لهذا الخرق من أجل قصة خرقِِ أخرى..
    و أخيرا ..لماذا يضيّق الشاعر على نفسه بكل هذه القسوة..؟؟؟ و هل التضييق هذا..هو لغرض جمالي فقط..أم لأغراض أخرى لا يعلمها إلا الشاعر في تعامله الحميمي(الصُرِّي) مع اللغة؟؟
    أريد من خلال طرح هذه الأسئلة أن أجدد دائرة النقاش الهامة التي فتحها الاستاذان الفاضلان الدكتور مصطفى عراقي نفعنا الله بعلمه، و الأخ العزيز المتمكن الحامل لحرقة الحرف الاستاذ أحمد حسن محمد..
    لكنني من خلال هذه الأسئلة أريد ان أضيف بعدا آخر لهذا النقاش..و هو بصيغة مخنصرة:هل النص يخضع للقاعدة خضوع الدوام أم أن القاعدة هي التي يجب أن تُستمد من النص..
    و شكرا لكم..
    أخي الكريم: الأستاذ عبد القادر
    ولك الشكر جزيلا لهذا الطرح الراقي ، واسمح لي أن أقول:
    وهل استمدت القواعد إلا من النصوص وتقرِّيها
    بل هل نشأ النحو أول ما نشأ إلا في حضن النص القرآني لغرضين جليلين

    الحفاظ عليه من اللحن
    والكشف عن معنيه ومراميه

    بل لقد حدد النحاة أنفسهم أن غاية النحو هي:"الاستعانة على فهم معاني الكتاب والسنة ومخاطبة العرب بعضهم لبعض وكلام العرب شعرا ونثرا".
    وأنا أتفق معك في الكثير من طرحك الراقي ،في قولك:
    "ألا يمكن اعتبار الضرورة الشعرية هي الممارسة الحرة الوحيدة التي تتيح للشاعر الخروج من أسر القاعدة بمحاججة معاكسة، و هي استثنائية الإبهار و الادهاش؟؟"
    ولكنني أختلف معك في قولك الوحيدة ، لأن هذه الممارسة الحرة وسعت الشعر والنثر وكلام العرب.
    إن العربي حين قال:"فلان جاءته كتابي"
    لم يخطئه النحاة بل فسروا قوله على انه أراد معنى الرسالة
    ومن هنا أحب أن أقول إن هذه الممارسة الحرة أو ما سماه علماؤنا بأسماء مختلفة تدور حول المعنى ذاته مثل:
    الاتساع
    الترخُّص
    العدول عن الأصل
    التصرف
    وقد لاحظوا انه سمة مهمة من سمات لغتنا العربية فقال أبوحيان التوحيدي في نص كاشف:
    " أن اللغة جاريةٌ على التوسع، كما هي جاريةٌ على التضيق،
    ومن ناحية التضيق فزع إلى التحديد والتشديد،
    ومن ناحية التوسع جري على الاقتدار والاختيار". (الإمتاع والمؤانسة: 875)
    فالتوسع بمعنى المرونة (في سياقاتها الإبداعية ) سمة مهمة من سمات لغتنا الجميلة تمكن المبدع من الاقتدار على العدول عن القاعدة لتحقيق غرض فني ، الاختيار بين بدائل تركيبية عدة فيما يتعلق ببناء الجملة.
    بينما التضييق (في مواضعه العلمية الدقيقة والتشريعية ) ضروري من اجل الدقة والتحديد.
    ثم أحب ان أبين ان النحاة لم ينشغلوا بالقاعدة وحدها بل انشغلوا معها بالنظر النحوي القائم على التذوق
    فقد كان النحاة على بصيرة بالفرق بين النظر النحوي والتقعيد كما يبدو لنا من قول الشيخ الأمير (في حاشيته على شرح شذور الذهب) مناقشا من قال : " لا مدخل للطبع في الأحكام النحوية لا ردا ولا قبولا "
    قائلا :
    " أما قوله لا مدخل للطبع فيه إن أراد لا مدخل في اختراع حكم وأصل إثباته فهذا لم ندَّعه ، وإن أراد لا مدخل له في ترجيح الاحتمالات فلا يسلم ".
    ففرَّق بين إنشاء الحكم النحوي ، وإثباته من جهة ، والترجيح النحوي من جهة أخرى .
    إن الترجيح بين الاحتمالات ينتمي إلى منطقة النظر النحوي ، أما إنشاء الحكم فيخضع لدائرة التقعيد .
    وبالأصل وبالخروج على الأصل يتحقق للغة سمتان
    الثبات الذي يحفظها من الضياع
    والمرونة التي تحفظها من الجمود
    ودمتم في الحوار والجوار بكل الخير والجمال
    محبكم: مصطفى
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  4. #34
    الصورة الرمزية عبد القادر رابحي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 1,735
    المواضيع : 44
    الردود : 1735
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم: الأستاذ عبد القادر
    ولك الشكر جزيلا لهذا الطرح الراقي ، واسمح لي أن أقول:
    وهل استمدت القواعد إلا من النصوص وتقرِّيها
    بل هل نشأ النحو أول ما نشأ إلا في حضن النص القرآني لغرضين جليلين
    الحفاظ عليه من اللحن
    والكشف عن معنيه ومراميه
    بل لقد حدد النحاة أنفسهم أن غاية النحو هي:"الاستعانة على فهم معاني الكتاب والسنة ومخاطبة العرب بعضهم لبعض وكلام العرب شعرا ونثرا".
    وأنا أتفق معك في الكثير من طرحك الراقي ،في قولك:
    "ألا يمكن اعتبار الضرورة الشعرية هي الممارسة الحرة الوحيدة التي تتيح للشاعر الخروج من أسر القاعدة بمحاججة معاكسة، و هي استثنائية الإبهار و الادهاش؟؟"
    ولكنني أختلف معك في قولك الوحيدة ، لأن هذه الممارسة الحرة وسعت الشعر والنثر وكلام العرب.
    إن العربي حين قال:"فلان جاءته كتابي"
    لم يخطئه النحاة بل فسروا قوله على انه أراد معنى الرسالة
    ومن هنا أحب أن أقول إن هذه الممارسة الحرة أو ما سماه علماؤنا بأسماء مختلفة تدور حول المعنى ذاته مثل:
    الاتساع
    الترخُّص
    العدول عن الأصل
    التصرف
    وقد لاحظوا انه سمة مهمة من سمات لغتنا العربية فقال أبوحيان التوحيدي في نص كاشف:
    " أن اللغة جاريةٌ على التوسع، كما هي جاريةٌ على التضيق،
    ومن ناحية التضيق فزع إلى التحديد والتشديد،
    ومن ناحية التوسع جري على الاقتدار والاختيار". (الإمتاع والمؤانسة: 875)
    فالتوسع بمعنى المرونة (في سياقاتها الإبداعية ) سمة مهمة من سمات لغتنا الجميلة تمكن المبدع من الاقتدار على العدول عن القاعدة لتحقيق غرض فني ، الاختيار بين بدائل تركيبية عدة فيما يتعلق ببناء الجملة.
    بينما التضييق (في مواضعه العلمية الدقيقة والتشريعية ) ضروري من اجل الدقة والتحديد.
    ثم أحب ان أبين ان النحاة لم ينشغلوا بالقاعدة وحدها بل انشغلوا معها بالنظر النحوي القائم على التذوق
    فقد كان النحاة على بصيرة بالفرق بين النظر النحوي والتقعيد كما يبدو لنا من قول الشيخ الأمير (في حاشيته على شرح شذور الذهب) مناقشا من قال : " لا مدخل للطبع في الأحكام النحوية لا ردا ولا قبولا "
    قائلا :
    " أما قوله لا مدخل للطبع فيه إن أراد لا مدخل في اختراع حكم وأصل إثباته فهذا لم ندَّعه ، وإن أراد لا مدخل له في ترجيح الاحتمالات فلا يسلم ".
    ففرَّق بين إنشاء الحكم النحوي ، وإثباته من جهة ، والترجيح النحوي من جهة أخرى .
    إن الترجيح بين الاحتمالات ينتمي إلى منطقة النظر النحوي ، أما إنشاء الحكم فيخضع لدائرة التقعيد .
    وبالأصل وبالخروج على الأصل يتحقق للغة سمتان
    الثبات الذي يحفظها من الضياع
    والمرونة التي تحفظها من الجمود
    ودمتم في الحوار والجوار بكل الخير والجمال
    محبكم: مصطفى
    ـ أشكر لأساتذتي الكرام استجابتهم لما طرحته من أفكار حتى و إن كان قد أجاب عن بعضها الدكتور الكريم أستاذي مصطفى عراقي
    كما أشكر للأخ أحمد حسن أريحية أفكاره و صبره على العلم ..و ما عهدنا هذا عند الكثير..
    و لكن ليسمح لي الأخوة الأعزاء مرة أخرى بطرح هذه الإشكالية من زاوية ما يمكن للقاعدة أن تلعبه من تنميط في الممارسة الفكرية مما يؤثر على الفهم و يشوش على المعنى و يغلق باب الاجتهاد في هذين العنصرين..
    إن النص يكره الملابسة اللاواعية التي عادة ما تتكئ على عمود تبريري واهٍ لا يقيم الحجة الإبلاغية و لا الحجة البلاغية... و لذلك فهو يكره الشاعر المتكلف الذي يعصر الكلمات عصرا من أجل بناء كلام ضعيف( و لعل هذا ما جعل العرب تقول عن البيت الواهي"هذا بيت ليس فيه ماء"..
    كيف يمكن إذن أن يغيب الماء عن النص المستقيم لغويا(أي النص الذي يحترم القاعدة و لا يتجاوز منظورها الدلالي و حدّها المعياري)؟؟ و كيف يمكن أن يحضر هذا الماء بطريقة ارتوائية متعمدة لتمييع الاستقامة النحوية المعيارية داخل رفاهية الإدهاش الذي يُحدثُهُ "الخطأ من وجهة نظر المقعِّد"، في نسيج النص المحصور داخل البناء الإستاطيقي؟؟
    إشكاليةٌ إبداعيةٌ من أقدم الإشكاليات... و هي لا تُطرح من باب التقعيد النحوي أو الصرفي، و إن كان هذان وجهيها الظاهرين..و هل النحو شكل ظاهر حرامٌ عليه التغيُّرُ لمعنىً داخليٍّ حلالٌ عليه التغيُّرُ..
    كيف يمكننا أن نواجه المدارس الألسنية المعاصرة و هي تحاول أن تتجاوز الفهم السكولاستيكي للظاهرة الإعرابية من خلال تثبيت فعل الذهاب في (محمد ذاهبٌ) في جملة اسمية من المنظور السكولاستيكي(أي جملة اسمية لا تحتوي على فعل بالمعيار النحوي الإعرابي المتفق عليه) و تبرّر ذلك بحضورية فعل الذهاب في (محمد ذاهبٌ) و استمرارية دلالة وقوعه في المعنى، و غيابية فعل الذهاب في (محمدٌ ذَهَبَ) نظرا لانتهاء فعل الذهاب و دخوله في الزمن الماضي، و من ثمة عدم حضوريته، و في( محمد يذهبُ) نظرا لعدم ابتداء فعل الذهاب و عدم دخوله في الزمن الحاضر، و من ثمة عدم حضوريته كذلك..
    و من ثمة هل يمكن أن يكون إدخال (أل التعريف)على الفعل من باب ضمان استمرارية وجود الفعل في المعنى و هل(أل التعريف)المضافة إلى الفعل هي محاولة من الشاعر للتأكيد على حضورية الفعل بالتأكيد على استمرارية دلالته و بقائها في المعنى الذي لا يسعه الإعراب النحوي في هذه الحالة فيقول: اليذهبُ..أي الذي لا تنتهي مُضارعيةُ ذهابِهِ.. وذلك على الرغم من ثقل استعمالها في النسيج اللغوي الذي تعودتْ عليه عموميةُ القاعدة من خلال الممارسة السليقية للغة..
    كيف يمكن إذن أن ننظر إلى ما أصبح يُسمى في ممارسات نحوية و ألسنية أخرى بـ"نحو المعنى" على أساس أنه مجرد ضرورة شعرية أملاها الظرف التاريخي للحظة الكتابة ( و هو ظرف خاص بالشاعر لا بغيره)؟؟؟
    و متى يمكننا أن نتحول بمنظارنا النقدي و التحليلي و التدليلي إن جاز التعبير، إلى فحص ظاهرة " الضرورة الشعرية" فحصا يخرجها من المنطق الاستشهادي القولي إلى منطق الممارسة الفكرية للنحو.. و هل الضرورة الشعرية ما هي في حقيقة الأمر إلا ضرورة فكرية يمارسها الشاعر تحت غطاء الإجازة(يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره)؟؟ و من خوّل للشاعر القيام بما حُرِّم على غيره من القائلين؟؟
    إن الشاعر( و معه الناثر المبدع) عندما يمارس الضرورة الشعرية.. فهو لا يمارسها بمنظار الرجل الذي ضاقت به القوانين النحوية و الصرفية...فراح يعثو فيها فسادا لأنه يعرف مسبقا أن هناك من النحويين من يغفر له خطأه لأنه (حيوان لغويٌّ معذور)، بل إن الشاعر عندما يمارس الضرورة الشعرية فمن منظار مساحة الحرية الإضافية التي تخول له التربع على عرش الممارسة اللغوية و النحوية بطريقة يحسده عليها غيره من النحويين لأنهم سيجدون في ممارسته هذه متنفّساً لهم في الظفر بحجة غائبة عنهم لطالما أرّقت فكرهم بالوصول إلى ما يعتقدون أنه القاعدة المثالية التي لم يكن ينقصها إلا "قول الشاعر".. كما يقول أبو تمام..
    إن الشاعر ابن قوله في حين أن النحاة هم أبناء قول الشاعر.. و مفهوم البنوّة هنا هو أكثر التصاقا بالممارسة الفكرية منه بالممارسة النحوية التبريرية..
    لقد كان أحد أساتذتنا في مادة النحو يقول بخصوص حالة من الحالات الإعرابية للواو ( و هي حالات فكرية قبل أن تتجسد في صورتها الإعرابية) بأنها ليست واو عطفٍ أو غيرها مما لا يسعني ذكرهُ، و إنما هي واو دفْعٍ.. و على الرغم من أن النحاة لم يذكروا إعرابا كهذا لواو أستاذنا الكريم، إلا أنه كان يبرر إعراب واوِه بقوله إنها حرف دفعٍ لأنها تدفع ما بعدها إلى الدخول في المعنى المراد تحقيقه.. و يستشهد في ذلك بـ(و ادفعْ)..و كنا نتساءل ما إذا كان فعل الدفع هو الذي أملى على أستاذنا هذا النوع من الإعراب.. و من ثمة تصبح واو (و ادخل) واوَ دخولٍ و هكذا...أم أن أستاذنا الكريم قد أمعن النظر في حركية الحرف داخل نسيج الكلام فوجدها متعددة الأوجه كثيرة الحالات مما لم يخطر ببال النحويين القدامى فخطر بباله أن ثمة حالات لم ينتبه لها النحويون القدامى..
    و إذا جاز للعلماء الأجلاء المختصين في علم التفسير المستوفين لشروطه أن يفسروا القرآن الكريم وفق مقتضيات العصر دون أن يمس ذلك بمحكمه و متشابهه مما هم حريصون على الحفاظ عليه(و كلام الله محفوظ من قبل و من بعد)، فكيف لا يمكن للنحاة المختصين في علم اللغة العارفين بأسرارها المستوفين لشروط إعرابها ألا يعربوا لغتهم وفق المستجدات التي طرأت على العصر دون أن يغيروا من النصوص و بنياتها الأساسية قيد أنملة؟؟؟
    و هذا لا يعني أن اللغة هي التي ستتغير في جوهرها المقدس الذي تنبني عليه كل لغة (و خاصة لغة القرآن الكريم) من خلال تغير إعرابها..و إنما الذي بإمكانه أن يتغير هو طريقة فهمنا للتبرير النحوي و اعتباره تبريرا فكريا (أي ممارسة فكرية) تعتمد الإقناع و المحاججة بما فيها أحقية المعنى الجديد و المستجد بأخذ مكان يليق بما أتى به في مجمل النص التقعيدي.. أم أن باب الاجتهاد في هذا المجال قد أغلق هو الآخر بغلق ابن مالك لألفيته لا يضيف لها بيتا أو مثقال بيت...
    و هذا لعمري ما أصبح غائبا في تعاملنا الراهن مع اللغة و ضروراتها..
    و لذلك فإنني أعتقد اعتقادا جازما أن الضرورة الشعرية هي في حقيقة الأمر ضرورة فكرية يمارسها الشاعر خاصةً، مرة تحت الغطاء النحوي و مرة أخرى تحت الغطاء الموسيقي ليؤكد للنحويين و غيرهم أنه هوَ الذي صنع القاعدة و هو الذي بإمكانه أن يغيّرها... و ما للخليل (بالمفهوم المجرد للكلمة)إلا فضل الاكتشاف...

  5. #35
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    السلام عليكم أستاذيّ الكريمين..
    أستميحكم العذر في التنحي والابتعاد لفترة والمتابعة من بعيد نظراً لظروف قد تمتد وقد تقصر..
    دكتور مصطفى..
    أنا طرحت الكثير من التساؤلات، وقد يكون لأسلوبي في الطرح لم أجد منكم رداً ولا مناقشة لها..
    أرجوك أبلغني الغاية من طرحها..
    في كلمة "بيكا" أنا لم أقصد النحت ولكن نوعا من البدلية النفسية التي وجدت لها مكانا في الضمائر..
    وما أقصده كسؤال عام: متى يحق لنا أن نؤسس إبداعاً نحويا جديدا تقتضيه ظروفنا النفسية والعصرية الحالية..
    أحبكما
    وأسألكم الدعاء..

  6. #36
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.53

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى بطحيش مشاهدة المشاركة
    جميلة مناقشاتكم
    ورائع منهجمكم ... د.مصطفى عراقي .... احمد حسن محمد .... رابحي عبد القادر ... الجميع
    لكم الود والتقدير

    =====


    أخانا الفاضل وشاعرنا القدير :

    الأكثر روعة وجمالا هو هذا الحضور الكريم
    والتشجيع الصادق

    والود الصافي
    والتقدير المُسعِد


    بارك الله فيك يا أخانا الحبيب
    وجزاك عنا خير الجزاء

    ودمت وأسرة الواحة الزاهرة بكل الخير والسعادة

  7. #37
    الصورة الرمزية مجذوب العيد المشراوي شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2004
    المشاركات : 4,730
    المواضيع : 234
    الردود : 4730
    المعدل اليومي : 0.66

    افتراضي

    ما زلنا هنا ..

    أقول تحرّى النحاة الضرورات الموجودة في شعر السابقين ولخصوها في العشرة وأسأل ألا يوجد أكثر من ذلك علما أن الضرورة كانت عند العربي مرتبطة بالجانب النفسي عنده أي أن اللفظة لا بد أت تبقى مهما كان الأمر ..
    تقريا الضرورة بحث َ عنها في أكثر شعر العرب ووجدت ْ ثم أجيزت أليس هكذا ..؟
    مثلها مثل ما فعل الخليل إذ بحث عن طريقة قول الشعر عندالعرب واكتشف بعد جمع أكثر الشعر ال15 بحرا ..
    هنا معضلة في الضرورة ...هل أصبحت قاعدة ؟ ولكن الضرورة ذات دلالة نفسية أفلا يحق لنا ضرورات أخرآ أم أن باب الضرورات أوصد وأوصد معه كل أبعاد الشعراء الجدد النفسية ؟

  8. #38
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.53

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم أستاذيّ الكريمين..
    أستميحكم العذر في التنحي والابتعاد لفترة والمتابعة من بعيد نظراً لظروف قد تمتد وقد تقصر..
    دكتور مصطفى..
    أنا طرحت الكثير من التساؤلات، وقد يكون لأسلوبي في الطرح لم أجد منكم رداً ولا مناقشة لها..
    أرجوك أبلغني الغاية من طرحها..
    في كلمة "بيكا" أنا لم أقصد النحت ولكن نوعا من البدلية النفسية التي وجدت لها مكانا في الضمائر..
    وما أقصده كسؤال عام: متى يحق لنا أن نؤسس إبداعاً نحويا جديدا تقتضيه ظروفنا النفسية والعصرية الحالية..
    أحبكما
    وأسألكم الدعاء..
    ====
    ابننا النابه
    ونحن نتظرك داعين الله أن تكون باطيب بال وأسعد حال
    اما عن تساؤلاتك الجميلة فأنا أحاول الإجابة هنها تباعا سؤالا سؤالا لامرين
    الأول : حكم السن
    الثاني: حتى لااطيل الكلام فينسي بعضه بعضا
    وأما عن "بيكا" فمادمت جمعت ( بك وبي ) معا ، فلا يكون هذا إلا نحتا ، ثم هو على ما أخبرتك نحت غير سديد عندي لأنه جار على "بي" وصار كانه " بيك" في العامية الدارجة ،
    وكذلك لو عكست ترتيبها فكيف ستصير.
    ومن جمال النحت أن يكون متوازنا،
    كما في العنوان البديع، لرواية : "يوميات سعيد أبي النحس المتشائل" للروائي القدير "إميل حبيبي"
    فانظر كيف نحت كلمة المتشائل من كلمتين في كلمة واحدة دالة كاشفة. برغم أنها جديدة مبتكرة ، ولكنها حملت من كل كلمة ما عبر عنها.
    فاختصر" المتفائل " و" المتشائم" في كلمة واحدة. معبرة عن الاثنتين معا ، وهذا باب جميل من أبواب الإبداع الصرفي.
    أما إذا كنت أردتها من البدلية فكان عليك الفصل بينهما لنعرف البدل من المبدل منه بوصفهما وظيفتين إحداهما تابعة للأخرى، مثل :
    الصفة والموصوف ، والتأكيد والمؤكَّد....
    هذا إذا أردت بالبدل الوظيفة النحوية
    أما إذا كنت تريد الاستبدال اللغوي فهو أيضا قائم على الفصل
    حتى يقوم القارئ بعملية الإبدال والإحلال. على التناوب. وهذا ما لم يتحقق هنا بمزج الضميرين.
    والله أعلم
    وأما عن سؤالك العام فأعيد الإجابة
    مرة أخرى
    بأنه يحق لنا بل يجب علينا أن نؤسس إبداعاً نحويا جديدا تقتضيه ظروفنا النفسية والعصرية الحالية..
    ولكن بشرطين مهمين
    الأول : ألا نخرق أصلا ، يخرج الكلام من دائرة اللغة العربية الواسعة.
    والثاني: ألا يؤدي إلى لبس شديد، لا يستبين معه المعنى فيؤدي ذلك إلى الانغلاق.
    وقد عبر عن ذلك عالمنا الجليل ابن جني في حديثه عن " شجاعة العربية"
    فقال: اعلم أن معظم ذلك إنما هو الحذف، والزيادة، والتقديم، والتأخير، والحمل على المعنى، والتحريف، و قد حذفت العرب الجملة، والمفرد، والحرف، والحركة. وليس شيء من ذلك إلا عن دليل عليه. وإلا كان فيه ضرب من تكليف علم الغيب في معرفته.
    ولن يشفع للشاعر أو الناثر حينئذ أن يقول إن المعنى في بطنه!
    وقد عبر علماء اللغة المعاصرين ( فيما يتصل بالتزام الشرط الأول ) "منذ دوسيسير" عن هذه المسألة بالتفرقة بين اللغة والكلام
    فاللغة ثابتة، والكلام متصرف، وهو مناط الإبداع .
    ويشبهون ذلك للتقريب بلعبة الشطرنج
    فالإبداع في اللعب مكفول ومطلوب ومن هنا يتفاوت اللاعبون تفاوتا كبيرا ، ولكن بشرط عدم تغيير القواعد الأصلية.

    ودمت والإخوة الكرام جميعا بنعمة من الله وفضل

  9. #39
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.53

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مجذوب العيد المشراوي مشاهدة المشاركة
    ما زلنا هنا ..
    أقول تحرّى النحاة الضرورات الموجودة في شعر السابقين ولخصوها في العشرة وأسأل ألا يوجد أكثر من ذلك علما أن الضرورة كانت عند العربي مرتبطة بالجانب النفسي عنده أي أن اللفظة لا بد أت تبقى مهما كان الأمر ..
    تقريا الضرورة بحث َ عنها في أكثر شعر العرب ووجدت ْ ثم أجيزت أليس هكذا ..؟
    مثلها مثل ما فعل الخليل إذ بحث عن طريقة قول الشعر عندالعرب واكتشف بعد جمع أكثر الشعر ال15 بحرا ..
    هنا معضلة في الضرورة ...هل أصبحت قاعدة ؟ ولكن الضرورة ذات دلالة نفسية أفلا يحق لنا ضرورات أخرآ أم أن باب الضرورات أوصد وأوصد معه كل أبعاد الشعراء الجدد النفسية ؟
    =========
    بلى يا شاعرنا المبدع (المنوَّر المكان بحضورك الزاهي) يوجد أكثر من هذا العدد .
    يقول صاحب كتاب كشف المشكل في النحو: "واما كم الضرورات فنيف وأربعون ضرورة".
    وهو عدد غير منحصر ، وقابل للزيادة بدليل اختلاف العلماء في حصرها
    وأما هذه الضرورات العشر التي جمعها الزمخشري رحمه الله فهي أكثرها شيوعا وقبولا
    ورغم أهمية التفسير النفسي لإيثار الشاعر ضرورة ما فلا أراه يستغرق الضرورات جميعا، لأن منها ما يضطر إليه الشاعر إذا كان ضعيفا اضرارا ومنها ما يؤثره الشاعر القدير إيثارا رغبة في الإبداع و الابتكار.
    و قد التفت إلى هذا حازم القرطاجني التفاتة عبقرية حين قال:
    " وكأن الشاعر قد عدل عن الأشهر إلى الأخفى إما اضطرارا إلى ذلك ، أو قصدا إلى الافتنان في معاني الكلام والاتساع في مذاهبه
    فمن عادتهم أن يتلاعبوا بالكلام على وجوهٍ من الصحة"
    . منهاج البلغاء: 181
    أرأيت يا أخي الكريم مدى ما تحمل العبارة من تفهم للإبداع والافتنان
    وأما فيما يتعلق بإشارتك الجميلة إلى البحور ، فقد كان علماؤنا الأجلاء على وعي بهذه القضية ، وقد نص الزمخشري على أن :
    "مَنْ تعاطى التصنيف في العروض، من أهل هذا المذهب، فليس غرضه الذي يؤمّه أن يحصر الأوزان التي إذا بُني الشعر على غيرها لم يكن شعراً عربيّاً، وأنَّ ما يرجع إلى حديث الوزن مقصور على هذه البحور الستةَ عشرَ لا يتجاوزها..
    إنما الغرض حصر الأوزان التي قالت العرب عليها أشعارهَا. فليس تجاوز مقولاتها بمحظور في القياس، على ما ذكرت".
    القسطاس في العروض: (المقدمة)
    وهذا دليل على انحياز علمائنا إلى الإبداع نحوا وعروضا
    ودمتم بكل الخير

  10. #40
    الصورة الرمزية عبد القادر رابحي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 1,735
    المواضيع : 44
    الردود : 1735
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    تحية إلى الاستاذين الفاضلين د/مصطفى عراقى
    و الاستاذ أحمد حسن محمد
    و الاستاذ مجدوب مشراوي ..

    تمنيت لو أن الحوار الشيق الممتع تواصل
    بل أريد بإذن الله أن يتواصل


    اتمنى لأخينا أحمد حسن غيابا ممتعا..و عودة ميمونة مباركة..
    و أتمنى من أستاذنا الكبير ألا يبخل علينا بهذا الفيض من المعرفة التي نحتاجها جميعا..

    و إلى قريب..
    أيها الأحباء..

    عبد القادر

صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أول من وضع النحو للغة العربية
    بواسطة عادل العاني في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 26-01-2018, 08:36 PM
  2. البدائل و مراتبها / الحاجة والضرورة
    بواسطة سعد عطية الساعدي في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-08-2017, 08:49 AM
  3. د.جمال صقر : النحو وعلم النحو (ومثلهما العروض)
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-07-2011, 12:23 PM
  4. باركوا لأخيكم القلم الباكي تعيينه متابعاً لدوحة النحو والنقد والعروض
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى أَخْبَارٌ وَإعْلانَاتٌ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 15-07-2003, 08:52 PM
  5. الاعراب خارج نطاق النحو والصرف
    بواسطة لاجيء فلسطيني في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-01-2003, 05:48 AM