|
عذراً تجاوزنا الحدود بأرضكـم |
فلتعذرونـا أيـهـا الحكـمـاء |
كم أخطأت أطفالنـا فـي حقكـم |
أهل الرضيـع لجيشكـم أعـداء |
غرقت قذائـف حقدكـم بدمائنـا |
العفـو للـدم أيـهـا العـقـلاء |
مطر الجحيـم جزاؤنـا وزوارقٌ |
للمـوت حيـن تفجـر الشهـداء |
وتفجرت ثارت لبـؤس حياتكـم |
وتزلزلـت فـي متنهـا الأنبـاء |
عـذراً لأنـا واقفـون بوجهكـم |
فجميع أعـراب الزمـان نسـاء |
قدمت ومن خلف الحدود مواكـبٌ |
فرسانهـا وسيوفهـا فصـحـاء |
عرش العروبة والبطانـة كلهـا |
فـي ظلهـا تتسابـق الشعـراء |
جاؤوا جميعاً فاغفـروا زلاتهـم |
فبغير قصـدٍ تسقـط الأخطـاء |
زعمت وقائع عربنا _في مجدها_ |
تأتـي البشائـر كلهـن ضيـاء |
تزهو وفي برق السيوف تفاخـرٌ |
تاقـت لمثـل بهائـه العظمـاء |
ياليت كل النـاس تعـرف أنكـم |
مجـدٌ وذخـرٌ بلسـمٌ وشـفـاء |
عظمـت قبائلنـا بذبـح قلوبنـا |
والذبـح فينـا منـةٌ وسـخـاء |
يا من أعدتم للعروبـة طهرهـا |
إنـا لحسـن دفاعكـم سـعـداء |
جلـت مصائبنـا فجـن كلامنـا |
ورجال عربك يا هـدى صمـاء |
واحرقني مـاذا أقـول بحقـه ؟ |
ألـمٌ وحـزن كـلـه ودمــاء |
وطني الذبيـح تفرقـت أشـلاؤه |
في كـل شبـرٍ دمعـةٌ وعـزاء |
في كل شبرٍ ألف ألـف ضحيـة |
لا ذنـب إلا أنـهـم ضعـفـاء |
كثرت أقاويل العروبـة واختفـت |
أفعالهـا ورجالـهـا الخلـفـاء |
قانـا الجريحـة قتلـت أطفالهـا |
يـا ويلكـم أقلوبكـم ســوداء |
كـل العروبـة طفلـة بعيوننـا |
لكـن هنـا أطفالنـا زعـمـاء |
باعتك يا وطني العروبـة |
كلهـا لا تعجبـن فطبعهـم كـرمـاء |
باعـوك بالثمـن القليـل كأنمـا |
أبـداً لنـا مـا باركتـك سمـاء |
باعتك وابتاعوا المذلـة |
موطنـاً فتكـوا بنـا وكأننـا غـربـاء |
هل هذه القـدس التـي تحمونـها |
ما بـال كـل ثيابهـا حمـراء؟ |
كانت تنوح لقتلكـم يـا ويحكـم |
وتخـال أن رجالكـم شـرفـاء |
هم يا شريفـة غائبـون كميـت |
من أيـن يأتـي للفقيـد لقـاء؟ |
مات الجميع ولم يعـد أحـدٌ لنـا |
وكأن أصـل دمائنـا صحـراء |
يا أيها القلـب الشقـي ألا تعـي |
أن العروبـة لوحـة جــرداء |
لا لـون فيهـا لا حيـاة بظلهـا |
كـل الحقيقـة مـرةٌ جـوفـاء |
أمّـا الذيـن تعاهـدوا بدمائهـم |
فالموت في عرش الجهـاد بقـاء |
أسد العروبة في الجنوب عرينـه |
وبأرض غـزة حربنـا شعـواء |
ستزول رغـم أنوفكـم مأساتنـا |
ويجول منا الطفل كيـف يشـاء |