بسم الله الرحمن الرحيم
بين تردد وإحجام ، وطي ورقة البوح ، وحديث يسري بين الفكرة والخيال ، أحجمت مرارا عن كشف ما يختلج في طي سجل بياني حول ماذا أقدم من نثيرة ، أو جملا تعبر بلمحة نقد عما شد الأسماع طربا حينا ، وتناغما مع إيحاءات د عراقي حول رؤيته القرائية لأدب د سلطان ، وبين هذا التردد ، وتلك النتائج آثرت القول في نهاية طواف الحديث بكلمة واحدة هي : جميل . ، أو حسن ، ولكن ، كيف يتقبل مني بعد كل هذا الزخم المتواصل من بلاغة ناقد ، ورؤية بنظرة محب ، كلمة عرجاء تتكئ على عكازة الصمت ؟؟!!
كان القلم رفيقي مد لي ساعد المناجاة ، وأطلق جناح الفكر يرفرف في ملكوت الأدب ، سالبا مني كل تباين بين قول وصمت يطبق على شفاه الحيرة بملاقط من عتب ، تجلت كلمات بعد فكرة بدأتها :
بالاستماع للدراسة ، أو القراءة الأولية ـ كما قالها الأديب الناقد د عراقي ـ لآدب الكانب د سلطان الحريري من قبل الدكتور الناقد الأدبي د عراقي ، ومن باب تلخيص لا إطناب فيه رأيت بعد تسلل نور الرؤية من خلال منافذ القراءة المشرعة على كل جهات الاتصال بوجدان الناقد والكاتب ، أن الانبهار بأدب الكاتب ، ــ ولست أجهل قدره ـ ولغته وفكره ، وأدبه نتاج مشاعر وعاطفة صدق تجلت في كل نثيرة وقافية ، واستقصاء من الناقد لما وراء تجليات الروح في لغة الصورة ، ركب الناقد سفينة الإبحار هياما بما سمع وقرأ ، يرمي شباك صيد نظرته في أعماق مفردات الكاتب والهدف تحقيق شمولية الفكرة ، وصولا لبلورة القراءة مختصرة عوالم الأديب في فقرات لخصت في كلمة هي (الإبداع ) .
ومن خلال استماعي لما نثره د عراقي وجدت أنه ربط بصورة البارع المتمكن بخيوط من نور بين كافة موضوعات الأديب الكاتب لتصبح قلادة من ددر البيان على جيد حسناء ، تمثيلا اقرب للفصيح من التخمين ، وركز على استحضار مفردات خاصة لدى الكاتن الأديب وهي البحر واللغة ، وما يتبع كل منهما من توابع اشتقاقية ، تاركا عشرات المفردات المميزة لقلم الأديب ، غاية هي المرجوة من بحثه أو قراءته ليصل عبرها إلى فضاءات فكر وشعور ، وعاطفة الكاتب ، فالبحر حاضر في كل موضوع ، وكذلك لغة الضاد ، ولكن د عراقي لم يسبح عكس تيار القراءة بل تمكن وبضربة معلم كما يقال أن يستحضر عوالم الأديب ضمن هاتين المفردتين ، وصل من خلالهما إلى أمل منشود وهو مصداقية الكلمة بين الناقد ن والكاتب بموضوعية متجردا عن ذاتية النصوص إلا من تأثر بحب لا يمكن إخفاؤه ، ومن خلال القصد حملنا الناقد لحقيقة وهي : انطلاق الكاتب من شعور يعيشه ويلح عليه بتولد الفكرة إلى لاشعورية الحالة حيث التجربة تنطلق في ملكوت الفصاحة بأجنحة عواطف تخفق في قواميس البيان .
فالبحر أمل لمن أنكرت جغرافية التوزيع هيامه بشواطئ لم تطأها حروف قلمه إلا خيالا ، فهو حلم ، يبث من خلال رماله المتحركة تحت أنات قلمه كل لواعج النفس من عشق وخيال ، يضع الأديب فيه أسراره ، وكيف لا ؟ وأديبنا قد عاش زمنا لا يرى البحر إلا من شاشة مسطحة أو محدبة ، باهتة لا روح فيها فيخلع عليها قلمه أمواج روحه ، وهواجس مركبته المبحرة في عالم آخر ، ليبدو البحر شيخا حليما ، شابا جميل المحيا ، ناضرة سواحله كبسمة شمس ، وفجأة يجد الأديب قلمه وفكره ، وعاطفته على شواطئ بلد آخر وصلها حاملا على كواهل روحه غربة عن وطن ، وأرض وتاريخ ميلاد ، وملاعب طفولة ، بحر عبر من خلال أمنايته إلى كل خفقة مد ، وتأوه جزر ، وضربة مجداف ، تتلاطم مشاعره مع سواحل الغربة ، فتكون موسيقا إبداع ترسم على لوحة الترنم حروف وجدان ، ويرفع الأديب سارية العاطفة خيال إبداع يشق بها عنان الحواس إلى عوالم سرية حينا ، ومخفية ظنا عن أعين النقاد . عشقا يتشح بلباس المشاعر يمتد عبر محيطات الحلم ، ناقلا على مركبة البوح سرا كل حمولة شعوره وعاطفته .
وأما اللغة فلها موضع الشرف في نظرة مقدسة لها عند أديبنا فهي صفحة خلود ، وهوية قلم ، وفي مخيلة الأديب تمثل نفسه وغربته وأدبه وفكره ، يكتبها وتكتبه ، يغازلها ببنان الوجد ، فتنقل له المشاعر على صفحة حب ، تنهال عليه من كل باب معجم ما يليق بفكرته ، مزون طهر تعشق تربة الكلم ، ينثر عسجد البلاغة بعد صياغتها في حنيايا روحه ، شذرات ، تكاد تلمح فيها خفقات قلبه ، إنها لغة تقابله بمزايا الاتساع ، وكأنها ، وأكاد أجزم بتلاحم القلم والمعاجم الخاصة به بعلاقة مشيمية ، أمشاجها الحب ، ومهادها الغرام بها ، هي علاقة ترابط للوصول إلى درجة الحلولية ، والنتيجة هي عشق لها ،
وقد آثرت لغته أن تمنحه كل سعادة الحروف ، ليصوغ روحا غير مجسدة رسائل من نور تليق بمن يحب بيانا .
فطرية الانسياب تتسامى عن محسوسات غاية .
لقد وضع الناقد د عراقي كل هذه الخطوط تحت قراءة في أدب د سلطان بتفرد لغة ، وتميز ، لمس الجرح ، من فتحات استنشاق عطر الحروف ، وأتى منطقة اللاشعور لدى الأديب ليكشف عنها غطاءها .... بشعور ناقد محب .
لكن كيف لأديب مثل د سلطان أن يخفي مشاعره وقد الفته السطور ؟؟ !! وتناقلت الألسن كل خفقة جناح ، وهذا ما أكد للناقد رؤية العاطفة من وراء حجاب ظني أسدله الأديب ، لتكون نظرة الناقد عراقي أبرع في كشف الحقيقة بعد استنطاق اللاشعور لدى لوحات فن الأديب .
وهنا تتتسم براعة أديبنا في نقلنا إلى حيث مدارات نجوم الأدب يضع هنالك أسراره يطلقها نفحات حب ، وكيف لا ؟ وأمامه أصبحت مئة بل يزيد من حواجز أعراف ، وموانع ، وإشارات تنبيه ،وتحذير ، إنه ذو نظرة تطبع على ذاكرة الحب رمز علامة أحذروا التقليد ....هي الحروف .
وبفك رموزها نجده قد سئم الموانع ، وتجاوز ترهات الاختصار يلتجئ للبحر مرة أخرى يحط رحال قلمه ( على شاطئ البحر أتشكل طفلا ) .
لقد أفصح د عراقي عن كل ما تقدم بنظرة ناقد .
وأنا وأنت وانتما بقينا في خانة الترقب
وأكملنا الأنات بكلمات شكر
ــــــــ
محمد