حين تثور الإنسانية في داخلنا على ما نراه اليوم من صور مآسينا، يصرخ الفؤاد، ويدمى القلب أمام العجز الفردي ليستحيل التحكم فيما نملكه من حروف جاءت لتعبر عن رفضنا لواقع مرير طالت أيامه السوداء، وامتد سوادها لتعتم أعز ما نؤمن به : رحمة من الله تلهمنا الصواب في مواجهة ما نراه اليوم من دمار في الخلق والفكر والبنيان، ليكبر ويكبر بحجم ابتعادنا عن ديننا السوي الذي لم يترك شيء إلا ونص عليه في كل صفحة من كتاب كريم نضعه اليوم بين أيدينا وتشخص فيه أعيننا لكن لا تفقهه بصائرنا..
يا عبّاد الدنيا
لم لا تفهمون.. أنكم لن تخدروننا بجاهكم، إماراتكم أو ملكياتكم ؟
مهلا.. أنتم لن تتملكوا الدنيا !!!
بكراسيكم، مناصبكم، امتيازاتكم، سلطتكم، قنوات إعلامكم وشياطينكم، وبالبترول يعبق من قمصانكم، من عباءاتكم؛ وبسياراتكم تطرحونها على أرجل عشيقاتكم من كل نوع.. وبلا عدد.
أيا عبّاد انفعالاتكم، وصرعى أهواءكم، ومتناسيي مصائركم، متى تحسنون تصرفاتكم ؟؟
لم صارت النساء كل هواياتكم ؟؟ تكدسونهن بالعشرات فوق فراش لذاتكم، وتعرضونهن دمى في أروقة كواليسكم !!
متى تكفون عن شراء ولاء وزرائكم، وتخدير عروق جنودكم، وتدشين نفوس عملائكم، ورشوة جيوب شيوخكم، وصناعة عقول شعوبكم، وبيع كرامة الأرض لأسيادكم ؟؟
متى تشبعون من الدسم المنزلق من بطونكم، ورائحة الموت المنبعثة من ضمائركم ؟؟
أفلا تسمعون دعاء المظلومون، ودموع الأبرياء في زنزاناتكم وتحت أرض قصوركم ومحمياتكم، وصراخ المقهورون من سياساتكم ؟؟
أفلا تعقلون؟؟ أيام الدنيا قصيرة بنا وبكم ولكل واحد منا أجل هو بالغه رغم أحكامكم !!
هذه فرق التتار ترصدتنا وأعدت دلائل تدين أمننا، واشترت أحكام عقوبات ضدنا حتى استحكمت وثاقها على خيرات أراضينا، وسلبت الكثير من كرامة نسائنا، ومثلت برجولة رجالنا جراء ذنوبنا وصمتنا وفرقتنا وطمعكم وتعاونكم !!
وهؤلاء الأحزاب والجماعات المسممة قلوبهم تآمروا للنهش فيما خلفه استبدادكم، فتخيروا شعوبا دمرها ولاء الطاعة لكم، وهدتها الضرائب وقسوة العيش تحت ظل سلطتكم، ويئست من رؤية نتائج وعودكم، فبرمجوها حسب ما نصت عليه مخططاتهم ليوجهوا ما تبقى من عمران البلاد وأجساد العباد عرضة لإظهار عضلاتهم.
وقد كشرت الأيام عن أنيابهم، وصار زعماءهم يتبارزون بالكلام الفصيح وفتاوى منطقهم. وشحن بعضهم صواريخ نووية أمام وجه من يعارضهم.
فتبا لهم وتبا لكم..
ولطالما تسترتم على ما تفعله أيدي المقاومة كما تتسرون اليوم على ما يحصل بأرض العراق السليبة من انتصارات لم تحققوها طوال مدة حكمكم الكئيبة !!
وشباب في عمر الزهور كان بؤس الفقر من نصيبهم، وقلة الوعي سببا لجهلهم، استعملتموهم تعبئة وقود لدس فتنة الإرهاب بين طبقات مجتمعاتكم لتشمع الكراسي الحكومية، وتوزّع بين ذويكم ورفاق سهراتكم !!
ألا تُدركون أن غد العز رهن بصحوتنا وصحوتكم كيما نحس نحن طعم الانتماء وأنتم تعمّرون مناصب الأشباح، وتنهضون عن كراسي طالما اشتكت من ثقلكم، وتخلصون القول والعمل لوجه الله خالقنا وخالقكم !!
والأجدر لنا ولكم اتقاء وقفة يوم عظيم لتتركوا لنا حق اختيار حكام حق يخافون الله فينا وفي أمثالكم، وحق الالتفاف حول علماء دين ثقاة ومفكرين أباة يصلحون لنا غدا عربيا مسلما أفسده جهلنا وعفن أفكاركم..