|
دعِ الشعر يبكي ما جنى الخافقُ الغمْرُ |
فليس له صبرٌ و ليس لنا صبْرُ |
هو العشقُ يا صحبي هو العشق و الهوى |
جنون النوى شطرٌ و حلوُ الهوى شطرُ |
دهاكَ فلا تدري أفي العيش لذّةٌ |
ترامُ و تبغى أم هو الموتُ و القبرُ؟ |
تقلّبَ قلبي فوق جمرٍ على الجوى |
و هيّجَ دمعَ الحرف و المقلةِ الهجرُ |
فكانَ على خدّ المواجع حرقةً |
كما في خدود الحزن بلّلها الشعرُ |
يضاعفُها مع جفوة الخلق كلّهم |
صدودٌ من الدنيا و كسرٌ و لا جبرُ |
و إمعانُ ذات الخال في البينِ و النوى |
و عسرٌ على عسرٍ يسيّرهُ عسْرُ |
في صاحبي و الشعرُ عندي مواجعٌ |
تفيضُ هي الفلكُُ الخضمُّ هي البحرُ |
ألا قمْ و عاقرني المدامَ فإنها |
زوالٌ لهمّ المرئ إن شفّه الدهرُ |
يميلُ بعقل المرئ عن كلّ فارغٍ |
و بالقلبِ عن جهد المكابدةِ السُكْرُ |
شفاءٌ دواءٌ ليس فيها سفاهةٌ |
هي العقلُ في كأسٍ هي العلمُ و الفكرُ |
تميتُ هموماً ثمّ تحيي سعادةً |
لها عملٌ في كلّ نفسٍ هو السحرُ |
صفيْراءُ شمطاءٌ من الشامِ كرمُها |
يغازلُها عصرٌ و يتبعُه عصرُ |
لها في مسام الروح بيتٌ و مأمنٌ |
فلا قلقٌ يأتي عليها و لا ذُعرُ |
هي الصاحبُ العونُ الصديقُ مؤزّرٌ |
و إن كثُرَ الأصحابُ عندي و هم كُثْرُ |
وجدتُ نفاق المرئ أسوأَ فعلِه |
يبيتُ على عِشٍّ و في صدره مَكرُ |
يريكَ أموراً و هو يخفي نقيضها |
يُبطَنُ ثوبَ الخير في حشوه الشرُّ |
على وجههِ الإيمانُ و النورُ ساطعٌ |
و في جوفهِ يجري إلى قلبه الكُفرُ |
تَداعى به الأخلاقُ و هي ضعيفةٌ |
و قلبٌ فراغٌ من محاسنه قفرُ |
خبرْتُ من الدهر الظلومِ صروفَهُ |
فأوّلُهُ مرٌّ و آخرُهُ مُرُّ |
فللحزنِ مرعى في قضاهُ و مرتعٌ |
و للفرحِ في أحكامه الذبحُ و النحرُ |
ألم ترَ أنّ النور ضاعَ سبيّةً |
و أعقبهُ ليلٌ بهيمٌ و لا بدرُ |
كأنّ قلوبَ الناسِ غصنٌ تهزّهُ |
رياحٌ و يكسرهُ التهالكُ و النخْرُ |
وقفتُ على الأطلال أطلال أمتي |
أسائلُ أحجاراً و ليس لها خُبْرُ |
ذئابٌ تذبّحُ عزّة الأسْدِ خسّةً |
و ليسَ يُرى إلاّ التذلّلُ و القهرُ |
ففي أختِ هارون الرشيد تفرّقت |
بيارقُهم و استذأبَ السود ُ و الشُقْرُ |
و شاعٌ بها قتلٌ و شاعت مذابحٌ |
فليس لها عدٌّ و ليس لها حصرُ |
و فاضت دماءُ القوم فيضاً غزيرةً |
و روّى جديبَ الأرض من بحرها غَمْرُ |
سيوفٌ على ضرب العباد قويّةٌ |
و لكن على ضرب العدوّ بها فقرُ |
و كلّ وضيعٍ في العراق مبجّلٌ |
و كلُّ شريفٍ ثائرٍ ضمّهُ الأسرُ |
على المالكيّ الجُعْل خزيٌ و لعنةٌ |
فإنّ به خبثاَ و ليس به خيرُ |
يُضلّلُ أبناءَ العراق عن الهدى |
و يفتنهم فتناً و في يده الأمرُ |
دعيٌّ و في بيد الضلالة راتعٌ |
كما الناقة الجرباء تلسعُها النِّبْرُ |
يجاهدُ أن يجري على الأُسْدِ حُكمَهُ |
و هل يحكمُ الأُسْدَ المدرّبةَ الفأرُ |
ضياغمُ ترمي الموتَ سهما على العدى |
لهم عند أمريكا و ما معها وِترُ |
لهم فوق رأس الكفر سيفٌ مصلّتٌ |
و عسكرُهم في كلّ نازلةٍ مَجْرُ |
أًًًًًصاحِ وقوفا في فلسطين إذ غدا |
يُدنّسُ فيها العرضُ و العزُّ و الطُهْرُ |
تُهدّمُ أمجادٌ على الفخر شُيّدت |
و يضربُ في أصل(التواريخ) الحفرُ |
لقد أفسدت صهيونُ في الأرض خلقَها |
و هم قلّةٌ في رأس عُصبتهم ثورُ |
لعمري لقد طالت و طالت رقابهم |
فليس لها إلا الصياقلُ و السُمْرُ |
تدورُ عليهم بالسوف و بالقنا |
أكفُّ خميسٍ (ملءَ حيزومه غِمرُ) |
تدقُّ رقابا آن قطفُ ثمارها |
بلامعةٍ حمراءَ شيمتُها البترُ |
على نسلِ صهيونٍ تدارُ كؤوسُها |
فليس لهم من بعد غدرهمُ عُذرُ |
هو القتلُ مجدٌ في اليهود و واجبٌ |
و فخرٌ عظيمٌ لا ينازعُهُ فخرُ |
لَنصبرُ حتّى يقضيَ اللهُ أمرَهُ |
فيضربهم ضربا يتمُّ به النصرُ |
فنعلو و نعلو للنجوم بنصرنا |
و يعقبُ ليلَ الظلم و الذلّة الفجرُ |