أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 18

الموضوع: اتجاهات

  1. #1
    الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    الدولة : مصر
    المشاركات : 198
    المواضيع : 15
    الردود : 198
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي اتجاهات

    طرقت الباب طرقات خفيفة.. لم يجب أحد.. بعد قليل اضطررت إلى استخدام المفتاح للدخول.. تسللت بهدوء إلى الداخل.. تبينت على الأضواء القادمة عبر النافذة سريرين متجاورين على أحدهما كانت امرأة تغط غطيطا منتظما هادئا لا أعرف لها شكلا ولا اسما سوى أنها طالبة جاءت من السويد لتحصل مثلى على درجة الدكتوراة فى طب البدائل هنا فى الصين, ولأنى كنت آخر الوافدين فى هذه البعثة فلم يكن هناك مكان للإقامة إلا مع هذه الفتاة ولأن الأمر كان معقدا فلم أجد بد من ذلك وخصوصا أن المسئول الصينى عن البعثة لم يأت للانتقال بنا إلى مقر الجامعة الذي يبعد عن العاصمة أكثر من أربعمائة كيلو متر ولا يعرف أحد فى إدارة الفندق متى سيصل كما أنه لا يوجد غرف غير المقررة للبعثة وليس لى حرية الحركة فى بلد مثل الصين كما أنهم أخذوا جواز السفر حتى يسلموه لمسئول البعثة, هكذا وجدت نفسى فجأة وبلا مقدمات أقيم فى غرفة صغيرة مع امرأة أوروبية يفصل بينى وبينها متر واحد فقط هى كل المسافة بين السريرين برغم كل المسافات الكبيرة التى تضعنى وإياها على أقصى الطرفين فى كل شئ بداء من الدين ومرورا بالعادات والتقاليد والمفهوم العام للحريات وانتهاء بالفوضى الجنسية التى ترفضها حتى الحيوانات, هكذا قبلت مجبرا شئ لم أتصور حدوثه فضلا عن استحالة موافقتى عليه ولكن هل يسوقنا القدر أحيانا لفعل غير الواجب لتحقيق الواجب؟.
    تحركت بهدوء قاتل واتجهت بحقيبتى إلى الحمام وتأكدت من إغلاقه تماما خلفى وبدأت فى استبدال ملابسى, عندما أويت إلى فراشى رحت أتلو كل الأدعية والرقى والتعاويذ التى أحفظها متذكرا وجه أمى وزوجتى وابنتى الصغيرة كأنى أختبئ خلف حصن منيع يحمينى من المكروه حتى أننى نويت من الغد أن أنتظم فى الصلاة صحيح أننى لم أصل منذ فترة طويلة غير أننى أتذكر أننى كنت أصلى أيام الامتحانات وفى رمضان وكان الله يوفقنى دائما.
    استيقظت حواسى كلها قبل أن أتحرك من مكانى فتحت عينا واحدة لأرى من خلال فتحة صغيرة تحت الغطاء حركة بجوارى وإذا بحواسى كلها تتجمد وكأنى أرى تمثالا من الشمع الأبيض لامرأة عارية... نعم كانت الفتاة تقف عارية كما ولدتها أمها وبحركة رشيقة تحركت إلى الحمام حلم هذا أم علم؟ بعد قليل خرجت فأغمضت عينى بسرعة وأنا أتلو كل تعاويذى التى أحفظها ارتدت ملابسها و تحركت نحو الباب متوجهة للخارج, لبثت ساكنا كما أنا لم أتحرك حتى حركة واحدة خوفا من عودة مفاجئة لها لشئ نسيته وبعد مدة لا أدرى قدرها تحركت بحقيبتى إلى الحمام متأكدا من إغلاقه خلفى.
    عرفت من إدارة الفندق أن مسئول البعثة قد اتصل يعتذر عن تأخره لظروف قاهرة واسقط فى يدى, أجاب موظف الاستقبال بالنفى عندما سألته عن أى من المبتعثين يرغب فى استبدال مكانه فى الغرفة وأكد أنه لم يتلق أى طلب كهذا فطلبت منه اعلامى إن كان أحد يريد استبدال الأماكن فوعدنى بذلك, ظللت بعدها جالسا لا أفعل شيئا تقريبا, فكرت فى التجول فى شوارع العاصمة ولكنى خفت أن أضل طريق العودة.
    عندما عدت فى المساء لم تكن زميلتى فى الغرفة قد وصلت بعد, تأكدت أن حقيبتى كما هى لم يفتحها أحد تطلعت إلى مكان زميلتى فوجدت حقيبتها موضوعة على سريرها ومفتوحة تعجبت قليلا ثم تناولت حقيبتى ودخلت بها إلى الحمام اغتسلت وارتديت ملابسى وقفت أمام المرآة لأرى وجهى ظلت عيناى معلقة بعيناى فى المرآة كأنى أرى وجه رجل آخر ثم ابتسمت وحملت حقيبتى استعدادا للخروج غير أنى سمعت حركة فى الغرفة فتجمدت... ماذا أفعل ؟ على أن أخرج سريعا قبل أن تبدأ فى تغيير ملابسها... هل أتنحنح ؟ ... هل أطرق الباب قبل أن أخرج عليها ؟ ... هل تظن نفسك فى قريتك؟ ... وقفت حائرا... فلأحدث صوتا حتى تعرف على الأقل أننى هنا... وقبل أن أفعل شيئا كانت هى تطرق على الباب,... يعجز المرء أحيانا أن يصف شيئا جميلا يراه أنا فعلا أعجز عن وصف هذا الجمال فضلا عن ابتسامتها الرائعة التى قابلتنى بها... هاى أحمد.. قالتها بعفوية جميلة كأنها تغنيها , قلت: مرحبا وأنا أرد بابتسامة مقتضبة , قالت وهى تتراجع للخلف: عرفت اسمك من سجل الغرف أنا ليزا كنت أود أن أراك منذ الصباح غير أننى انطلقت فى شوارع العاصمة لأتعرف على أشياء كثيرة قرأتها فى الكتب تعرف أنا مولعة بالشرق أنت عربى أليس كذلك ؟ اجتهدت أن أسيطر على انفعالات وجهى أمام هذه المولعة بالشرق وقلت: نعم... قالت وهى تتهيأ لدخول الحمام سعدت بلقاءك ثم نظرت إلى و ضحكت وانصرفت, الحقيقة أننى لم أتمالك نفسى من الضحك عندما تطلعت لنفسى فى المرآة فوجدتنى خارجا من الحمام بلباس النوم حاملا فى يدى حقيبة سفرى.
    تذكرت الصلاة فأخرجت السجادة بسرعة وضعتها على الأرض ورفعت يدى لتكبيرة الإحرام فاكتشفت أننى لا أعرف اتجاه القبلة وقفت حائرا.. الوقت يمر وسوف تخرج وتراك وأنت تصلى... تصلى ؟ ولكن أى فرض ستصليه وأنت لم تصل اليوم مطلقا... سأصلى الصبح... ولكن كيف تصلى الصبح بالليل ؟ فلتكن العشاء ... ولكن هناك مشكلة... العشاء أربع ركعات و ستأخذ وقتا طويلا.. حسنا سأصلى ركعتين فقط... سنة.. سنة أى فرض ؟ ليس سنة بل قضاء حاجة.
    سألت نفسى وأنا أقرأ الفاتحة هل توضأت للصلاة؟ كدت أخرج من الصلاة لأصرخ ولكنى تسمرت فى مكانى لأن ليزا خرجت هذه اللحظة ويبدو أنها اندهشت من وقفتى فنادت على.. فلما لم أجب سحبت كرسيا وجلست قبالتى لترى ماذا أفعل وقبل أن يعترينى الخجل من وقفتى هذه قلت فلأظهر لهذه المتحررة المولعة بالشرق أن الشرقيين يفخرون بدينهم... ووقفت خاشعا متبتلا فى الصلاة حتى كادت دموعى أن تنزل وكنت أستغفر الله فى نفسى لأنى لم أصل أى صلاة اليوم ولا أعرف اتجاه القبلة فضلا عن صلاتى بغير وضؤ... كانت فقط حجتى أننى أظهر تمسكى واعتزازى بدينى.
    سألتني ليزا بعدها بفضول شديد عن هذه الرياضة التى أمارسها بهذا الخشوع واستكمالا لمسألة التمسك بالدين أخذت أحدثها عن الصلاة عند المسلمين وعن الصلة المباشرة بين العبد وربه ولذة المناجاة والقرب من الله, كانت ليزا تستمع إلى بإعجاب شديد جعلها تسأل أسئلة كثيرة وكلما أجبتها تلتمع عينيها اندهاشا ورغبة فى المزيد وأزداد إعجابا بنفسى وبانتصارى الساحق على هذه الفتاة الأوروبية, ظلت تحاورنى أكثر من ساعتين وتفرعت مواضيع النقاش إلى وضع المرأة فى الإسلام والحريات التى أعطاها الدين لها وتعددت أسئلتها صحيح أننى لست فقيها ولكنى ملما بمعلومات كثيرة فى الدين من كثرة قراءاتى بالإضافة إلى اتقانى الإنجليزية, كان أكثر مالفت انتباهى نهمها الشديد للمعرفة وأسئلتها الدقيقة.
    كان وجه ليزا الجميل جمال الزهرة المغسول بندى الصباح البكر يحتل المساحة الكبرى من تفكيرى عندما أويت إلى فراشى, لم أستطع أن أمنع نفسى من التفكير فيها حاولت تلاوة الرقى والتعاويذ لم أستطع ووجدت من نفسى تكاسلا عن فعل ذلك.
    استيقظت هذا الصباح آملا أن أدرك ليزا قبل أن تبدل ملابسها رفعت الغطاء عن وجهى بشكل مفاجئ وعفوى حتى لا تشعر بشئ كانت المفاجأة لم أجدها...
    نادانى موظف الاستقبال ليخبرنى أن أحد الطلبة يريد استبدال مكانه مع أحد يرغب فى ذلك قلت له لاداعى لذلك وخرجت إلى الشارع آملا فى أن أرى ليزا فقد سيطرت تماما على مشاعرى تجولت فى الشوارع القريبة من الفندق لأشاهد محلات الملابس والمأكولات كان الوقت يمر بطيئا مملا حتى انقضى النهار بصعوبة بالغة وفى المساء قالت ليزا: برغم أن اليوم كان حافلا فقد زرت عدد من المتاحف الرائعة إلا أن حديثك بالأمس ظل معى طوال الليل حتى أننى لم أستطع النوم إلا فترات متقطعة وظل يلاحقنى طول النهار وأود أن أستكمله معك اليوم إن لم تمانع.. سعدت وزهوت فى نفسى وقلت لا مانع قالت بقليل من التردد: أريد أن أراك وأنت تصلى , وقبل أن أرد استطردت: أنت لا تعرف ماذا فعل بى مشهدك وأنت تصلى.
    امتلأت بالغيظ وأنا أتوضأ فأنا لم أصل طوال النهار ولا أدرى أى صلاة سأصليها الآن... أصرت على أن تشاهد الوضوء.. كانت سعيدة جدا كأنها تشاهد حدثا فريدا... خشعت وتبتلت ودمعت عيونى.. ولما انتهيت من الصلاة كانت دموع ليزا تغطى وجهها قالت وقد شعرت باندهاشى: أنا فعلا لا أدرى لماذا أبكى؟ أشعر عندما أراك تصلى أنك تشاهدنى من واحة كبيرة من الأمان وأنا سائرة وحدى فى طريق موحش لاهدف لى ولا طريق ... أرجو تقبل اعتذارى, ثم خفضت رأسها كأنها تريد شيئا تخجل من طلبه ثم قالت: أريد أتوضأ وأقف مثلك للصلاة أرجوك أريد أن أخوض هذه التجربة, لم تدع لى فرصة للرد كانت قد سبقتنى للحمام ووقفت لتتعلم كيف تتوضأ وجلست بعدها أكثر من ساعة لأعلمها الفاتحة والركوع والسجود أما مشهدها عندما وقفت للصلاة فقد كان مذهلا , كان جسدها يرتعش وهى تقرأ الفاتحة ثم صار ينتفض وهى راكعة وفى السجود ظلت تبكى وتنتحب ولم تكمل الصلاة.
    مر أكثر من ساعة والصمت يلف المكان حتى هدأت تماما ثم قالت: أريد أن أعرف المزيد والمزيد لا تتوقف قل لى ما تعرفه, هذه الليلة ظلت تلاحقنى بالأسئلة وتطرح الشبهات التى تسمعها عن الإسلام وأنا لا أدرى من أين جئت بكل هذه المعلومات عن دينى.
    كان واضحا عندما أوينا كل إلى فراشه أننا لم نستطع النوم كنت أشعر شعورا غامضا لا أفهمه ,ماذا حدث لى؟ هل أحببتها؟ لماذا الآن لا أرها تمثالا من الشمع؟ لماذا لا أستطيع تلاوة مأثوراتى؟ لماذا أشعر أننى شخص آخر غير الذى كان بالأمس؟ هل أنهار بهذه السرعة أمام هذه المرأة؟ ظل وجهها الجميل يطارد مشاعرى ولمسة يدها عندما كنت أعلمها كيف تقف للصلاة تدغدغ أعصابى ورائحة الماء على جسدها بعد وضوئها تسكرنى ولما وضعت غطاء الرأس عليها كدت أحوطها بذراعى واقبلها لم أستطع النوم هذه الليلة أبدا أما هى فقد تقلبت كثيرا فى فراشها وكانت تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة كأنها غارقة فى رؤى وخيالات ليلية.
    استيقظت قبلها هذا اليوم وجلست أحتسى كوبا من الشاى متطلعا من النافذة إلى الشوارع آملا أن تستيقظ بعدى كنت أريد أن أرى تمثال الشمع الأبيض نابضا بالحياة, بعد قليل استيقظت ليزا... حيتنى بابتسامة شاحبة وعيون أضناها الأرق وقفت قليلا كأنها تفكر فى شئ ما ثم تناولت حقيبتها واتجهت إلى الحمام.
    تجولت اليوم فى الشوارع بغير هدى وبداخلى آلاف الأسئلة بلا إجابة, سرت مسافة طويلة دخلت إحدى الحدائق لأستريح قليلا, فوجئت بليزا جالسة ساهمة مفكرة اقتربت منها كان وجهها حزينا ألقيت عليها التحية أشرق وجهها بالفرح عندما رأتنى انتفضت واقفة وأمسكت بيدى وأجلستنى بجانبها واقتربت منى وهمست متسائلة: ماذا فعلت بى أأنت ساحر؟ دق قلبى بعنف انعقد لسانى فاقتربت أكثر وقالت: هل تعرف أنك وسيم جدا وعيناك دافئة... هل أنت متزوج؟ لم أعد أحتمل هذه المفاجأة مالذى يحدث؟ آه الآن عرفت سر أرقها بالأمس ابتسمت ببلاهة وغيرت الموضوع سريعا قائلا: سأقص لك كل شئ فى حينه قولى أنت مالذى أجلسك هنا ألم تذهبى اليوم لبقية المتاحف؟ قالت: نعم انتويت ذلك فعلا ولم استطع كنت أفكر فيك وفى الأقدار التى جمعتنا, قلت: هل تؤمنين بالقدر؟ وضعت رأسها على كتفى وقالت بعدما رأيتك أمنت بالقدر خيره وشره أليس هذا ما قلته بالأمس عن الإيمان بالقدر؟ كنت أود ألا تنتهى جلستنا فى الحديقة ولا أن ترفع رأسها من على كتفى غير أنها قامت فجأة وقالت: هل عرفت أن مسئول البعثة سيصل صباح الغد؟ قلت: لم أعرف بعد, قالت: ما رأيك أن نحتفل الليلة سويا فإنى أعد لك مفاجأة كبيرة.
    ترى أى مفاجأة كبيرة تعدها لى؟ هل ستركع عند قدمى وتعترف لى بحبها؟ آه لو حدث سأرفعها وأقبل يديها و.... لا .لا... مستحيل.ذلك فعلا... مستحيل .. ولم لا أفعله؟ مالذى سيحدث هى ليلة بعدها سنفترق فى الدراسة إلى مكانين مختلفين كما قالت, وما أدراك أنها ستفعل ذلك, أنا متأكد, وظللت بقية النهار أستعيد كلماتها عن وسامتى ودفء عيونى وسحر الشرق واستراحة رأسها على كتفى عاتبت نفسى لأننى لم أستغل الفرصة وأحوطها بذراعى.. كنت ممزقا... هل أترك لنفسى العنان بعدما تأكدت من حبها لى أم أتمسك بالمعانى الجميلة التى لم أتوقف عن الحديث عنها فى اليومين الماضيين, لماذا أتمسك بها؟ الآن وأنا لم أتمسك بها إلا قليلا.
    وضعت المفتاح فى الباب مباشرة دون أن أطرقه كان مغلقا من الداخل طرقت الباب فجاءنى صوتها من الداخل أن أنتظر قليلا خفق قلبى ترى هل ترتدى قميص النوم أم فستان السهرة شعرت أن الدماء صعدت إلى رأسى مندفعة لمجرد تخيلى لهذا الجمال الذى سيصبح ملكى بعد قليل, سمعت خطواتها تقترب من الباب وقلبى يكاد يتوقف من الخفقان وما إن فتحت باب الغرفة حتى كاد قلبى يتوقف من المفاجأة جحظت عيناى اندهاشا فقد كانت ليزا ترتدى ثوبا كاسيا كل أجزاء جسدها وعلى رأسها وضعت غطاء أبيض أرخى على جمال وجهها وقارا جميلا, أخرجتنى من صمتى قائلة: هل ستظل طول الليل واقفا هكذا.
    عزيزى أحمد....
    تمر هذه الليلة على كل عام فأعتبرها ميلادى الحقيقى وأعد لها احتفالا خاصا لا أدعو إليه أحد ولكنى أملؤها بالذكر والدعاء والشكر واليوم تمر عشر سنوات على هذه الليلة والتى أتذكرها كأنها وقعت بالأمس بكل تفاصيلها صحيح أننى أرسل لك رسالة سنوية فى نفس الموعد ولكن هذه السنة لها مذاق خاص فقد أتم الله نعمته على وأسلم أبى وكذلك أمى بالإضافة إلى أغلب أقربائى وأصدقائى لقد بذلت مجهودا خرافيا في دعوتهم وأعلم أن الله الرحيم سيتقبل منى هذا العمل الذى أقدمه له وحده عن طيب خاطر.
    هل تعلم يا عزيزى كم أفادني هذا العمل؟ لقد اجتهدت حتى أكون قدوة فى أقوالى و تصرفاتى لا تظن أنني أبالغ إذا قلت أنك كنت معلمي الأول الذى رأيت من أخلاقة واحترامه لي كإنسان فقط دون غرض آخر ماجعلنى ألتفت لهذا الدين, مازالت وقفتك الخاشعة في الصلاة ماثلة أمام عيني كم كنت رائعا يا أحمد وأنت تعلمنى الدين بالقول والفعل.
    تصور أنني تذكرت شيئا اليوم أضحكنى كثيرا عندما كنت أتذكر هذه الأيام الرائعة في الصين وهى أن اتجاهك للقبلة لم يكن صحيحا ربما اختلطت الاتجاهات عليك وقتها وأظنك لو عدت اليوم إلى الصين سيكون تحديد الوجهة سهلا.
    أبلغك تحيات زوجي وولدي أحمد وابنتي عائشة.
    الأحباب ليسوا سوى قنابل موقوتة للحزن والفرح فهل من الحكمة أن نزرعهم فى الحنايا

  2. #2
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    الأخ الفاضل الأديب / عصام عبد الحميد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بدأت قصتك مباشرة ودن مقدمة وهذ احدى سمات القصص الجيدة
    قصة متقنة ، وبرغم طولها الواضح إلا انها لم تشعرنا بالملل
    يتعرض البعض منا لمثل الاختبارات في الحياة ، وقليل فقط هم من ينجحون فيها.
    التمسك بالدين لم يق صاحبه فقط شر الزلل بل كان خير مثال للتعرف بالإسلام
    الصحيح لمن يجهله وسط هذا الخضم الهائل من التصرفات غير المسؤولة للبعض
    ممن ينتمون للإسلام ، بالإضافة طبعاً إلى موجات التشكيك والعداء لهذا الدين الحنيف.
    اعجبتني جداً نهاية القصة ، وخاصة انها جاءت على لسانها ؛ وكأنها تعبر عن المضمون ككل .
    أشكرك جداً على هذا العمل المتقن الهادف .
    تقبل تقديري واحترامي .
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    العزي عصام..
    اهلا بك في الواحة الخضراء..

    جاء النص مؤثثا للنبض المضمر و بناء التميز ضمن صيرورة النسق لسردي للقصة علما بانها ضرورة تشييد تعتمد دلالات الاسقاط على واقعية مركبة .


    لاننا لاتستطيع ان نرتفع بتاملاتنا فوق اعمالنا ولانملك ان ننحدر بتصرفاتنا الى ادنى من خيباتنا.

    أ ليس الدين كل ما في الحياة من الاعمال والتاملات..وان حياتكم اليومية هي هيكلكم وهي ديانتكم.


    هذه بعض التأملات..

    نصك رسالة هادفة ونفحة ايمانية واضحة..

    اعجبني تناسق الاحداث وتسلسلها والنهاية جاءت قوة اضافية للنص.


    محبتي لك
    جوتيار

  4. #4
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي

      الأخ عصام
      تحيتي إليك
      أرحب بك وبهذا النص القصصي الأول لك هنا ،
      أسوب ممتع في السرد ، رغم التفاصيل الكثيرة التي لم أر لها أي تأثير سلبي على القصة ، وإن كنت أرى أن هناك بعض الحشو الذي ستكون القصة أجمل لو تخلصت منه.
      تناول القصة لهذا الموضوع سيق بطريقة مقنعة وصادقة ، فطلابنا ومبتعثينا للخارج يواجهون مواقف غريبة لم يألفوها في بلادنا هنا ، فمنهم من يجتازها بنجاح ومنهم من يكتب بتهوره وجهله وبقايا كبته نهاية مستقبله و صك إعدام مبادئه ، واتفاقية انحرافه عن دينه .
      تضمنت القصة في سياق السرد إشارات واضحة أحيانا وموحية أحيانا أخرى للصراع بين الثقافات ، إلا أن الكاتب وفق بأن جعلها تمر دون أن تدع مجالا لسوء تصور قد يحدث لدى البعض.
      أما النهاية فشكلت نقلة جميلة من البطل الراوي إلى المرأة التي كانت بؤرة الحدث ، فأصبحت تمسك بزمام القص ، مع مرور سلس غير محسوس للزمن وهذا ما شدني إعجابا ، ويجعلني أتمنى على الأخ عصام أن يدقق نصه جيدا قبل النشر ، لأنه احتوى على بعض الأخطاءاللغوية التي قد يعود بعضها للسرعة ربما مثال : ظلت عيناي معلقة بعيناي __ بعينيْ وغير ذلك
      حبذا لو استبدلت علامات الوقف بالنقط ، ووضعت حيث يحتاجها السرد.
      تقبل احترامي ويعطيك العافية.
      "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"

    • #5
      الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
      تاريخ التسجيل : Apr 2007
      الدولة : مصر
      المشاركات : 198
      المواضيع : 15
      الردود : 198
      المعدل اليومي : 0.03

      افتراضي

      الأستاذ الفاضل حسام القاضى
      سعدت جدا بمرورك على قصتى اتجاهات..
      والحقيقة استاذى أننى مهموم منذ فترة طويلة بتقديم أدب له رؤية... بعيد عن مسارب الغموض... والألوان التى تجهد القارئ... أحاول أن أقدم مجموعة من الرؤى لواقعنا المرير أبعد ذهن القارئ عن الغموض والطلاسم حتى تصل فكرتى إليه ببساطة عميقة... واسأل الله أن يوفقنى لذلك

      قراءتك للقصة وتقييمك لها ترك أثارا من السعادة لاتوصف
      شكر الله لك

    • #6
      الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
      تاريخ التسجيل : Apr 2007
      الدولة : مصر
      المشاركات : 198
      المواضيع : 15
      الردود : 198
      المعدل اليومي : 0.03

      افتراضي

      العزيز جوتيار
      الشكر الجزيل لمرورك وتعليقك... الذى يدفعنى لممارسة هذه الحالة الاستثنائية من الكتابة... الكتابة بهدف... واضح ومحدد ومصوب نحو آلامنا...

      أشكر لك قراءتك ومحبتك...

    • #7
      الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
      تاريخ التسجيل : Apr 2007
      الدولة : مصر
      المشاركات : 198
      المواضيع : 15
      الردود : 198
      المعدل اليومي : 0.03

      افتراضي

      الأخت الكريمة حنان الأغا...
      هذه هى القصة الثانية لى فى منتداكم الجميل الولى كانت بعنوان أرملة وهذا رابطها
      https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=22190

      أتمنى لو مررت عليها

      لاشك أن هناك اخطاء وخاصة النحوية منها وأتمنى أن أجد لها حلا قريبا

      تقبلى امتنانى لمرورك حنان.. وشكرا

    • #8
      الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
      تاريخ التسجيل : May 2006
      الدولة : موطن الحزن والفقد
      المشاركات : 9,734
      المواضيع : 296
      الردود : 9734
      المعدل اليومي : 1.48

      افتراضي

      الأخ الفاضل / عصام عبد الحميد .

      السلام عليك ورحمة لله وبركاته .

      قاص متمكن لك أسلوبك الشيق والهادف ، تناقش أمر اجتماعية بأسلوب جميل عارضا كل أوجه الموضوع بتناقضاته وإيجابياته وسلبياته من خلال حواريات رائعة ..
      أعجبتني نهاية القصة ، فقد جاءت مفاجئة وجميلة .

      اسمح لي بالبقاء على ضفاف حرفك .
      تحيتي وتقديري .
      //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

    • #9
      الصورة الرمزية عصام عبد الحميد قلم مشارك
      تاريخ التسجيل : Apr 2007
      الدولة : مصر
      المشاركات : 198
      المواضيع : 15
      الردود : 198
      المعدل اليومي : 0.03

      افتراضي

      الأخت وفاء شوكت
      جزيل الشكر والامتنان على مرورك البديع وأتمنى أن أكون عند حسن الظن دائما
      قراءة تدفعنى للمزيد من الإبداع
      أشكرك إلى مالانهاية

    • #10
      الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
      تاريخ التسجيل : Jul 2005
      الدولة : نبض الكون
      العمر : 57
      المشاركات : 12,545
      المواضيع : 378
      الردود : 12545
      المعدل اليومي : 1.83

      افتراضي

      القاص يمتلك روح ادبية جميلة

      سطوره كانت اشبه بكتابة المذكرات ىمنها الى فن القصة

      اجاد الاديب في سحبنا من طاولة الملل واجبرنا على السباحة في فضاءاته .. وهذه نقطة تحسب له


      اعتراضي ينصب في جوهر الفكرة ذاتها
      فالقاص رسم من المخيالية التي تقبع في رؤؤس اغلب المسلمين رسم لوحة رمزية مدهشة ولكنها في ذات الوقت مسيئة للواقع
      د

      الحق اقول

      ان الذين اسلموا حينما رأوا شخص ما يصلي ويبكي خاشعا ً في صلاته ... ليس كمثل الذي بحثوا وبالغوا في التمحيص والتدقيق حتى عثروا على متون منهاجنا القيمي المهيمن

      وعندك خبر المئات من عباقرة الغرب واقرأ لو شئت عن آخرهم البرفسور جفري لانغ الباحث في الرياضيات


      دعني اصارحك

      الطبيب الذي يهتم بالمرضى لااعتبره طبيبا ً حاذقا ً مالن ينتبه لفن اسمى هو

      طب الاصحاء

      المرضى في الكون قلة والاغلب الاعم فيه هم لايعانون من المرض

      مابال قصصط الراقي لايهتم بالاغلب ... طبعا انا اقول هذ1ا الكلام لاستفز ذائقتك الادبية لتكتب لنا من سحر قلمك المدهش الكثير عن هؤلاء

      اخي الحبيب


      فتش وسترى ... واكتب لنا


      ومحبتي لك وافرة
      الإنسان : موقف

    صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. اتجاهات الشعرإبان الحروب الصليبية-المستشار الأدبي: حسين الهنداوي
      بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 16-07-2016, 05:32 PM
    2. اتجاهات الشعر في عصر الانحدار-المستشار الأدبي: حسين عليالهنداوي
      بواسطة حسين علي الهنداوي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 16-07-2016, 05:29 PM
    3. اتجاهات نقد النص الشعري
      بواسطة مُنتظر السوادي في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 29-04-2013, 03:10 AM
    4. اتجاهات الشعر العربي المعاصر
      بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ الأَدَبِيَّةُ واللغَوِيَّةُ
      مشاركات: 6
      آخر مشاركة: 15-08-2011, 04:31 AM
    5. اتجاهات تطوير الثقافة العربية لدعم التميز في الإدارة
      بواسطة عطية العمري في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 27-12-2007, 09:24 AM