(المسافةُ الفاصلةُ بينَ الميلادِ والنزع الأخيرِ هيَ ذاتُها بينَ النفسيْنِ ! )
إهْداء : إلى الذاتِ التي سأصيرُ لها ذات يومٍ مُجرّد ذكرى وكنتُ حُلمها الجميل .
مَخابىءُ الوَجَعِ المَدْسوسِ ذاكِرَةٌ فيها هباءُ الأماني البيضِ مُنتَشِرُ مَفْقوءةُ الضَوْءِ مَصَّ الدّهرُ أنْجُمَها والحالمونَ بِها وقتَ الدُّجى سَكِروا أصابعُ الهمِّ شقّتْ وجهَ أغنيتي كأنما أضرمتْ نيرانَها سَقَرُ أنّى تلفَّتُّ ألقى بعضَ ما نفثتْ باقٍ وينْصبُ من تحديقيَ البَصَرُ ويلفظُ الدَّربُ شجوي كلمّا عصفتْ في صدرهِ الرّيحُ أوأملى لهُ الخَطَرُ يحومُ حولي شواظُ النّارِ في حَنقٍ فأصطلي وبوهمِ العيشِ أعتمرُ وكلمّا انعتقتْ عنْ غيّها وَجَلا نَفْسي أؤوبُ وما تنهانيَ العِبَرُ لم يبقَ إلا شظايا .. فوقها فرحاً أولئكَ القومُ في ليلِ الهوى عَبَروا يُناورُ الموتُ وجها غابَ من زمنٍ معَ المُنى قدْ دَعاهُ للمُنى الوَطَرُ يَمْتصُّ فرْحَتهُ الخرساءَ دون أسىً فيختفي لونُهُ الزاهي ويندثرُ ويُطْفِىءُ النَفَسَ المرّجوَ في عَجَلٍ ويبدأُ العدَّ والأرواحُ تنتظرُ كأنَّ روحي بقعرِ البحرِ ينهشها هَدْرٌ وتعصرُها الأمواجُ والغيرُ يا ليتني وأنا في جَوْفِ سكْرَتهِ يا أمُّ ما كانَ لي يوما هُنا خَبَرُ ضُمّي فؤاديَ عنْدَ البيْنِ واحتسبي فذاكَ ما خطّهُ ما بيننا القَدَرُ وزمِّليني عِناقا يا حبيبةُ إنْ آنَ النّوى ونأى بي عنكمُ السَّـفَرُ تأرجحَ العُمْرُ قُربَ المَوْتِ فانتثرتْ مِنّي الأضالعُ إنَّ الشهقةَ العُمرُ!