|
أَدَمْعكَ سبَّبتهُ الذكرياتُ |
أَمِ المُبكيكَ دجلةُ والفراتُ |
وسكينٌ مشت في عمق نفسي |
أَمِ الدمُ في العراق له قناةُ |
ومازجَ أدْمُعي مِلحٌ وصابٌ |
أمِ الفمُ عوَّدَتهُ التَّجْرُباتُ |
بَكيتكَ يا عراقُ بكا ذبيحٍ |
بخنجرِ أهله طَعَن الغُزاةُ |
بَكيتُكَ والفؤادُ دمى لشعبٍ |
اَبِيٍّ بالأصالةِ لا يُفاتُ |
أتدمى يا عراقُ وفيك تُسبى |
نساءٌ مُسلماتٌ مُحصناتُ |
أتؤكلُ يا عراقُ ولا مُغيثٌ |
وتنهشكَ الكلابُ الجائعاتُ |
ويقضي فيك طفلٌ مات جوعا |
وابطُنُهم ضخامٌ مُتخماتُ |
أيُحسَبُ مسلماً مَنْ بات بطْراً |
وجيرانٌ له في الجوع باتوا |
وتصرخُ طفلةٌ وتئنُّ أمٌّ |
وَتندِبُ حظها بأسىً فتاةُ |
أتُبنى للصليب قُصورُ عارٍ |
وتُهدمُ في العراق المئذناتُ |
فَأرْحِمْ بالذي طلب المنايا |
وتأبى أن تُفارقَهُ الحياةُ |
ووا أسفا على مَُضَرٍ وَطيْءٍ |
رجولتَهم اماتوها وماتوا |
عراقُ لَأنتَ في الاقدام نارٌ |
على عَلَمٍ وشيمتك الثباتُ |
فإنكَ لا تلين لِمُسْتبد ٍّ |
وترفضُ أن يعيثَ بك الطُّغاةُ |
فكم زحفت عليك جيوشُ غزوٍ |
فلاقتها الهزيمةُ والمماتُ |
سَتندمُ يا ابنَ بوشٍ وابنَ شُؤمٍ |
وتخذلك الأماني الكاذباتُ |
فإنَّ الظلمَ مرتعُهُ وخيم ٌ |
وإن الحقَّ مرتعُهُ الحياةُ |
فما دامتْ لأهل الظلمِ ريحٌ |
ولا ضاعتْ لِمظلومٍ شكاةُ |