ألأستاذة الكريمة
اللهم اصلح نيتي ، وقديما قيل لعابد عالم : ما أشق ما عالجت ، قال : " تقلب النيات " .
حين وجهة كلماتي إلى مقامك الكريم ، وإلى الإخوة الأكارم إنما وجهته لأني رأيت حوارا قابلا للأخذو الرد والمجاذبة ، والتبرير والتوضيح والنقاش حتى يعرف كل من يحاور ، ولما كنت حديث عهد بالواحة ، وبهذا الحوار على وجه الخصوص استرعت انتباهي كتاباتك ، وأحسب أن هذه الروضة معنية بالدعوة والفكر الإسلامي ، فظننت أنك غير مسلمة حين قلت : " والامة الوحيدة التي مازالت مقتنعة بأنها على حق و الاخر على باطل" وغيرها من عباراتك ، ولما كنت أعرف الكثير من المفكرين والمثقفين الذي يتعصبون للقومية العربية على الرغم من كونهم من ديانات أخرى ، ظننت أنك منهم ، هذا غاية الأمر ، وعذرا على هذا التبرير الذي لا تحبذينه ..
وأنا حين أطلب منك العفو على هذا الوهم الذي كان مني ، فإنما أطلبه إذعانا للحق الذي ساقني إلى هذا الحوار معك ، ولو أنك عاتبت لكانت لك العتبى أختاه حتى ترضين وتصفحين ، فلست ممن يركب رأسه ، ويستغشي ثيابه إن دارت الدائرة عليه ، ولو أن كل واحد منا أخطأ برر خطأه وذكر السبب الذي أوقعه فيه ، ثم اعتذر اعتذارا مكشوفا ليس فيه مراوغة أو مكابرة ، وسعى لكسب ود أخيه لكان حالنا نحن - المسلمين - غير هذه الحال ..
وجدت بين سطورك غضبا عربيا هو الذي بقي لنا من كرامة هذه الأمة ، فهلا أكرمتني تفضلا بعفو أريحي من نفس عربية كريمة لا ترد سائلا قصدها ...
غفر الله لي ولك ولست بعائد إلى شيء لا يعنيك ومنه التبرير والاعتذار ، وسأسعى جاهدا إلى ما يقربني من الآخرين لا ما ينفرهم والسلام
ألهمك الله الحكمة وفصل الخطاب
ولك الإكبار والتوقير دوما