ابتسامةٌ..وصمتٌ..ثم دمعة..
بين أوقات التمني وفوق أعلى قممها ، رجوتُ الله أن يمنحني سرّ السعادة ، وما كادتْ تصلني حتى ركلها الزمن الغادر بعيداً عن بآبئ عينيّ الّلتان توحدتا في الزحف حول ركام ماضٍ باقٍ يخربش على جدران غربتي..واحتراقاتي فيها.
هنا ، أنا ، وحدي ، تعودتْ أظافري أنْ تقلّم نفسها بنفسها ، وتآلفتْ خصلات شعري مع المرآة ، وصوتي تعوّد على أن يعود كلّما أطلقتْ حِباله لنفسها العنان في الصراخِ..
لا عجب ! .. فهنا لا تُسمعُ الصرخاتُ بلْ تُشعر لو..كانَ هناكَ مَنْ يشعر!.
أعيشُ في ثكنةٍ ومحورٍ تتوحد فيه كلّ أجزائي ، والقمرُ لو جاءَ يرافقني ، راودتهُ السحبُ عن نفسهِ حتى ارتمى في أحضانها البيضاء متوارياً بعينيه عني.
يمّ من الأحزان تغرق فيه أيامي ولا أجدُ إلى اليومِ قارباً يطفو على شواطئ العمرِ الراحلِ بي إلى لا رجعة ، ولا أملاً يسكنُ ضفة أهدابي المتشبعةِ بدموعٍ مالحةٍ لا تروي ولا تطفئ ناراً مشتعلة.
فكرة الرحيل معي ، ترافقني كلما انشقّ عطر الأمل عن صفحات أيامي، لأنني وببساطةٍ يأستُ من رسم ورودٍ لا تحملُ غير اللونِ الباهتِ، سئمتُ من حمل أوزار زمنٍ صار شمّاعة أعلّق عليها بؤس حياتي ، و أحلامي التي أجهضها الواقعُ الأليم..
أحتاجُ لنبضٍ جديدٍ يسعف ما تبقى من أنثىً عاجزة عن الوصولِ إلى أرضِ الوطنِ بثوبِ عرسٍ جديدٍ ، وموكبٍ من الحبّ تغرّدُ له عصافيرُ الصباحِ ، وتغفو على آخرهِ النوارس البيضاء..
أحتاج أن أكوّن أشلائي التي بعثرها الدهرُ هنا وهناك..وأصبحتُ عارية الملامح، تسكنني عورة صوت أرضي وهي تنوحُ..ولا أجد إليها سبيلاً غير دموع بالية.
عذراً فصفحتي اليوم يسودها صمتٌ حزين..وذكرىً أليمة كلّما غابتْ عني..عادتْ لتجدّدَ في داخلي الحنين ، وترسمني حبة مطرٍ غارقة في أرضٍ متصحّرةٍ ، تنتظر سحابة حنانٍ تحتضنها لتستسقي و.. تروي..!
منى الخالدي
23/05/07
.