لا أستطيع أن أصدق أنه سيأتي يوم نفترق فيه, هذه الملامح الحبيبة سيغيبها الثرى, اليد الحنونة التي زرعت بداخلي شتلات ورد بطيبة وحنان غامر ستختفي يوما ما, وتعود ترابا كما كانت. ........
حقيقة نهرب منها جميعا, لكنني اليوم وبكلمة منك فتشت جيدا في كل المعلومات التي جمعتها طيلة حياتي, كي أستنتج أننا فعلا حمقى إذ نتعلق بالسراب ,وننسى الحقيقة. ..........
يؤلمني أن تغيب عني ,وقد أسبقك إلى ذلك المصير المحتوم, أنت نصيب قلبي من الفرح، فإذا ما غبت سكنني حزن عميق لا خلاص منه إلا بالصبر والتصبر, واللجوء إلى من زرع محبتك في قلبي, بأن يمدني بالقوة كي أسلو ولو قليلا عن ذكراك. سأمكث هنا في هذا المحراب داعية لله مخلصة أن لا يحرمني من لقياك.
أعود إلى حماقتي, متذكرة بوجع أن ذلك الجسد الذي يضم روحا من ألطف الأرواح ,وأخفها وأجملها سيرحل, وستحلق الروح بعيدا حيث الحرية.
كيف لقلبي أن يتحمل هذا ؟؟ إلا باللجوء إلى الله خالق الأرواح ومعتقها من عذابات الدنيا والآخرة ؟
يصلني من بعيد صوتك وأنت تضحك، تبدو سعيدا كما عهدتك دائما,ابتسامة عذبة لا تفارق محياك حتى وأنت تصارع المرض. ياالله هذه الأسنان البيضاء الجميلة سيغمرها التراب ! ستكون مرتعا للدود والحشرات ! ارتجفت أوصالي من هول ما ارتسم في ذهني..
صوت ما ينبعث من مكان ما بداخلي يردد :
"هذه الأبدان فقط صورة للأرواح الخفيفة في مهمتها الدنيوية، و متى ما انتهت المهمة تصبح لا قيمة لها, وتعود ترابا كما كانت إلى أن يأذن الله لها ببعث جديد.
سبحان الله العظيم ,ابتعدنا كثيرا عن الحقيقة إذ أحببنا الدنيا ونسينا الآخرة .....
هل تصدق أن الألم اختفى لأنني أدرك الآن - وإن غبت عن ناظري - أن هناك لقاء أبديا أرجو أن يكون في جنات الخلد.
وأنت تبتعد كانت ابتسامة حلوة ترتسم على محياك, إذ أحسست بالطمأنينة مما جال بخاطري........