أمّي الحبيبـة، يا أنـا ..
وها أنذي أكتـب لكِ من جديد - ولن أكُفّ - : كـلّ جمعـة، كلّ لحظـة، بلْ كل نفَــس وأنا أتنفّسُـكِ بين النفَس والآخر، بل حتّى ما بينهمـا، يا قرّة عيني ويا نبضي ويا روحَ حبْري وأملي في اللـه !
تدريـنَ كمْ باتَ البيتُ - بدونكِ - شمعـة منطفئـة، ووردةً لا تصحو إلاّ على ذبـول ! باتَ مُستسلمـاً للصمت الطويل,. للعتْـب، يعتبُ عليّ هذياني بكِ، وقد ظنّ أنْ لا أحدَ يهذي بك غيره ! أكاد برحيلكِ .. أفقد صبري وهدوئي، لولاَ رحمة ربّي لو تعلميـن ! مازلَ مكانُكِ صامتاً يحدٌّق فيّ وفي أبي الحبيب : رفيقِ دربك، ومازالَ قلبي المبتسـم دوماً، يقطـر شوقاً وحزناً في صمتٍ .. !
لك من قلبي سلام بقدْر السماوات والأرض، وشوق بقدرْهما أضعافـاً !
كلّ ليلـةٍ حينَ يطلّ علي ّ القمر، أراكِ مُحمَّلَـةً بالبسماتِ تنثرينهـا في حِجري، وتُخضّبيـنَ بحنّاء الصّبر روحي التي ذوَتْ شوقاً إليكِ ! يا منَ اشتاقت لها أشواقي نفسُهـا، يا أنـا ! لن يحرمني ربّي من إغفاءة أخرى في حضنكِ ذات لقاء قريب,. لنْ يحرمني أرحمُ الراحميـن من ضمّـة صدركِ الحنون يا أنـا، يا صبْري الطويـل !
رحمـكِ ربّي رحماتٍ لا حصرَ لها، وجعل قبرَك روضة من رياض الجنّـة، وجمعني بكِ تحت ظلال عرشـه .
جمعـة مباركـة، دائماً وأبداً يا ربّ العالميـن