لكل حديث لك ايها العزيز الامين الخليل..ومضات..
بعض منها ظاهر للعيان واخرى تحتاج الى وقفات تأملية لانها ان لم تصب صلب الحقيقة تقودنا اليها.
موضوع العصمة شائك مثير، حتى للأنبياء ذاتهم، هذه العصمة هناك ما يجعلنا ان نتأكد بان الانبياء انما كانوا بشرا مثلنا يصيبهم ما يصيبنا من قرح.
والادلة ربما لاتحتاج الى ذكر، فالواقع النبوي اظهر لنا ذلك من خلال مواقف الرسل، سواء السابقون، ام اللاحقون، وحتى خاتمهم، ولأننا لانريد الخوض في البعيد، نقول عن القريب والأخير، بعض ما يمكننا ان ندرك تماما بان العصمة لم تكن بابا لتأليه الرسول انما كان تأكيدا على بشريته، فالعصمة اذا ما نظرنا اليها من وجهة نظر العامة والشائع بين الناس نجدها تعني ان الرسول ليس له أية أخطاء، وهنا كما قلت انت هناك فرق بين الخطأ والباطل، ربما الأصح ان يقولوا انه لم يأتي بباطل وليس بخطأ، لأن الخطأ وارد، وهو يولد من مكنونات النفس الإنسانية، ولنأخذ جانبا من مكنونات هذه النفس، الانفعال مثلا..ربما كان هو احد مسببات الأخطاء والرسول وصلنا عنه مواقف انفعالية كثيرة ، وهذا الانفعال كان سبباً في خلق نظرة ربما هي متأخرة عن ان الرسول لم يكن بعصمته قادرا على تجاوز الخطأ ، لان الانفعال كيف ما كان يولد الخطأ خاصة من إنسان يترصد الصحابة منه كل حركة.
ولننظر مثلا الى حادثة الافك، كيف انها اثرت على الرسول حتى جعلته في نفسه غير مرتاح ومنفعل وصامت من الأمر هذا، بالأخص عندما تأخر الوحي عنه ، قبل ابلاغه بالحقيقة، هذا الانفعال الذاتي الداخلي لديه رأه صحابته، والذي عللوه بأنه كان غضبا ومنفعالا للحق ، ووو...لكن الامر من وجهة نظري كان امرا شخصيا، مس الرسول في خصوصياته، لان الرسول كتكليف يقوم بواجبه المنوط به من قبل السماء، ولكن هناك امور اخرى لاتبت للسماء ولاينتظر منها الامر ليفعلها، وهذا ما يخص حياته اليومية كانسان متزوج ومسؤول عن زوجاته، واظن بأن الامر لايحتاج الى رؤية اعمق والتفاصيل ليكون واضحا..وهذا ليس برهانا على اخطاء الرسول انما هو من باب ان الرسول الكريم كان كغيره من صحابته له عواطفه وخصوصياته التي لابد وان بها يخطئ ويصيب لانها كانت امور خارجة عن ادارة الوحي له.
اذا العصمة بلاشك لاتعني عدم الخطأ، فاذا كان هذا الرسول يخطئ فكيف بالصحابة، لانهم بلاشك، لن يكونوا معصومين، وهذا يعني ايضا بانهم ربما ليسوا بعيدين عن الباطل نفسه، خاصة اذا ما فسرنا الفئة الباغية على ان الأخيرة هذه على باطل، كما ورد على لسان بعض الصحابة انفسهم.
الرسول معصوم لايأتي بالباطل، سلمنا من هذا ، ولكنه يخطئ، الصحابة، ليسوا معصومين، وهذا يعني انهم معرضون بالباطل كما هم معرضون للخطأ، وهذا امر يجب ان يدركه من يقومون بتاليه بعض الصحابة وينزلونهم منزلة الرسل والانبياء وينسبون اليهم بعض الامور اذا كانوا احياء لهدموا بيوت هولاء على رؤسهم.
والقضية الاخرى التي احب الوقوف عندها في هذا الموضوع الشائك، هو قول الحلاوجي: فلا يصح التشبت بالنسب في الامامة ... خصوصا ً منها امامة الدين...!
ربما لهذه الوجهة معاني اخرى اود ان اشير اليها، الحصر في الامامة، او النسب، خاصة امامة الدين، لهذه النقطة ايها العزيز اوجه ودلالات اخرى ربما هي استنباطية لكنها تحتاج الى وقفة عقلية، وليست عاطفية، لان هذا الحصر النسبي لم يأتي بلاشك من فراغ، فهو مستنبط اكيد من مسألة حصر الخلافة في قريش لدى اغلب المذاهب ، وهذا الحصر اولد ردة فعل اخرى لدى بعض الجماعات الاسلامية بخلق مبدأ الامامة النابعة من النسب النبوي،وهذا ما ادى بالتالي الى مسائل وعوارض اخرى ثانوية اصبحت فيما بعد ثوابت شرعية لدى البعض الا وهي الامام معصوم.
أما ما يخص الذرية النبوية فسست اختلف معك في كونها غير هرقلية، انما هي اختيار سماوي والسماء تعلم اين تضع رسالاتها، وهذه الذرية ربما تكون على اختلاف تام مع معالم لادين لان ليس هناك علاقة باختيار الرسل ومسألة خضوع الذرية لتعاليم الدين المبشر به الرسل.
العزيز هكذا نحن نقرأ النصوص، ونراها، ولسنا ناتي ببدعة او امر خارج عن الاطر، لاننا ندرك ما رواه مسلم وابو داود والترمذي عن ذهاب بعض التابعين الى الصحابي عبدالله ابن عمر يسألونه عن مذهب فريق من اهل النظر لايقفون عند ظواهر النصوص القرآنية، وانما هم يبحثون عن غامضه، ويستخرجون خفيه فقالوا له: يا أبا عبدالرحمن، انه قد ظهر قِبَلَنَا(أي في البصرة) ناس يقروءن القرآن ويتقفرون العلم.
أي انهم يتتبعون الغريب، من قعر النصوص وما وراء ظواهر الآيات فلا يقفون عند حدود القراء انما يذهبون مذاهب الحكماء.
دمت بألق
محبتي لك
جوتيار