تثاقلت خطاه .. وهو يقطع المسافة الباقية .. تشده قدماه إلى حيث يريد .. أو لا يريد .. وقف لحظات ليجمع بعض الهواء بصدره .. ودلف إلى القاعة الكبيرة ..
وقف مستنداً على دهشته لحظات ..أين ذهب الجميع .. وأنارت فى عقله المطفأ نقاط من الفهم .. إنه أخطأ اليوم .. أوالميعاد .. ومضى فوق خطواته ..يستحثها على المضى .. وامتدت يده تتلمس هذه الجوامد ملياً .. إنها تمنحه صحة وقوة يحتاجهما .. و ضاعت وحدته منه عندما استعاد ذهنه صياح الرفاق .. وزفراتهم القوية أثناء تدريباتهم هنا ..
صياح ونداءات .. و صرير بعض الآلات .. وعاد مرة أخرى لواقعه .. مبتسماً لإختفاء الجميع من حوله ..
أحس بصدره يتسع ..وهواء الكون يتسابق للدخول إلى رئتيه
مد ذراعيه فى الهواء .. و دار حول نفسه .. لمس وحدته المفقودة بيديه ..واتجه بابتسامته العريضة إلى لعبته المفضلة .. كرة الطاولة .. تناول المضرب الصغير .. و بدأ فى تحريكه فى الهواء بحركات رشيقة طالما انتزعت تصفيق رفاقه ..وتناول الكرة .. و بدأ يلعب ..
و لدهشته الشديدة وجد نفسه فى الجهة المقابلة ..يرد الضربة ببراعة شديدة .. و بدأ فى مباراة غريبة .. يلعب فيها مع خصم شديد الاحتراف .. وتوالت الضربات ..و استمرت طويلاً .. كان يرغب فى الفوز بكل طريقة .. وخصمه لايتهاون لحظة .. وكانت ابتسامته الساخرة بالجهة المقابلة تشعل حماسه .. أحس عمراً كاملاً ينقضى وهو يلعب .. نال منه التعب .. وخصمه يزداد نشاطاً .. و كأنه يمتص منه طاقته
و بدأ السخط يتسلل إليه .. وإنطلق يلعن خصمه ..يتوعده
بل و يكرهه ..و انتبه إلى خصمه يتوقف عن اللعب ..ويعقد ساعديه على صدره .. ويسأله أتكرهنى ..
هزه السؤال
فقذف بالكرة مرة أخيرة .. لتنطلق بلهاء على الارض .. ونظر إلى الخواء من حوله .. بعين أخرى
ولفه سؤال غامض ..
هل أحب وحدتى ؟؟؟