داخل المحراب
شعر / ماجد الرقيبة
فتى الفيروز
( إلى صديق كان معي ، وفارقني .. ! )
سَلا بَارقَ الأزمانِ بَرْقُ سَرَابِها
فغصّتْ لحونُ البينِ خلفَ شِعابها
يطيرُ بساطُ الريحِ حيثُ خيالُها
يطوّفُ قلبينا بسحر قبابِها
يزورُ بليل الحب ليلَ ممالكٍ
مُطَرّزَةِ الأفلاكِ فوقَ هِضَابِها
فَكنْتَ كمَنْ عَنّاهُ صوتُ صَهيلِها
وكنتُ كمن أغراه شؤمُ غرابِها
صَفوْتَ صفاءَ الماءِ ، كنتَ قصيدةً
تضخ بقلبي الروحَ رغم عذابها
تَرُدّ بأوهامي انفلاتَ سنينها
لتورقَ أشجاري بقفر يبابِها
فأيُّ حياةٍ ؟ كي أظلَّ أسيرَها
وعنها كفاني اللهُ شرَّ طِلابِها
تهرَّأَ ليلانا ، وليلى مريضةٌ
بأرضٍ ، سرابُ الزيفِ ملءُ إهابِها
فأسعفَ قلبينا شتاءُ دموعِها
وأذهبَ حزنينا خريفُ كِذابِها
: وقبرٌ على الآمال يحكي بأننا
! صريعا حياةٍ ، لا يُناخُ ببابِها