جواب الأستاذ خشان..
أخي الكريم الأستاذ أحمد الأقطش
شكرا لردك الكريم.
قد يكون في الواقع فرق ما بين الإيقاع وتصوير التفاعيل له. ولكن القول بأنهما أمران مختلفان بل ربما متناقضان شيء آخر يصعب علي فهمه.
كيف ؟
الطويل كما أستنتج أنك تعبر عنه = تتم تم تتم تم تم تتم تم تتم تم تم
والطويل حسب التنعيم = نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا
ومن هنا انطلق الخليل من هذا الإيقاع تحديدا كما تروي كتب العروض
وكل من الصورتين = وتد سبب وتد سبب سبب وتد سبب وتد سبب سبب
= 3 2 3 2 2 3 2 3 2 2 = 3 2 3 4 3 2 3 4
الذي فعله الخليل هو تجميع هذه المقاطع في وحدات أكبر هي التفاعيل.
وأنت إذا نظرت إلى دوائر البحر وجدتها تقوم على المقاطع لا التفاعيل.
إن التفاعيل هي وسيلة إيضاح لفكرة الخليل التي لا بد وأن تكون كلية . وهي بقدر ما سهلت تناول الأوزان بمجموعات أكبر وأقل في كل بحر إلا أنها صرفت الأذهان عن التواصل مع فكرة الخليل الكلية .
يقول الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "
إن تمثيلك للأوزان - دون استنتاجك - هو الرقمي بعينه .
وبهذه المناسبة أكرر رجائي لك بالاطلاع على الرقمي بدءا من نافذة الرابطين التالييين
1- الذي يجمع بين اللحن ( الموسيقى ) والعروض :
2- الذي يتناول التفاعيل وحدودها
إن موقف كل منا من القول " إن الحان العرب سمعية لا قياسية" هو الذي يمثل الفارق بين رؤيتينا
فأنا أراها سمعية وقياسية معا. بل أقول إن القوانين الرياضية الصارمة التي يكشف الرقمي جانبها الأكبر والتي تضبط أوزان الشعر ، هي أشبه ما تكون ببرنامج أودعه الخالق سبحانه وتعالى وجدان العربي فكانت ذائقته للألحان محكومة به.
وكما تعرف فإن الخليل كان عالي الثقافة رياضيا وموسيقيا.
بل إن الإيقاع مثلما هو لحنيّ في الكلام والموسيقى هو بصري كذلك، وليتك تلقي نظرة على الرابط:
وسواء اختلفنا أم اتفقنا فإن طريقة تفكيرك حرية بتفاعلها مع الرقمي أن تقدم الكثير.
والله يرعاك.