أجْمَلْ الَحَيَاةْ
أجْمَل مَافيِ الحَيَاةِ هِيَ السعَادَة الدَّائِمَة والتيِ تَتَدَفقْ دونَ هَوادة إلا لِلَحَظَات مُؤقَتةَ ذَات ظَرْف طَارئ زَائِل لامَحَاله.
وقِلةً مِن القُلوبِ تُتْقن امْتِصَاص رَحيق ِتلْك السَعادة ألسَاحِره.
نَظَرَات شَاطِحة ضَيِّقة المَدى لِرؤية أجْمـَـل الحَيَاة وتَفْسِيرها.
أجْمَل الحَيَاة هِي:.تَحلِيق فيِ سَماءِ السِياحَة، وزيِارة لأجْمَل البُلدَان، وهَجرٌ لأصْفَى الخِلاّن، وتَجَاهُل حَاجَة مَنْ عَانى مِن الحِرْمان.
ولادةٌ متضادة:. انفصال عَنْ السعَادة المؤقتة، وعودة لدوامة ألأحَزان، وافتقاد لِوفاءِ الإنْسَان، فَخسَارةٌ للرّاحةِ والأمان.
أجْمَل الحَيَاة هي:.عناقا لِسَهَرِ اللّيَاليٍ، وأُلفَةً للأيام الخــوالي، تيهٌ في عَالْم الطَيشْ، ولهوٌ في مَسْرَحِ المَلَذَاتْ، ورَغْبَةٌ لِعَــالَمِ الجُنُونْ، وغَرَقٌ فِي بحَرِ التَجَارِبِ.
وِلاَدَةٌ مُتَضَادْة. افتقار لِصَحْة الأبدان، واسْتيطَان لِفيُروس الأوهَام، وتتآكل الرُوح مِن وجَعِ الأحْزَان.
نَظْرَه أخْـــــرَى قْد تَكـــون صَائِبَهأجْمَل الحَيَــاة:.انْدمَاج بِرُوح ألأسْرَه وعِنَاق لأُلْفَة الأهْل، أجْمَل الحَيَاة أن تَتَعَايش مَعْ عاَئِلتَك بِكَامِلْ روُحَك وعُمْق نَفْسَك ، أن تَنْصَهِر بين أفرَاد عَائِلتك انْصَهارا حَقيقياً ، أنْ تَزْرَع البَسمة وتتفيأ السَعَادة الحَقيِقِية ، وأنْ تَجْعَل مأوى عَائِلتَك جَنّةً مِن جَِنان الدنيا ، الأسْرَة هِي أكْمَل وجُوه السَعاَدة المَنْشُودَة والمَفْقُودَة ، مَع إشْرَاقَه الطّفاوةْ ،اجْعَل فِي مَعِيتَها إشْرَاقَه الإبتِسَامه لِتَهنأ بِإفطَار السَعَــادة ، بَينْ مُزاح الأب وضَحكَات الأم ومُشَاكسَة الأخ ورِقْة الأخْت. حَتْماً حِيَنمَا تَذْهَب لِلِعَــمْل تَزْرَعْ فِي طَرِيقَك مُروجاً مِنْ البَهْجَةِ وأكَالِيْل مِنْ السَعَادة وتَنْسَاب إلىَ أعْمَــاقك ذَرَات النَّشّاط والحّيوية. وحِين تَعــود بَعد عَناء الجُهد وكَلالة العَمْل تَتمَاشى بِثُقلٍ وكُل السُخط يعتريك فَتَدخُل إلى بَوّابة جَنْتِك الجَمْيِلَة والصَغِيرة، فَتَسْتَقبلِك وجُوهٌ الحُسْن بالبَشَاشَةِ والسُرور، وتَنْسحِبْ عَنْ مَلاَمِحكَ تَجَاعِيد التَّعَّبْ والهّم الثَّقِيل.
عائلتك مَاهِي إلا مُكمّل لِحَيَاتِك وتُضِيف لها الجَمال والمَرَح والهُدوء وكَامِل السُرور، لايوجد مَن هُو أصْدَق حُباً مِنْ أهْلِكَ ولا يُوجَد مَنْ هُو أوفى لك مِنْ عَائِلتَكِ ولا يوجَدْ مَنْ هُو أشَد خَوفاً عَليك مِنْ عَائِلتكِ، لاتَجِد فِي وقْت الشَدَائِد العُضَال قَرِيبَاً مِنْكَ إلا أسْرَتِك لايُتْقِنْ مَسْح دُمُوعَك البَائسة إلا عَائلتك، وليس هُنَاك فَنّان يُتْقِنْ رَسْم إبتِسَامَةً دَّأْمَاءَ غَطَمْطَم حَــول مُحَيّاك إلا أهْلِكَ، قْد تَنَشأ عِلاقَاتك الجَاّنِبِيّه والتي لها سِحِر المَظْهَر تَراَها لِلِوهلة الأولى تُجَاوِز سَعَادة الأسْرَة وجَمَالِها ، ولَكِنْ سُرْعَان مَاتُدْرِك أنَها سَحَاَبةِ صَيِفٍ عَابِرَه خذَلت ألقوادي المَسْتَبْشِرَة بِارتواء غُلَّةِ الصَّوادِي.
فَتَرحل ولا تْتُركْ أثراً يَِطُول بِفَقْدِها، سِوى ذِكْرى جَمِيلَةٍ أنيقة، لاتُضَاهي بِوقع فَقدِها فَقْد عُضو مِنْ أفَرَادِ الأسْرَة المُتَكَامِلَة والذي يُخلِّّف فَرَاغاً هَائِلاً كَظُلْمَة تَجْتَاحْ شُروقْ آسِر. ومِن لَمْ يَتعمَق فِي جَوهرِ سَعادةِ الأُسرَة حَتْماً أنَه سَينْدَم بَعَد رَحِيلْ أي فَــرْد لأنَه لْم يَتذوّق حَلاَوةِ الأيَــامِ مَعْ فَردْ الأُسْرَة الرَّاحِلْ، فَيْبكي ألَماً حِينَما يَمُرْ عَلى أطْلال الذِّكْرَى الَبَاقِيَة بَعْد رَحِيلِهِ وتِلْكَ الابْتِسَامَات التِي ارتَسَمت لَوحَةً جَمِيلَه عَلى جُدْرَان المَنْزِل. فَمَنَبعْ السَعَادة وتَوهْجُها سُروراً هُو الانْدِمَاج بِنَواة الأُسْرة وعَدَم الانْفِصَال واتِخَاذِها كَنُزلٍ يَأوي إليهِ المُسَافِر للرَّاحَة ألجْسَديّه، أو اتخاذها مَطْعَماً يَجْنَح إلِيه للتّزود فَقط.
أيها الإنْسَان لاتَخْسَر لحَظــاتْ السّعَادةِ الحقيقة بلَحَظَات سَعَادةٍ وهْمِيّه آفلة.
عانق أمَكَ بفرحٍ وَشوقٍ ، وَبّدد عَن يومِها كُل كّدَر، وخَفّف عَنْها ذِكَـرى وَجَع الحَمٍل وسّنوًات الحَضانَة ألمضنيه ، وطَيشِ الطُفولَة المُزْعِج ، وعَذاب المُراهقة المُسْتَمِر.
بِتَقبيل رأسها، كما تطيل الشّمس تَقْبِيلها لِرَأس الأرضْ عِنْدَ الغُرُوب.
وأخْضَع لِوَالِدَكَ جَنَاح الذُّل طاعة. وأشدد كَتِفك مُسَاعِداً لَه عِنْد النهوض، وَكُن لَه فِرَاشاً مِن سُندسٍ قَبْل الوقوُعْ. وأجْعل ابتسامتك جِسراً لِلَوَصْل مَع إخوتك، وأملأ فَـَـراغ العَــاطِفَة في وِِْجدَانِ أختكْ بِصدَاقَةٍ تَدوُم.
لاسَعَادَةٍ دُون أسْرَتَك ولا أسْرةً دونَ سَعَاده. لِتَعْرِفَ مَعنَى أجْمَل الحَيَاة.
[/COLOR]أخوكم/ زاهــد الـــراشِد (( كــاتم الحِزِن)
الاثنين 17/10/1428هـ الموافق 29/10/2007م الساعة 11.45 ليلاً