|
فَوَّاحةَ الفُلِّ ما بيَّضْتُ راياتي * |
أو شَلّحَ القيدُ ما وارت صباباتي |
ظلت بَوارِحُها تُنْبيكِ عن قَدَري |
أني أموت وما جفَّتْ مناداتي |
ما كِدتُ أُدركُ مَا حَولي بِبارقةٍ |
مِن فيكِ حتى تَشظَّتْ منكِ مِشكاتي |
فتّشتُ عنكِ ولم أُفلِحْ ، ويخذُلني |
حُزنيْ ، وتَدفعُني خَلْفًا جِراحاتي |
مسكونةً بِجنون الريحِ أشرعتي |
منصوبةً في ضمير الموج مِرْساتي |
ما زلتُ في ظمأٍ ، الصَّومُ يجلدني |
والشوق يَغْرُبُ حَرًّا في مَساماتي |
حَبَسْتِ في شفتيكِ المدَّ ، هل لغتيْ |
تُغري فتُورق في أُذْنيك غاياتي؟ |
صباحُكِ العيدُ ما أحلاكِ فاتنتي |
وما ألذَّكِ سِرًّا في عَذاباتي |
قَبّلتُ في رئتِيْ هَمًّا ، تَنَفَّسَهُ |
وَجديْ عليكِ ، وما عَقّمتُ قبْلاتي |
روّيتُ غضّكِ من وِرْد الحياة ، ومن |
غضِّ الهوى سكنَتْ في فيكِ غيمــاتي |
حتى إذا أربَعتْ فيكِ الفصـولُ ، وقد |
أزهرْتِ بين تجاعيـدي وشيباتــي |
أوصيتُ فيكِ سُموَّ العشقِ ، فانتفضي |
بشهوة المجدِ مسلـــولَ النُّبوءات |
يا عيد خُذْ من حقول الضوء في فئتي |
وطَرِّز الكـونَ آلاءً وآيـــــات |
واسكب سناكَ بأرض الرافدين ، وفي |
مسرى النبي وميراث الرســالات |
" |
فواحـةَ الفل ما عامٌ يمر بنــــا |