كلما أقدمت على كتابة هذه السطور ... تخنقني العبرة ربما حد البكاء
فلا أستطيع قول شيء ... كما أنا الآن !!!
أحس وكأني أنتشل خافقي من بين ضلوعي بمخالب أحد من ظبى المواضي بسرعة الضوء
وأشعر برهبة الفقد والوحدة التي آدت كاهلي وصرت أنوء بحملها الثقيل ثقل الشم الرواسي.
وصرت أعيش حالةً غزيرة الدمع أغر ق بأمواجها المتلاطمة في جفوني وأُصلى بنارها المتوقدة والمتوهجة في حشاشتي .
سأفقدكم جميعاً فقد القواحل للمطر ... وأشتاق إليكم شوق المفارق للوصال .
وأحن إليكم حنين المحروم الى المرغوب .
وستظل ذكرياتي معكم هنا نسيماً عليلاً أتنفسه وماء بارداً سلسلاً في ظهيرة صيف ٍ ملتهب ٍ أنهله
ودرباً فسيحا أسير عليه تحفه الخمائل والورود الفواحة بشذا الأخوة والود .
ستظلون أقرب من جفوني إلى عيوني وأعمق من نبضي الى قلبي وأدنى مني إلي َّ.
وستظلون لقصائدي معانياً ولمعاني َّ حروفاً ولحروفي مداداً ولمدادي ريشاً ولريشي أيدياً
تخط وترسم لوحات الومق خصب الغراس نظِر الرؤية عذب المورد سام القصد .
وسيظل رذاذ سحائبكم يعطر حديقة روحي التي أنبتت الحب والإخاء وصارت مروجاً وأنهاراً
وقيعان أصداف ٍ تحلقون في فضاءاتها وتطوفون في رياضها وتقتطفون منها ماتشاؤون.
كم ملأتم سراديب وحشتي بصداح أنسكم الذي مازال يتردد ويجلجل صداه في مساحات
مسامعي وأصبح تراتيل وأنغاماً أشدو بها كل صباح .
وكم أخمدتم انتفاضات الوجع في داخلي ببلاسم ومسوح أيديكم الكريمة والطاهرة .
وكم كانت تضيق بي واسعات الدروب وتنسد بوجهي مسالك الوجة المقصودة
للخلاص من هم ٍ مازال يحيط بي. وتعتم في عيني مطالع الضوء.
فألتمس في عيونكم قَبَسَاً من نور . وأجد في قلوبكم متنفساً لما ضاق بي.
/
\
/
قلت لكم أن العبرة تخنقني ...
ولن أوفيكم ما تستحقونه من الشكر والثناء لو كان البحر مداداً
والأرض دفتراً وأشجارها أقلاماً .
ولكني قد حملت لكم في قلبي من الحب مالا تحده حدود ولا تحيط به وصوف .
إليكم جميعاً ... خالص شكري وتقديري وثنائي بحجم لم يُسبق إليه.
تعلمت منكم الكثير والكثير واستفدت منكم ما جعلني (ناصراً)
فلكم بعد الله الفضل والشكر بكل معانيهما وأشكالهما حتى ترضوا.
ولكم كل حروفي الممزوجة بالحب والود والمضمخة بأريج الورد الممطور
المصبوغة بلون نقائكم وصفائكم والملامسة لشغاف قلوبكم والمخامرة لحنايكم
والمتخللة تلافيف أفئدتكم جميعاً ولكم قلبي المفعم بحبكم . وتحيتي التي لا تنضب .