انقبضت أصابعه على أصابع الصغير، توقف داخل نفسه، أبت قدماه التوقف .. نظر إلى الصغير:
-وحدي دون الآخرين تأخذ بيدي؟!! استنطق ضوء الليل:
- لماذا أنا دون الآخرين من يرى ذلك؟!!
أمامه عمود الظلام يمتد رأسيا لأعلى متوسط الطريق .. مازال الخطو مستمرا، يقترب ..ينظر السائرين جواره، ما زالوا في حديثهم غير عابئين بما يموج داخله:
- هل هم في غفلة عما أرى؟ أم يرون ويكتمون مثلي؟!!
يزداد الاقراب .. ينزرع الشعر شوكا، تنغرس الحروف مُدًى وارتجافات .. يذهب بعيدا على الرغم من عدم ابتعاد خطوه عن خطوهم، تصل حروفهم إليه ذبذبات ذات جرس غريب.. وصل عمود الظلام، لم يكن رأسيا، كان منطرحا أفقيا على الطريق.. أفلت يد الصبي، بكل خوفه راح يتقافز عليه منتقما ..ابتعدوا عنه خوف رذاذ الطين المتناثر .. استمر يتقافز .. ازداد الابتعاد