هي دنيايَ التي تقسو عليَّ دائماً.... هي لحظات سعادتي التي تعودتُ ألّا تكتمل.
لم أعتد على البوح بالكراهيةِ لأحدٍ ولا أقوى على الكراهيةِ أصلاً ولكنّكَ تجبرني على البوحِ بالكراهية لك.
أيها الرحيل...سأبوحُ بكرهي لكَ فأنت سببُ معاناتي عبر سنيِّ عمري، فكلما أورقت شجيراتُ قلبي ونَمَتْ عليها زهراتُ الربيعِ وصارت تعبِقُ بأريجِ العشقِ جاءها ذاك الماردُ المخيفُ وأحالَ قلبي إلى قطعةِ شتاءٍ قاسٍ تتساقطُ فيهِ تلكَ الزهراتِ ويصبحُ مجرداً من كل شيءٍ إلا من الحزنِ والألم.
أكادُ لا أستطيعُ الزفيرَ وكأنَّ جلمودَ صخرٍ قد جثمَ فوقَ صدري، أنا لا أريدُ الرحيلَ ولكنَّ الرحيلَ هو من يريدني، لا أدري أيّ قوةٍ وقسوةٍ يتمتعُ بها هذا الكائنُ المُبْهَم حتى يُصرُ على تفريقِ قلبينِ عشقا بعضمها وتعاهدا ألا فراقَ بعد تلاق.
تُرى ألا يوجدُ للرحيلِ قلب...؟
كرهتُكَ أيها الرحيلُ فارحل عني بلا رجعة، ألا يوجدُ سوايَ في هذا الكونِ لتعبثَ به...؟ أم أنني أصبحتُ وجبةً دسمةً ولقمةً سائغةً تلتَهِمُها وقت تشاء...؟.
يا صديقيَ القبيح... سأصرخُ في وجهِكَ هذه المرةِ وأقول لك: لا لن أرحل وسأبقى متمسكاً بعشقيَ المقدس، فشجيراتُ قلبي قد أروقت وجذورها باتت عميقةً في أحشائي وتغذّت من دمائي فغلّفت قلبي بإكليلٍ من الزهرِ، فلن تستطيعَ اقتلاعها وستضطرُ أنتَ إلى الرحيل فسأُسقيك من علقَمِكَ الذي تجرعتُه طويلاً لتعرِفَ حقيقتك الكريهة.
وسأبقى هنا مع عشقي أنشِدُ كلَ معاني الفرحِ والكبرياءِ، شاكراً خالقي الذي أمدني بقوةٍ لم أكن يوماً أستطيعُ لها سبيلاً.