انظر إلي....انظر إلي
لا تحد عيناك عني
أنا عالمك، أنا حياتك
ابتسمت لنهاية الفيلم الأمريكي«Matrix » ، حين تكاد تنتهي القصة بموت البطل بعد سلسلة من الأحداث و المغامرات المثيرة، الخيالية، لإنقاذ النفس و العقل البشري، و تأتي البطلة كما في قصص الأميرات التي شكلت الخيال العاطفي لصغيرات عبر الزمان و المكان ، و تطبع قبلة على شفتيه، فيعود إلى الحياة....
ابتسمت و انا أنهض من أمام الشاشة الصغيرة، ابتسمت لهذا "جوكر" الذي، سيظل أبد الدهر، يستعمل لكل نهاية يصعب وضع نقطة النهاية لها، ورقة حالمة يلقى بها في جو الصقيع ليحيله للون الزهور، و في سماء مظلمة لتنبلج فيها أشعة الشروق....
ابتسمت و أنا ألتفت لشاشة جهاز الكمبيوتر وسعدت لأنها سوداء، و سعدت لأنك لست أمامها...و سعدت....، ما هذا الصوت؟؟؟...استدرت إلى الشاشة السوداء....لا شيء، نظرت إلى شاشة التلفزيون....لا أظن ان الصوت كان منها، كان كصوت جهاز الكمبيوتر و هو مفتوح....ضحكت من نفسي....ربما هو أزيز "ماتريكس" لا زال يطن في أذني.
انظر إلي ....انظر إلي
لا تحد عيناك عني
أنا عالمك، أنا حياتك
أمسك يديك بكلتا يدي، أملأ عيني بكل قسمات وجهك، أتوه في عينيك، أسجنهما في بؤرة عيني، أعد أنفاسك، أتنفسها، لا يهمني أنني افقد الهواء من حولي، لا يهمني أن يغشى علي و أنا اسمعك همسك...صراخك
" أحبك، أحبك، أحبك....حياتي...عمري....روح قلبي....."
لا يهمني أنني لا أنتبه أنك تعيدها مئات المرات...آلاف المرات....لا يهمني انها تذكرني بشيء....لا أبالي....
الأزيز يعود إلى أذني، أكاد أفلت يدك شيئا ما لأستدير، فأحس بحركة لا ارادية من يدك، ذكرتني بيد طفلنا و هو رضيع لا يعي من الدنيا شيء الا انه يطبق بحركة لا ارادية من يده حين أضع فيها أناملي لأتلمس جلده الدافئ...الناعم
" أحبك، أحبك، أحبك....حياتي...عمري....روح قلبي....."
أشفق على نفسي و عليك من أن أسحب يدي، فأتأملك، أملأ عيني بكل قسمات وجهك، أتوه في عينيك، أسجنهما في بؤرة عيني..... أهي نظرتي التي تغيرت أم هما عيناك، أحس بشيء فيهما لم أكن أحسه قبلا....
أخاف......أخاف.....أخاف
الأزيز يطن في أذني.... لا يمكنني أن أتجاهله أكثر، استدير فجأة....لأراك هناك...نعم رأيتك وسط الشاشة...لم تكن أمامها...كنت بداخلها....و صرخة بداخلي تدوي....تحطم كل كياني...مددت يدي و لوحت بها أمام عينيك....أعمى...انت معي أعمى....و مددت يدي الى فمك...و أخرجته.... شريط كاسيت مجروح....
" أحبك، أحبك، أحبك....حياتي...عمري....روح قلبي....."