أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 13

الموضوع: دعوة للحوار : خواطر رمضانية !

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    العمر : 69
    المشاركات : 52
    المواضيع : 17
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي دعوة للحوار : خواطر رمضانية !

    الحمد لله اولا وأخيرا على نعمة الاسلام ومنة الرحمن وبلوغنا رمضان . نسال الحق جلا وعلا ان يهلهّ علينا جميعا بوحدة بينّة وقلوب قد ائتلفت و توحدت على طاعة الديان وهجرة الشيطان وألسنته في فضائيات الخور والمكر والخديعة والفجور , وان يجعل الحق ايام هذه الشهر الفيضل رحمة ومغفرة وعتق من النار لنا ولجميع المسلمين ويتقبل فيه طاعتنا واياهم ويمتع ابصارنا واسماعنا وايدينا : ببيعة نصوح لامير موحد لهذه الامة يجتاز بنا مفازة بين شذاذ الافاق هؤلاء . : نحتمي به ونقاتل من وراءه شياطين الارض جميعا ونحرر بلواءه : القدس الشريف وكافة اراض المسلمين المغتصبة وندك بجيشه قلاع الكفر في الدنيا اجمع . انه وحده : السميع القريب المجيب.



    ***
    للافادة والاسترشاد فقط نضيف هذه المعلومات التي تتكرر كل عام مع تأكيدنا على ان الحساب الفلكي لايؤخذ ابدا في الحسبان وان الرؤية الشرعية بالعين المجردة ( من عدل او عدلين من المسلمين ذكرا كان او انثى لافرق ) في اي بقعة من بقاع الامة المسلمة هي الاصل والاساس في اثبات بدء هذا الشهر الفضيل وان تعمد علماء ( السلاطين : تفريق المسلمين فيه طاعة لخونةالامة هؤلاء ومنحهم شرعية كاذبة وصورة من التقوى المصطنعة فيه بشهادات (مطعون في عدالة من قبلها ) منهم فيه .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الهلال كما يرصده القمر الصناعي سكاي اوبزرفر بحسب التوقيت المحلي لبرلين يعرض بشكل دائم طيلة العام في احد اكبر المواقع الفلكية الالمانية .والاوربية .

    http://himmelsvorschau.astronomie.or...index=mondlauf

    موقع اسلامي الماني متخصص برصد الاهلة .

    http://www.mondsichtung.de/

    http://www.mondsichtung.de/main_file...dsichtung/159/

    يقرر ان رؤية الهلال هذا العام متعذرة يوم الاثنين في العالم كله . وعليه فان الشهر الكريم سيبدأ بعد غروب شمس يوم الاثنين الموافق 1. September 2008 ويكون الثلاثاء الموافق2. September 2008 اول ايام صيام الشهر الفضيل . ونحن حين نعرض هذه البضاعة : لا نقدمها ابدا على الرؤية الشرعية بالعين المجردة ابدا بل هي للافادة والاسترشاد فقط حين يمكن لهذه الامة ان تصوم او تفطر بفارق اربعة ايام متوالية !!!!! بينما الفارق بين مطالع رمضان كلها لاتزيد عن ( اربعة ساعات ) فقط من اول هذه الامة الى آخرها !

    ***

    يهّل هلال رمضان كل عام بما يفتت اكباد المسلمين من فرقة ( لئيمة ) ادمن مشايخ الشيطان من وزراء ( الخيانة العربان واقرانهم من خدم وحشم بقية الانظمة العجيبة الغريبة التي تحكم بقية المسلمين) على اختراعها ودفع الناس عبر وسائل الاعلام وحشدهم خلف هؤلاء النواطير المرتزفة الخونة المفرقون لما : امر الله بتوحيده من فوق سموات سبع . فتذهب بها من اول ساعات الاستهلال : وبحكم التجربة المتكررة منذ فقدت الامة اخر سلطان لها في الارض قبل قرن من الزمان . فرحة قدوم شهر الرحمة والغفران . وبهجته وتغيب البسمة التي ينتزعونها بقوة الغدر و المكر من مليار ونصف مسلم . !
    لذلك فان تفرقوا هذا العام في اوله : فانه لن يغير بطبيعة الحال شيئا سيما وقد عرف الناس مسبقا ان الفرقة التي ادمنها خونة الامة فيه : معروفة وبينة وواهية طبعا .


    ***

    نطرح الموضوع هنا للحوار في واقع الناس في هذا الشهر الفضيل وما استجد خلاله في العقدين الاخيرين من غرائب العادات والسلوكيات التي تفضلت بتقديمها الفضائيات لملايين المسلمين في شتى بقاع العالم مما تتنافى على القطع مع عادات المسلمين بالاصل واخلاقهم وبطبيعة الحال : روح الشهر الخير والرحمة وتصفيد الشياطين التي تطّل برؤوسها عبر الفضائيات هذه وقد اعد ابليس لهذا الشهر عدته قد سنة كاملة من برامج ومسلسلات ومخترعات تضيع فيها العقول والاوقات معا : سدى . !

    نعم ان الشياطين تصفّد فيه بامر الله : لكنهم [ شياطين ] فعلا أليس كذلك ؟؟؟

    ففرائض الصيام والقيام : تحولت لتصبح النوم والسهر وانتظار ( العكيد ابو شهاب ) محرر الاقصى ( الفضائي) !!!! وسواها من العادات الدخيلة التي فرضتها ( مصانع الالكيترونيات اليابانية ) ومخططات ( ابليس وزبانيته ) على مدى عام كامل تمهيدا لاستقبال هذا الشهر وحرف الناس قدر المستطاع عن اغتنام ايامه ولياليه والتوحد فيه وفي غيره من الشهور .


    الباب مفتوح لكل من يهمه شان المسلمين في هذا الشهر الكريم خاصة وغيره عامة : لاضافة كل ما يعتقد ايجابيته او سلبيته و بما يجده من علل وعادات ومستجدات تتنافى او تتوافق مع شهر خير من الف شهر . شهر الجهاد.. شهر المجاهدة.. شهر الذكر.. شهر المعنى.. شهر الروح.. شهر النور.. شهر إن أعدّ الإنسان نفسه فيه لرُحم.. لأنه يتلقى فيه نفحات الله ورحمات الله.. شهرُُ إذا أدركه الإنسان وقام فيه فعلا وصدقا.. لكان أهلا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.. يكون أهلا أن تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر..

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    نحن لا نحتاج إلى أمير موحد لهذه الأمة بقدرل احتياجنا لإنسان يخترق الحياة شبه الإسلامية بقيم إسلامية

    الإنسان هو مادة نهضتنا ... قبل الأمير العادل

    \


    تقبل بالغ تقديري : ورمضانك أمن وصحوة فكرية سيدي الحبيب .
    الإنسان : موقف

  3. #3
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    العمر : 69
    المشاركات : 52
    المواضيع : 17
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    نحن لا نحتاج إلى أمير موحد لهذه الأمة بقدرل احتياجنا لإنسان يخترق الحياة شبه الإسلامية بقيم إسلامية
    الإنسان هو مادة نهضتنا ... قبل الأمير العادل
    \
    تقبل بالغ تقديري : ورمضانك أمن وصحوة فكرية سيدي الحبيب .
    _______________
    يا اخي خليل . يا طيب .

    المسالة لايمكن اختزالها بهذه البساطة

    هل عندك مشكلة مع امير موحد لهذه الامة ؟؟؟

    من سيوحدها اذا اذا لم نقصد ذلك بوضوح

    النظام الاسلامي نظام واضح وتعرفه خير من بعض كثير من الناس فلم تريد اسقاط ناظمة العقد فيه ؟؟؟

    هل هم ( الخونة المجرمون الذين حكموا بغداد بعد السلطان عبد الحميد : هم النموذج الذي تحتمي به لتبرير ذلك ؟؟

    هكذا امور لايمكن فصلها للانسان العاقل : مثلها مثل ان تقول : نحن نريد للناس ان تصلي ولا يهم الامام !!!

    لم اسجل هنا في المثال ( لانريد اماما ) لانك ستجدها : سذاجة بالغة جدا هذه العبارة ( لا نريد اميرا موحدا ) ! اليس كذلك !!!!

    الامن والامان : نرجوه لك من القلب ولمن حولك حتى دائرة قطرها 10.000 كم ! فقط

    ولكل مشاركاتك المثمرة : مكانا مميزا ومزيدا من الاحترام .

  4. #4
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي


    سلام الله عليكم
    هذه محاولة للرد على ما جاء هنا من دوة للحوار حول كل ما استجد في العالم الإسلامي من أمور جعلت من الاختلاف قاعدة يبنى عليها كل شيء حتى توحيد يوم واحد لشهر من صيام لا يدوم إلا شهرا واحدا طيلة أيام السنة !

    --------////---------
    جاء الإسلام دعوة للتوحيد وللاستقامة الفكرية والخلقية والإنسانية، ولم يقتصر على الفكر العقدي فحسب، بل تدخل في توجيه الحياة من الأسرة الصغيرة إلى المجتمع الكبير في إطار الحقوق الفردية والجماعية، ونظم الواجب كما نظم الحق، مسطرا لذلك الجزاء كما العقوبة، ثم منح العقل حريته في التفكير والتعبير وفقا للضوابط الشرعية حرمة له وتقديرا..

    لكن، وكما اختلف اليهود والنصارى وكل أتباع الديانات السماوية والوضعية عن دياناتهم، اختلف المسلمون عن إسلامهم، ونشأت بذلك فرق ومذاهب لم تكن جميعها منحرفة بقدر ما كان كثير منها يجتهد في فهم الإسلام والتشريع على ضوء ما أتى به القرآن والسنة النبوية الشريفة.

    هذا الاختلاف نتج عنه انحراف أصاب المسلمين وابتدأ من المنظور الكبير للإنسان ودوره على سطح الأرض. انحراف قضى بأن تكون المكانة الأولى للدولة، والمجتمع – آمن أو لم يؤمن – هو خدم للدولة لا غير.

    ولعل أحداث التاريخ كانت تفرض هذا التغيير، كونه من المستحيل بقاء عالم الإسلام على حاله في الحكم عن طريق الخلافة كما كانت زمن الخلفاء الراشدين بعد توسيع رقعة الفتوحات الكبيرة، لكن ما يهمنا الآن هو الانحراف الخطير الذي شمل الحاكمين والمحكومين، كما التغيير الذي طرأ على نوعية الحياة التي نظمها الإسلام على أساس ما أتى به القرآن شرعة ومنهاجا وتفسيرا على ضوء السنة النبوية الشريفة والاجتهاد الشرعي..

    هذا الانحراف عن المفهوم الشرعي للإسلام بعقيدته وتوحيده يعاد سببه إلى الاختلاط الكبير الذي عم العالم الإسلامي نتيجة اتساع رقعة الإسلام بعد الفتوحات الكثيرة.. إذ أن كل الأقوام والجماعات الذين دخلوا في الإسلام بعد هذه الفتوحات حملوا معهم معتقداتهم وأفكارهم وبقايا ما في نفوسهم قبل الإسلام، كما حملوا مفهومهم للحكم وللمجتمع، بهذا حصر مفهومهم للإسلام في ظل ما يمكن أن يقدموه هم لهذا الدين الجديد عليهم عوض ما يمكن لهذا الدين أن يغير ما فيهم من معتقدات دفينة..

    كما يعاد سبب الانحراف إلى كل ما التبس على فقهاء وعلماء الدين من إسرائيليات حاول كل من يضمر شرا للإسلام إلصاقها بالقرآن الكريم، فحصلت بذلك فجوة كبيرة بين استمرار العلماء على الاجتهاد السليم في شريعتهم ومحاولة فهم ما التبس عليهم فيها.. لتأتي بعد ذلك الزندقة الفكرية وتنتشر بشكل مريع، لنجد عددا كبيرا من علماء الإسلام بعد ذلك كانوا ملاحدة عن طريق الفلسفة أو عن طريق الفكر العشوائي.. فكان أن اختلطت الفلسفة بالدعوة، وخضع القرآن الكريم بهذا إلى كثير من النظريات العقلية والتي يمكن القول بأنها بعيدة عن جوهر الإسلام ومضمونه رغم ما وعدت به من انفتاح أو اتساع للمستوى الفكري الإسلامي..

    هكذا أفرزت كل هذه الأفكار المنحرفة التي كان بعضها يحاول هدم الإسلام، وبعضها يحاول إحاطة الإسلام بكثير من الشبهات، وبعضها الآخر وضع المسلمين في حيرة فكرية وممارسات تعتبر بعيدة كل البعد عن الإسلام عن ضياع ما بأيدي المسلمين من عقيدة صافية بسيطة وواضحة.. فتطور الفكر الديني من عقيدة بسيطة تستند إلى القرآن، إلى عقائد متفرقة أنتجت فرق معتزلة وخوارج وشيعة انقسموا بدورهم إلى فرق كثيرة أخرى وكذلك الكثير من الطوائف الدينية والتي تعد بالعشرات..
    كما أخذ الكثير من المتصوفين المتطلعين إلى معرفة الله في هذا الجو المضطرب فكريا وعقائديا إلى الزهد في الدنيا ومظاهرها ظنا منهم أن ذلك يقربهم من الله.. ومنهم من أهمل العقل والتجأ إلى القلب فهداه هذا إلى الله !

    ومع الوقت، لم يعد الدين شغل الناس الشاغل، إذ اتصل الكثير من المسلمين بتقنيات الحياة المفبركة، حيث الملك والسياسة والحياة المترفة كما أساليبها، وصار لهم باع حتى في الربا واللهو والغناء، ليتحول العالم الإسلامي عامة إلى عالم متحرر من كل ما حاول الإسلام أن يبثه فيه من خلق وتقويم واستقامة حياة..

    من كل ما سبق، يمكن فهم كل هذه المستجدات التي طرأت على حياة الناس اليوم، مستجدات طالت الخلُق والسلوكيات والمعاملة بين الأفراد والمجتمعات، ليستشري الأمر أكثير فأكثر فيصل حتى ما يمكنه أن يكون صلة بين العبد وربه..

    لأنه الحديث بما سبق وطرح موضوعا للنقاش:
    ففرائض الصيام والقيام : تحولت لتصبح النوم والسهر وانتظار ( العكيد ابو شهاب ) محرر الاقصى ( الفضائي) !!!! وسواها من العادات الدخيلة التي فرضتها ( مصانع الالكيترونيات اليابانية ) ومخططات ( ابليس وزبانيته ) على مدى عام كامل تمهيدا لاستقبال هذا الشهر وحرف الناس قدر المستطاع عن اغتنام ايامه ولياليه والتوحد فيه وفي غيره من الشهور..


    شكرا لك د. أحمد ناعم لكل الفكر المطروح هنا دعوة للنقاش..



    سنبقي أنفسا يا عز ترنو***** وترقب خيط فجرك في انبثاق
    فلـم نفقـد دعـاء بعد فينا***** يــخــبــرنا بـأن الخيــر باقــي

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    العمر : 69
    المشاركات : 52
    المواضيع : 17
    الردود : 52
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بابيه أمال مشاهدة المشاركة



    --------////---------

    جاء الإسلام دعوة للتوحيد وللاستقامة الفكرية والخلقية والإنسانية، ولم يقتصر على الفكر العقدي فحسب، بل تدخل في توجيه الحياة من الأسرة الصغيرة إلى المجتمع الكبير في إطار الحقوق الفردية والجماعية، ونظم الواجب كما نظم الحق، مسطرا لذلك الجزاء كما العقوبة، ثم منح العقل حريته في التفكير والتعبير وفقا للضوابط الشرعية حرمة له وتقديرا..
    لكن، وكما اختلف اليهود والنصارى وكل أتباع الديانات السماوية والوضعية عن دياناتهم، اختلف المسلمون عن إسلامهم، ونشأت بذلك فرق ومذاهب لم تكن جميعها منحرفة بقدر ما كان كثير منها يجتهد في فهم الإسلام والتشريع على ضوء ما أتى به القرآن والسنة النبوية الشريفة.
    هذا الاختلاف نتج عنه انحراف أصاب المسلمين وابتدأ من المنظور الكبير للإنسان ودوره على سطح الأرض. انحراف قضى بأن تكون المكانة الأولى للدولة، والمجتمع – آمن أو لم يؤمن – هو خدم للدولة لا غير.
    ولعل أحداث التاريخ كانت تفرض هذا التغيير، كونه من المستحيل بقاء عالم الإسلام على حاله في الحكم عن طريق الخلافة كما كانت زمن الخلفاء الراشدين بعد توسيع رقعة الفتوحات الكبيرة، لكن ما يهمنا الآن هو الانحراف الخطير الذي شمل الحاكمين والمحكومين، كما التغيير الذي طرأ على نوعية الحياة التي نظمها الإسلام على أساس ما أتى به القرآن شرعة ومنهاجا وتفسيرا على ضوء السنة النبوية الشريفة والاجتهاد الشرعي..
    هذا الانحراف عن المفهوم الشرعي للإسلام بعقيدته وتوحيده يعاد سببه إلى الاختلاط الكبير الذي عم العالم الإسلامي نتيجة اتساع رقعة الإسلام بعد الفتوحات الكثيرة.. إذ أن كل الأقوام والجماعات الذين دخلوا في الإسلام بعد هذه الفتوحات حملوا معهم معتقداتهم وأفكارهم وبقايا ما في نفوسهم قبل الإسلام، كما حملوا مفهومهم للحكم وللمجتمع، بهذا حصر مفهومهم للإسلام في ظل ما يمكن أن يقدموه هم لهذا الدين الجديد عليهم عوض ما يمكن لهذا الدين أن يغير ما فيهم من معتقدات دفينة..
    كما يعاد سبب الانحراف إلى كل ما التبس على فقهاء وعلماء الدين من إسرائيليات حاول كل من يضمر شرا للإسلام إلصاقها بالقرآن الكريم، فحصلت بذلك فجوة كبيرة بين استمرار العلماء على الاجتهاد السليم في شريعتهم ومحاولة فهم ما التبس عليهم فيها.. لتأتي بعد ذلك الزندقة الفكرية وتنتشر بشكل مريع، لنجد عددا كبيرا من علماء الإسلام بعد ذلك كانوا ملاحدة عن طريق الفلسفة أو عن طريق الفكر العشوائي.. فكان أن اختلطت الفلسفة بالدعوة، وخضع القرآن الكريم بهذا إلى كثير من النظريات العقلية والتي يمكن القول بأنها بعيدة عن جوهر الإسلام ومضمونه رغم ما وعدت به من انفتاح أو اتساع للمستوى الفكري الإسلامي..
    هكذا أفرزت كل هذه الأفكار المنحرفة التي كان بعضها يحاول هدم الإسلام، وبعضها يحاول إحاطة الإسلام بكثير من الشبهات، وبعضها الآخر وضع المسلمين في حيرة فكرية وممارسات تعتبر بعيدة كل البعد عن الإسلام عن ضياع ما بأيدي المسلمين من عقيدة صافية بسيطة وواضحة.. فتطور الفكر الديني من عقيدة بسيطة تستند إلى القرآن، إلى عقائد متفرقة أنتجت فرق معتزلة وخوارج وشيعة انقسموا بدورهم إلى فرق كثيرة أخرى وكذلك الكثير من الطوائف الدينية والتي تعد بالعشرات..
    كما أخذ الكثير من المتصوفين المتطلعين إلى معرفة الله في هذا الجو المضطرب فكريا وعقائديا إلى الزهد في الدنيا ومظاهرها ظنا منهم أن ذلك يقربهم من الله.. ومنهم من أهمل العقل والتجأ إلى القلب فهداه هذا إلى الله !
    ومع الوقت، لم يعد الدين شغل الناس الشاغل، إذ اتصل الكثير من المسلمين بتقنيات الحياة المفبركة، حيث الملك والسياسة والحياة المترفة كما أساليبها، وصار لهم باع حتى في الربا واللهو والغناء، ليتحول العالم الإسلامي عامة إلى عالم متحرر من كل ما حاول الإسلام أن يبثه فيه من خلق وتقويم واستقامة حياة..
    من كل ما سبق، يمكن فهم كل هذه المستجدات التي طرأت على حياة الناس اليوم، مستجدات طالت الخلُق والسلوكيات والمعاملة بين الأفراد والمجتمعات، ليستشري الأمر أكثير فأكثر فيصل حتى ما يمكنه أن يكون صلة بين العبد وربه..

    الاخت الفاضلة العزيزة : بابيه أمال

    شكرا جزيلا لاهتمامك الطيب وتفضلك بهذه الاسطر التي تنم عن ثقافة مميزة وادراك عام لمسارات ومنحيات التغيرات في هذه الامة .

    ليس من عادتي ان اسجل حرفين وامشي فالنص جميل ويدل على اهلية خاصة في رؤية تاريخ الامة . المشكلة التي تواجهني في هذا النصوص هي : تخليص النص من شوائب فرضها ورسمهافي السوق ( المطبوعة ) اناس : لايمتون لهذه الامة بصلة ومعظمهم من عتاولة الاستشراق وتلامذتهم الذي عجنوا تاريخنا وخبزوه ولم يتكروا قضية شائكة الا واشبعوها ضربا وتلميحا وتصريحا قدحا لاسباب ومدحا في ىونة اخرى ليسبكوا نظرتهم ( المعادية ) اصلا لمفاهيم جاءت : لهدم ضلالهم وظلامهم سابقا ولاحقا وحتى تقوم الساعة.

    ***
    هناك عدة نقاط لابد من تكبيرها لانها تتكرر في وعي معظم جيل الشباب الحالي من اجيال الامة :

    الخلافة الراشدة : لم تنقطع بوفاة سيدنا علي كرم الله وجهه ورغم ان معاوية قام بتغيير نظام الترشيح للخلافة بخلاف من سبقه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من حضر جمعه في دمشق حين رغب بتاييدهم لولاية ابنه يزيد من بعده ( سن سنة تلزمه حتى يوم القيامة: ولاية العهد ) وهذه مخالفة لشروط انعقاد الولاية . لكنها مسالة ثانوية وليست : رئيسية . لسبب جوهري بسيط . وهو ما يحاول كل كتاب العربية اليوم اخفاؤه إلا من رحم ربي : هي ان النظام الذي حكم به معاوية ومن بعده من الامويون وبني العباس وآل عثمان الاتراك . هي نظام الخلافة . والمشكلة فقط هنا : هي طريقة الولاية وليس النظام الذي حكموا به اقطار الارض . وذلك مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ً إن أول دينكم نبوة و رحمة و تكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله. ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعه الله جل جلاله ثم يكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله جل جلاله ثم تكون خلافة على منهاج النبوة تعمل في الناس بسنة النبي و يلقي الإسلام بجرانه في الارض يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض لا تذر السماء من قطر إلا صبته مدرارا و لا تدع الأرض من نباتها وبركاتها شيئا إلا أخرجته

    لأهل الحديث روايات متقاربة أصحها عند الإمام أحمد

    . فنظام الخلافة لم ينقطع مع تولي يزيد وحتى 1908 ميلادي حين نجح الماسون الاتراك بتدبير الانقلاب على السلطان المجاهد عبد الحميد الثاني واطاحوا عمليا بنظام الخلافة بينما تاخر القضاء عليه نهائيا حتى يوم 3/3/1924 م.

    هذه نقطة

    الثانية : هي ما فعله الخليفة المامون في عصر الترجمة الذهبي حين نقل بضاعة الكلام من اليونان الى بغداد . وجرت على الامة كوارث لانزال ندفع ثمنها حتى اليوم . ! فنقل العلوم شيئ ونقل الفكر شيئ اخر .فالاول ممدوح مطلوب شرعا والثاني مذموم منهي عنه .

    الثالثة : هي فترات الضعف . في تاريخ الامة كانت كبوات لم تلبث بعدها الامة ان تجتمع وتتوحد ورغم انتشار التصوف في العصر العباسي الاول كرفض اولى على انتشار (الترف) في الاوساط العامة . لم تكن تؤثر ذلك كثيرا على قوة الدولة وهيبتها لدى الامم وشهد عصر المعتصم : فتوحات كبرى ودك بعد ان استنجدت به امراة قيسارية ! وهكذا فعل من بعده حتى وصل التتار من الشرق والصليبيون من الغرب فترة من الزمان لم تلبث الامة خلاله ان تجتمع من جديد بلواء جديد .

    انتشار الفسلفة اليونانية والاسرائيليات : لم يكن امرا بسيطا ابدا . وشغل عقول المفكرين الكبار في ذلك العصر وقد تطوع الامام الغزالي ونذر نفسه للرد على هذه المسائل في وقت كانت الامة بحاجة له ليقود النخبة في ساحات الجهاد وليس في معارك الكتب وتهافت المتهافتين الذي اسس لعصور الشرح وشرح الشروح . وما اشبه . فالامة : حية ولا تزال وستبقى . وامثال الامام الغزالي رحمه الله : هو في الميدان العملي لا في الميدان النظري .
    والامر في واقع حياتنا اليوم : يكاد يكون متطابقا تقريبا . فلا سلطان للامة وهي ضائعة حيص بيص بين مجموعة ذئاب مفترسة .
    نعجب من ايمان وصدق رجل ينزع اليوم لتأليف الكتب بدل تأليف العقول على محاربة ( الاعداء) وإقامة نظام سياسي يوحد خلفة قدرات هذه الامة العظيمة الجبارة التي بامكانها ان تسحق امريكا والكفرة اجمع باشهر قليلة فقط لو ( وجد الامير ذو القرار الحر والسيادة في الارض ) .

    الامة بحاجة اليوم الى عاصمة حقيقية حرة : تكون ناظمة العقد لكل هذه الامة العظيمة . لان الحق تبارك وتعالى تكفل بالنصر لها . وطاقات الامة المبعثرة في مصانع الكفر كافية لخلق ثورة علمية جديدة تصنع الخير للبشرية ثانية كما صنعت فجر الحضارة الاولى و الاسمى للبشرية جمعاء.

    هذه احرف بسيطة لاتفي بالتعبير عما نشعر به من اهمية التواصل والتفاعل الصادق والحقيقي بين جينات هذه الامة المعطاءة اتركها في ثنايا هذا النص الجميل الذي تفضلت بتسطيره . و احتراما وتقديرا لانمل من الاعتزاز به ولهذه العقلية المنتجة التي تنظر بارضية اصيلة الجذور و بافق مفتوح مبشر واعد بغد افضل لامة كانت ولاتزال وستبقى خير امة اخرجت للناس ان شاء الله .

  6. #6

  7. #7
    الصورة الرمزية د. نجلاء طمان أديبة وناقدة
    تاريخ التسجيل : Mar 2007
    الدولة : في عالمٍ آخر... لا أستطيع التعبير عنه
    المشاركات : 4,224
    المواضيع : 71
    الردود : 4224
    المعدل اليومي : 0.68

    افتراضي

    نعم ان الشياطين تصفّد فيه بامر الله : لكنهم [ شياطين ] فعلا أليس كذلك ؟؟؟

    ...........

    نعم تصفد شياطين الجن

    لكن ما بالكَ بشيطان النفس

    إنه أشد وأخطر من كلًا من شياطين الجن والإنس

    يا سيدي إن حال الأمة وصلاحها لن يأتي إلا من صلاح الفرد

    فهل أصلحنا نفوسنا

    ؟؟؟

    شكرًا للحوار الماتع

    أتابع...

    يرعاكم ربي
    الناس أمواتٌ نيامٌ.. إذا ماتوا انتبهوا !!!

  8. #8
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    سأفترض جدلاً .... ( أكرر جدلاً ) أن الخليفة بن الخطاب بعثه الله اليوم من مرقده


    هل تظن أنه سينجح في قيادة مجتمع أدمن على الفساد والكسل والخوف ؟


    مايعيق عمل الإمام العادل ... هم نحن ... ياسيدي الحبيب.

    \

    بالغ تقديري لقلمك الأنور

  9. #9
    الصورة الرمزية بابيه أمال أديبة
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    الدولة : هناك.. حيث الفكر يستنشق معاني الحروف !!
    المشاركات : 3,047
    المواضيع : 308
    الردود : 3047
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    سلام الله عليكم
    الأخ الكريم د. أحمد الناعم
    هذه نقطة أخرى حول مسألة الخلافة الراشدة على النحو الذي فهمته إلى حد الآن..

    جاءت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن كون بأمر من الله المجتمع الإسلامي الموحد، فكانت الخلافة فيه على أسس الشورى الموجهة، خلافة وضعت أساسا من أسس الحكم ومبدءا ينبني عليه.

    وقف الخلفاء الراشدون بعد ذلك لحماية الإسلام من كل انحراف، فقد كان لديهم وعي كبير بأصول الانحرافات التي سبق وحدثت لليهودية والمسيحية، فعملوا على حماية القرآن الكريم من هذا الانحراف بتدوينه في المصحف الموحد.. كما حموا الشريعة بالتنفيذ، فحارب أبو بكر رضي الله عنه الممتنعين عن أداء الزكاة، وبسط عمر رضي الله عنه العدل الذي جاء به الإسلام لكل الرعية، بهذا تم في عهده حماية أساس من أسس الإسلام، ولم يترك لتلاعب طغيان السلطة العنجهية التي كانت دفينة في بعض النفوس.. فتمكن بذلك الخلفاء الراشدون من وقاية الإسلام من فتنة كادت تعصف بالكثير ممن اعتنقوه..

    وبعد حصول الفتنة الكبرى، والتي لم تكن خلافا مع عثمان رضي الله عنه وقتله فحسب، ولا حربا بين علي رضي الله عنه ومعاوية وقتل علي رضي الله عنه وبنيه فحسب، وإنما كانت تحولا جذريا في المجتمع الإسلامي الذي أقامه الإسلام على أساس من الحكم الذي سنه القرآن الكريم ونظمه الخليفتان، فتحول بهذا الحكم من الخلافة إلى الملك، ليختلط النظام البسيط القائم على العدل والممارسة المباشرة التي تقتضيها الخلافة بنظم وأحكام موروثة عن الفرس والروم آنذاك، نظم وأحكام كانت تستهدف تنظيم الدولة أكثر من تنظيم المجتمع وهو خاصية الإسلام..

    هناك فرق جوهري إذن بين النبوة الممثلة في النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي نظم مجتمع المؤمنين على النحو الذي أراده القرآن شرعة ومنهاجا، والخلافة على نحو ما تقلدها أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وبين الملك على نحو ما نظمه معاوية مستعينا بأحكام ونظم فارسية ورومية، وعلى نحو ما سارت عليه الملوك والدول التي تفرعت عنه أو تلته في الحكم إلى يومنا هذا..

    ونظرة واحدة إلى عالمنا العربي اليوم نجد بها ما آلت إليه أمور التقسيم من دويلات تفصل بينها حدودا حدت الكثير من أسس الإسلام، لتحل الحرب على الحدود بين الكثير من الدويلات التي لا سلطة إسلامية تجمعها ولا رأي موحد تتحكم به إلى نظم نفس الدين الذي جمع أفرادها ذات زمن جميل على عصبة واحدة.

    متابعة بإذن الله لكل جديد وقيم على هذه الصفحة..
    ودمتم للخير..

  10. #10
    الصورة الرمزية عبدالله المحمدي أديب
    تاريخ التسجيل : Oct 2005
    المشاركات : 2,167
    المواضيع : 52
    الردود : 2167
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    اخي الدكتور احمد الناعم ساورد لك مقالا للدكتور سعد الخثلان حول هذا الموضوع :

    هذه المراصد التي وجدت في الوقت الحاضر لم تكن موجودة من قبل على هذا النحو الذي هي موجودة عليه، فهل يصح الاعتماد على هذه المراصد أم لا؟ قبل أن نتكلم عن هذه المسألة نشير إلى مسألة أخرى تكلم عنها أهل العلم قديما وحديثا .

    فهي ليست من النوازل ولكن لارتباطها بهذه المسألة التي بين أيدينا نشير لها إشارة مختصرة، وهي حكم الاعتماد على الحسابات الفلكية في إثبات دخول الشهر، وللعلماء في ذلك قولان:

    فأكثر أهل العلم قديما وحديثا على أنه لا يصح الاعتماد على الحسابات الفلكية في إثبات دخول الشهر، بل حكي إجماعا، لكن حكاية الإجماع محل نظر، إذ أن هناك من الفقهاء من خالف في هذه المسألة، فقد خالف بعض فقهاء المالكية والشافعية، كما حكى ذلك القرافي وغيره واشتهر عن ابن سريج من الشافعية، أنه يعتمد على الحسابات الفلكية في إثبات دخول الشهر .

    ومن أبرز من قال بهذا القول من المعاصرين، الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- وله رسالة مشهورة في هذا، ومن العلماء المعاصرين من قال إنه يعتمد على الحساب الفلكي في النفي دون الإثبات، بمعنى: لو قال الفلكيون لا يمكن أن يرى الهلال هذه الليلة فيقول يعتمد على قولهم في هذا، لكن لو قالوا يمكن أن يرى، فلا يعتمد . وإنما يعتمد على الرؤية فإن رؤي أثبت دخول الشهر وإلا فلا، وهذا قال به جمع من العلماء المعاصرين .

    والذي يظهر في هذه المسألة -والله أعلم- هو قول الجمهور، وهو أن الاعتماد إنما هو على الرؤية، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا الشهر ثلاثين .

    ولكن مع ذلك ينبغي إذا دل الحساب على عدم إمكانية رؤية الهلال أن يتشدد في قبول الشهادة، فلا تقبل إلا من إنسان موثوق في دينه وأمانته، وأيضا من إنسان معروف بحدة البصر والخبرة في تحديد منازله، إذ أن بعض الناس، بعض من يدعي رؤية الهلال يغلب عليهم التسرع والعجلة والوهم، وبعضهم ربما رأى كوكبا أو نجما يشبه الهلال فظنه هلالا .

    وأذكر أنه في شهر شوال من العام الماضي عام ألف وأربعمائة وست وعشرين ادعى رؤية الهلال خمسة شهود، ومع ذلك رد مجلس القضاء الأعلى هنا في المملكة جميع شهادة هؤلاء، وكان الواقع هو كما رآه مجلس القضاء، فالليلة التي بعدها لم ير الهلال، يعني هؤلاء ادعوا رؤية الهلال ليلة الثلاثين من رمضان، والليلة التي بعدها لم يستطع أحد رؤية الهلال حتى ولو بالمراصد الفلكية، هذا أعطى مؤشرا على أن ما رآه المجلس هو الحق .

    فيغلب، بعض الناس ربما يكون ثقة لكنه يهم يرى شيئا يشبه الهلال، فيقول إنه هلال، ويشهد بناء على ذلك، فأقول إن الحساب يمكن أن يعتبر قرينة لا يعتمد عليها ولكن يستأنس بها في دخول الشهر، والحساب له عدة مجالات، منها حساب وقت ولادة الهلال، وحساب وقت غروب القمر، وحساب مقدار درجات القمر فوق الأفق وقت غروب الشمس إلى غير ذلك من المجالات .

    وأقوى هذه المجالات هو حساب وقت غروب القمر، فإنه من المتفق عليه بين العلماء أنه لا يعتد برؤية الهلال، إلا إذا رؤي بعد غروب الشمس، أما لو رؤي قبل غروب الشمس ولو بدقيقة ثم لم ير بعد غروب الشمس، فلا يعتد به بالإجماع، وحينئذ فلو دل الحساب الفلكي على غروب القمر قبل غروب الشمس ثم أتى أحد فادعى رؤيته بعد غروب الشمس، فما الحكم؟

    الواقع أن حساب وقت غروب القمر دقيق جدا، وقد حدثني أحد المختصين في علم الفلك، بأن معادلة غروب الشمس هي نفسها معادلة غروب القمر، وقال: إن من يشكك في حساب غروب القمر فليشكك إذا في حساب غروب الشمس؛ لأن المعادلة واحدة، وقد جربت هذا بنفسي وراقبت غروب القمر لعدة شهور، ووجدته دقيقا يغرب في نفس الدقيقة التي حددت في الحساب، فهو كغروب الشمس في هذا .

    فهذا هو من أقوى القرائن في الحساب الفلكي، والواقع أنه في سنوات مضت يتقدم شهود فيدعون رؤية الهلال مع أن الحسابات قد دلت على أنه قد غرب، بل إن بعض أنواع التلسكوبات تتجه مباشرة إلى الهلال، إذا برمجت تتجه مباشرة إلى الهلال وتتابعه من أول النهار، فإذا غرب الهلال اتجهت إلى الأرض، أحيانا تتجه إلى الأرض وتعطي إشارة بغروب القمر، ومع ذلك يأتي من يشهد برؤية الهلال، فهل تقبل شهادة هؤلاء ؟

    نحن قلنا إنه ينبغي أن يتشدد في قبول شهادتهم، ولكن إذا كانوا أهل ديانة وأمانة وخبرة وحدة نظر، فإنه من الصعب رد شهادتهم؛ لأننا قررنا أنه لا يعتمد على الحساب في إثبات دخول الشهر، بل إنه جاء في صحيح مسلم أن الناس تراءوا الهلال زمن النبي صلى الله عليه وسلم، قال بعضهم هو ابن ليلتين، وقال بعضهم هو ابن ثلاث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله أمده لكم لتروه .

    فظاهر هذا الحديث هو أن الله تعالى قد يمد الهلال لكي يراه الناس، يكون في هذا خرقا لما هو معروف أو معلوم بالسنن، والله تعالى أعلم، ولهذا فنتمسك بظاهر النص في هذا، فنقول المعول عليه هو الرؤية، ولكن ينبغي أن يتشدد إذا دلت الحسابات الفلكية على عدم إمكانية الرؤية، ينبغي أن يتشدد في ذلك، ولا تقبل الشهادة إلا من عرف خبرته في هذا وحدة نظره مع دينه وأمانته .

    وهذه المسألة أعني دخول الشهر، تشكل في بعض البلاد خاصة في بعض البلاد غير الإسلامية والتي يكون فيها جالية إسلامية، يختلفون اختلافا كثيرا في هذه المسألة، فأقول إذا أمكن اتحاد المسلمين على رأي فهو المطلوب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الصوم يوم يصوم الناس، والفطر يوم يفطر الناس .

    ولكن إذا اختلف الناس في البلد الواحد فحينئذ نقول: إنه ينبغي اتباع البلاد التي تعتمد على الرؤية في إثبات دخول الشهر، خاصة إذا كان الناس في تلك البلاد في الغرب يعني بأن كانت البلاد التي يريدون اتباعها في الشرق، فمثلا لو رؤي هلال هنا في المملكة فلا بد أن يرى في البلاد التي تقع غربها، كبلاد إفريقيا وأوروبا وأمريكا .

    البلاد التي تقع في الغرب لا بد أن يرى فيها الهلال، لا يمكن أن يعني يرى الهلال هنا في المملكة ولا يمكن رؤيته في البلاد التي تقع في الغرب، ما دام أن الرؤية صحيحة فلا بد أن يرى في البلاد التي تقع في الغرب، ولا يلزم من ذلك رؤيته في الشرق، فقد يتعذر رؤية الهلال في الشرق ويمكن رؤيته في الغرب .

    هذه نبذة موجزة عن هذه المسألة، ونعود لمسألتنا التي بين أيدينا وهي الاعتماد على المراصد الفلكية في إثبات الشهر، هذه المسألة بحثها مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة قبل نحو ربع قرن، وتحديدا عام 1403 للهجرة، وشكل لجنة من الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- مع بعض المختصين .

    ورأت اللجنة عدة أمور أقرها مجلس هيئة كبار العلماء:

    ومنها: إنشاء المراصد كعامل مساعد على تحري رؤية الهلال لا مانع منه شرعا .

    ومنها: إذا رؤي الهلال بالعين المجردة فالعمل بهذه الرؤية وإن لم ير بالمرصد .

    ومنها إذا رؤي الهلال بالمرصد رؤية حقيقية تعين العمل بهذه الرؤية، ولو لم ير بالعين المجردة، وذلك لقول الله تعالى: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ولعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما ولقوله عليه الصلاة والسلام: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته الحديث، وهو من رأى الهلال عن طريق المرصد يصدق عليه أنه رأى الهلال، ولأن المثبت مقدم على النافي .

    وهذا الرأي اعتمده مجلس هيئة كبار العلماء، وأصبح العمل عليه منذ ذلك الحين منذ عام 1403، وفي هذا رد على من يقول: إن العلماء لا يرون الاعتماد على المراصد الفلكية، فهذا غير صحيح، العلماء قرروا منذ ذلك الحين جواز الاعتماد على المراصد الفلكية، لا مانع من الاعتماد عليها، سواء كانت المراصد الفلكية الكبيرة الضخمة، أو حتى عن طريق المنظار الصغير، أو ما يسمى بالدربين، ونحوه .

    كل هذا يصح الاعتماد عليه ولو لم ير بالعين المجردة، وسماحة رئيس مجلس القضاء الأعلى عندنا في المملكة صرح بهذا كثيرا بأن مجلس القضاء الأعلى يقبل الرؤية عن طريق المراصد الفلكية، فما يثار من أن العلماء هنا في المملكة لا يقبلون الرؤية عن طريق المراصد غير صحيح البتة، بل إن العلماء قرروا ذلك من نحو ربع قرن .

    ولكن مع ذلك منذ ذلك الحين إلى وقتنا هذا لم ير الهلال عن طريق المراصد الفلكية ولو لمرة واحدة، فما هو السبب في هذا؟ يعني رغم أن العلماء أقروا هذا وهو الذي عليه العمل، ومجلس القضاء متوجه لقبول الرؤية عن طريق المراصد الفلكية إلا أنه لم ير الهلال عن طريق المراصد منذ ذلك الحين إلى وقتنا هذا ولو لمرة واحدة، فما هو السبب في هذا؟

    أحد المختصين في علم الفلك تكلم عن هذه المسألة وذكر السبب في هذا، وقال: يظن الكثير أن المراصد الفلكية من تلسكوبات وغيرها أنها تحسن فرصة رؤية الهلال، والواقع قد يكون العكس من ذلك، ثم علل ذلك من الناحية العلمية، قال: إن فكرة المراصد تقوم على زيادة كمية الضوء الواصلة من الجسم المراد رصده والمراد به هنا القمر، لا تكبير حجم ذلك الجسم، وإنما فقط زيادة كمية الضوء؛ لأن أغلب الأجرام السماوية بعيدة جدا وإمكانية تكبيرها قد تكون صعبة بالنظر المباشر بالمرصد، ولكن التكبير يحدث بتصويرها ضوئيا، ومن ثم تكبير هذه الصورة إلى أقصاها .

    وفي حالة رصد الهلال فإن القمر يكون قريبا جدا من الشمس، يعني في ليلة التحري يكون القمر قريبا جدا من الشمس، وهنا ستكون كمية ضوء الشمس من الكبر بحيث لا يتمكن من ينظر في المرصد من رؤية الهلال بسبب ضوء الشمس الشديد؛ لأن القمر قريب من الشمس، فيكون ضوء الشمس هنا كبيرا، فلا يتمكن الراصد عن طريق المرصد من رؤية الهلال، بل إنه ربما يؤثر ذلك على عين الراصد .

    أما إذا كان القمر بعيدا عن الشمس، فإمكانية رؤيته البصرية ستكون سهلة، ولن يقدم المرصد حينئذ كبير خدمة، قال: وإذا زاد حجم المرصد الفلكي صغرت مساحة المنطقة المرصودة، وتركزت كمية الضوء الواصلة لعين الراصد في حين أن الرصد بالعين المجردة سيمكن من النظر إلى نصف الأفق تقريبا مما يقلل من كمية الضوء المركزة، إلى آخر ما ذكر .

    ثم قال: وخلاصة القول أن الاستعانة بالمراصد الفلكية في رصد الهلال غير ممكن حاليا، حسب الإمكانات الموجودة عالميا، إلا في حالات يمكن للعين البشرية أن ترى فيها ببساطة، فتبين بهذا السبب في عدم رؤية الهلال عن طريق المراصد، وهو أن القمر ليلة الرصد ليلة التحري يكون قريبا جدا من الشمس، وبالتالي لا يمكن رؤية الهلال في هذه الحال بسبب قوة الضوء .

    أما إذا كان القمر بعيدا عن الشمس، فهنا تسهل رؤيته بالعين المجردة، فلا حاجة لرؤيته عن طريق المراصد، ولذلك منذ ذلك الحين عند إقرار العلما لجواز استخدام المراصد والاعتماد عليها إلى وقتنا هذا لم ير الهلال عن طريق المراصد، ولو لمرة واحدة، فهذا هو يعني السبب .

    وكما ترون هو يعني الكلام الذي نقلته عن أحد المختصين مقنع في هذا ويؤيده الواقع، خلاصة الكلام أنه يصح الاعتماد على المراصد الفلكية في إثبات دخول الشهر، فلو قدر أنها صنعت بطريقة معينة بحيث يمكن رؤية الهلال عن طريقها فلا مانع شرعا من الاعتماد عليها، ولو لم ير الهلال بالعين المجردة، إنما فقط الإشكال هو في الاعتماد على الحساب، أما الاعتماد على رؤية الهلال عن طريق هذه المراصد فلا مانع منه .

    قبل أن نتجاوز هذه المسألة يثير بعض الناس أمرا متعلقا بالاعتماد على الحساب، يقولون: أنتم تعتمدون على الحساب في أوقات الصلوات، فلماذا لا تعتمدون على الحساب في إثبات دخول الشهر؟ وأقول: هذا الإيراد ذكره القرافي -رحمه الله- في كتابه الفروق، في الفرق الثاني والمائة، كتاب الفروق كتاب قيم، ذكر هذا الإيراد في كتابه الفروق في الفرق الثاني والمائة، قال الفرق الثاني والمائة بين قاعدة أوقات الصلوات يجوز إثباتها بالحساب والآلات وكل ما دل عليها، وبين قاعدة الأهلة في الرمضانات لا يجوز إثباتها بالحساب .

    ثم بين -رحمه الله- هذا الفرق، وقال: إن الله تعالى جعل أسبابا لوجوب الصلوات، فمتى علم السبب بأي طريق لزم الحكم، فجعل نصب، قال: إن الله تعالى نصب زوال الشمس سببا لوجوب صلاة الظهر، فمتى ما علم زوال الشمس بأي طريق فحينئذ لزم الحكم، وهكذا بالنسبة لوقت العصر والمغرب والعشاء والفجر، فمتى ما علمت هذه الأسباب التي نصبها الشارع لزم الحكم، إذا علمنا زوال الشمس بأي طريق لزم الحكم، علمنا أن يصبح طول ظل كل شيء مثله بعد ظل الزوال بأي طريق لزم الحكم، وهكذا، فجعل لأوقات الصلوات أسباب، متى ما علم هذا السبب لزم الحكم، فيمكن أن نعرف هذا السبب عن طريق الحساب الفلكي .

    قال: وأما بالنسبة للأهلة، فلم ينصب صاحب الشرع خروجها خروج الشمس من الشعاع سببا للصوم، خروجها يعني خروج الأهلة من الشعاع، يعني من شعاع الشمس، سببا للصوم، بل رؤية الهلال خارجا من شعاع الشمس هو السبب، فإذا لم تحصل الرؤية لم يحصل السبب الشرعي، قال: فصاحب الشرع لم ينصب نفس خروج الهلال عن شعاع الشمس سببا للصوم .

    خلاصة هذا الكلام نقول إن الشارع في أوقات الصلوات نصب أسبابا لدخول الوقت، فمتى علم هذا السبب بأي طريق دخل الوقت، ويمكن أن نعرف هذا السبب عن طريق الحساب الفلكي، أما بالنسبة لدخول الشهر، فقد جعل الشارع المعول عليه في ذلك هو الرؤية، ولم يجعل المعول عليه في ذلك هو الحساب، أو خروج الهلال كما ذكر من شعاع الشمس، وإنما المعول عليه الرؤيا .

    فنجد أنه في دخول الشهر قال: صوموا لرؤيته ولم يقل لخروج الهلال من الشعاع، وإنما قال صوموا لرؤيته، بينما في وقت صلاة الظهر قال: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ يعني لزوال الشمس، فهذا هو الفرق، وبذلك نعرف أنه لا يصح هذا القياس، لا يصح قياس إثبات دخول الشهر على أوقات الصلوات في الاعتماد على الحساب، هذا ما يتعلق ببحث هذه المسألة

    اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

    اخي الدكتور احمد لي ملاحظه بسيطه وآمل ان تتقبلها مني بصدر رحب احيانا قد تكون في بعض ردودك قاسيا او في غير محلها مع ملاحظه انك لم تتجاوز حدود الحوار المنطقي

    كل عام وانت بخير

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. خواطر رمضانية..... ربيع القلوب
    بواسطة د. سلطان الحريري في المنتدى مُنْتدَى رَمَضَان والحَجِّ
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 22-03-2023, 11:22 AM
  2. خواطر رمضانية: العتاب الرباني في القرآن والسيرة
    بواسطة علاء سعد حسن في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-07-2015, 04:01 PM
  3. دعوة للحوار
    بواسطة زاهية في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 13-06-2006, 08:37 AM
  4. لماذا يتشبثُ الحكام العرب بالكرسي..حتى آخر لحظة..دعوة للحوار..
    بواسطة الطيب الجوادي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-01-2004, 11:32 AM
  5. تضمين ايات القران في النثر العربي / دعوة للحوار
    بواسطة محمود مرعي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-12-2002, 02:33 AM