|
مضَيْتَ تشُقُّ درْبَكَ في بَسالهْ |
تَخوضُ اليَمَّ لا تَخشى وَبالَهْ |
تُغِيرُ على الدَّفاترِ ، لا تُبالي |
أزُهْرٌ في سَمائِكَ أمْ غَزالهْ |
وتَسفِكُ حِبْرَ أقلامٍ عِجافٍ |
ولوْ نطَقتْ لأَنطَقَتِ العَدالهْ |
وتَكْرَعُ في حِياضٍ مُتْرَعاتٍ |
ولا تَخشى على العَقْلِ ارْتِحالَهْ |
وتَعجَبُ مِن تجلُّدِكَ الليالي |
وتُعْرِبُ عن هزيمَتِها الكَلالَهْ |
نذَرْتَ لنُصرةِ العرفانِ رُوحاً |
تتُوقُ إلى القضاءِ على الضَّلالهْ |
وتَندُبُ حظَّ مُجتمَعٍ تَردَّى |
بفَيْضِ دُموعِهِ يَروِي عِياَلَهْ |
وأنتَ – كما أَرى – جِسمٌ ورُوحٌ |
فما للجسمِ لَمْ تَرحَمْ هُزالَهْ ؟ |
عرَجْتَ على بُراقِ العِلمِ لَمّا |
رأيتَ الأرضَ تخنُقُها الجهالهْ |
أمَا تدري بأنّكَ في زمانٍ |
تجُورُ على فَطاحِلِه الحُثالهْ |
فكَمْ جَحْشٍ على قدَمَيْنِ يَسعى |
فيَلْثِمُ ألْفُ مَحرومٍ نِعالَهْ |
وهالاتٍ تُحيطُ بكُلِّ قَومٍ |
أحاطُوا بالْمَفاسِدِ ألْفَ هالهْ |
كأنّ الجاهَ لَمْ يُخلَقْ لِمَن لا |
يُجرِّبُ في كَرامَتِنا نِبَالَهْ |
لكَمْ عصَفتْ بوالدِكَ الدَّواهي |
وكمْ نصَبَ الشقاءُ لهُ حِبالَهْ |
وأَمسى نُورُ عيْنِ الأُمِّ وَقْفاً |
على فُرْنٍ وآنيَةٍ وآلَهْ |
قدِ اشتَدَّ اشتياقُهما ليومٍ |
يشُدُّ إليكَ بالبُشرى رِحالَهْ |
وحين هَداكَ للعلْياءِ عقْلٌ |
إذا ما رامَ نَيْلَ البدرِ نالَهْ |
وغادرْتَ المدارسَ في شُموخٍ |
وقُلتَ : الآنَ أنهَضُ بالرِّسالهْ |
تلقَّيْتَ البشارةَ : ألْفُ مَرحى |
لقد شرَّفتَ مَدرسةَ البِطالهْ ! |