"خرج الي العالم لتوه يسمع صوتا شاذا صارخا قويا يكاد يفتك بطبلة أذنيه
لا يدري .هذا الصوت جد قريب هولا يعرف هل هومنه ام من غيره ؟!
يستيقظ على صراخ ابيه لامه
أين الفطور؟
لماذا لم تكوي القميص للآن
تصرخ في وجهه
يسمع من فتحة الباب صرخة مدوية
لابد انها صفعة على وجه عمته من عمه لانها تطالب بالميراث.
ثم مشادة من الاخت العمة وصراخ.
يقع من ركلات اخوته وهم يصرخون وتنازعون على ( باكو) الباسكويت.
يقرر الخروج للشارع لعله يريح أذنيه التي تعبت هي وكفيه من كثرة وضعهما عليها لتهدأة الأصوات الصاخبة التي تكاد تمزق أذنيه ورأسه.
يزهله صوت السيارات ،وكلاكساتها وكأنهم في مسابقة جائزة لأعلى صوت للصفارات.
يستغرب لماذا لا يخفضون الاصوات ليسمع بعضهم بعضا؟!!!
أمه تصرخ في وجهه:
كل الاولاد تكلموا الا انت لقد سودت وجههي امام والدك والناس
إذن تكلم الان
تكلم وإلا صفعتك
يراجع نفسه هل أتكلم أم اظل صامتا هكذا؟
أنا إبنهم وسأكون مفزعا مثلهم تنزل دمعة على خده البريئ.
صوت مدرسه الحنون بعد قصة أعجبته.
قم يا أحمد قل يا حبيبي.
ح حصان.
هيا معي يا( أمُّور) .......... ح حصااااان.
ح حصان.
يحاول جاهدا النطق.
يخرج صوتا نشاذا عاليا صاخبا.
ح حماااااااااااااار.
يفزع المدرس ويشير.
أصمت...أصمت !
إخرص !
كفااااااااااااااك.
يصمت ثانية .
فتنفجر حنجرته.
يحمله أقرانه في مشهد مهيب على أبواق مزاميرهم وأعواد صفاراتهم.
يضعوه أمام القبر ثم يطأطأو رؤوسهم كأن عليها الطير.
في دقائق حداد صامته معدودة.
أخيرا أحدث موته شيئا ذوقيمة."
دمتم مبدعين متألقين
وكل عام وأنتم ألي الله أقرب
وعلى طاعته أدوم
دمتم مبدعين